| |
الخير كله في قرية العليا حسين بلحارث
|
|
* عندما فكرت في إعداد هذه الصفحات عن محافظة قرية العليا لم يسبق لي أن تشرفت بزيارتها من قبل ولكن وجود صحفي سابق على رأس الهرم الإداري فيها كان عاملاً مشجعاً خصوصا عندما تحدثت إليه لاستطلاع رأيه ووجدته الصديق والزميل الصحافي خالد الصفيان أكثر منه المحافظ موظف الدولة، فقد رسم العديد من العناوين الصحفية في تلك المحادثة الهاتفية التي أشعرتني حقاً أن قرية العليا لم تنل نصيبها من الضوء الإعلامي وهذا ليس حديثاً عاطفيا إنما مبني على عدة حقائق أبرزها أن هذه المحافظة التي تشكل بمساحتها الشاسعة ثاني أكبر محافظة في المنطقة الشرقية بعد محافظة الإحساء تنتج لوحدها أكثر من 250 ألف طن من القمح سنويَّا وهي كمية تقترب من تغطية نصف احتياج المملكة من المنتج الاستراتيجي وهي أيضا تحتضن ثروة حيوانية تقدر بعشرة ملايين رأس من المواشي وقد تكون مفاجأة لبعض القراء عندما يعلمون أنها تحتضن أكبر مزرعة للنعام في الشرق الأوسط حيث تحتوي على عشرة آلاف طير نعام. * إنها محافظة تجمع بين المناطق الرعوية والأراضي الخصبة والمياه الوفيرة التي شجعت العديد من الفعاليات الاقتصادية إلى الاستثمار في أراضيها الواسعة في المجالين الزراعي والحيواني حتى إنها اجتذبت العديد من المستثمرين من بعض الدول المجاورة. * لقد كان من حسن حظي أن دخلت إلى قرية العليا لأول مرة تحت غيمة سحب محملة بأمطار غزيرة أجبرتني على التوقف إلى جانب الطريق عدة مرات لشدة ما جادت به من غيث كانت الأرض بحاجة إليه ورأيت الفرح في عيون الناس وهم في أول أيام بذر القمح وكانوا يلهجون بالدعاء برحمة تحمل لهم (مطرة) أخرى ك(مطرة) ذلك اليوم وكان بعضهم يشير إليَّ قائلاً إن وجهي «فال» عليهم .. وعرفت أن فرحة المزارع والراعي بالمطر أكثر من فرحة ابن المدينة بمراحل كثيرة ولذلك تأثرت ودعوت الله في كل لحظة أن يتمم فرحتهم بتلك (المطرة) التي قالوا انها ستحول الأرض إلى واحة تكسوها الخضرة والأزهار وعندما نزل الغيث بعد أربعة أيام واستمر من التاسعة مساءً حتى التاسعة من ليل اليوم التالي فرحت فرحا عارما ورأيت الناس وهم يتبادلون التهاني ووجدت نفسي مثلهم أبارك لكل من ألتقيه وأتصل بمن أعرفه هناك وببعض الأقارب والأصدقاء البعيدين. * إنني عائد إلى قرية العليا في الربيع ولكن دون قلم أو كاميرا بل لمتعة الربيع هناك وقرية العليا ليست مجرد قرية كما يوحي اسمها بل هي حياة تدعونا جميعا لزيارتها والتمتع بجمالها.
|
|
|
| |
|