| |
سعد الثواب في حديث حول استثماراته في قرية العليا: عشقي لنقاء البر قادني إلى إنشاء مشروعين للدواجن بطاقة ثلاثة ملايين وستمائة ألف دجاجة سنوياً ومزرعة كبيرة لإنتاج القمح
|
|
في جولة «الجزيرة» في محافظة قرية العليا كان لها لقاءات مع بعض المستثمرين في القطاع الزراعي والحيواني وهو قطاع يمثل العمود الفقري في المحافظة وقد صادف وجودنا هناك فترة البذر التي تمثل ساعة الصفر لموسم زراعة القمح وحرص كل مزارع على أن يقضي نهاره من الصباح إلى المساء في مزرعته للوقوف على عمليات الحرث وتقليب التربة وبذر الحبوب وما الى ذلك .. حيث التقينا في حوار مع رجل الأعمال وصاحب مزارع الثواب للدواجن سعد بن سعود حمود الثواب الذي بدأ الحديث عن تجربته مع صناعة الدواجن قائلاً: كنت وكيلاً في المنطقة الشرقية لمنتجات فقيه للدواجن لنحو 15 سنة وعندما صدر التنظيم الجديد لسوق الدواجن الذي يمنع نقل الدواجن من منطقة إلى أخرى قررت بناء مزارعي الخاصة وقد قمت بدراسة العديد من الخيارات ومن ضمنها مكان إنشاء المشروع ووجدت أفضلها أن أقيم مشروعي في قرية العليا لأسباب عديدة منها الشخصي ومنها الاقتصادي أما السبب الشخصي فمرتبط بحبي للمناطق البرية والزراعة في الوقت نفسه ولهذا فقد أقمت ثلاثة مشروعات في قرية العليا وهي مشروعان للدواجن ومشروع عبارة عن مزرعة لإنتاج القمح. هل تعطينا فكرة عن مشروعي الدواجن؟ يقام مشروع الدواجن الذي نحن فيه الآن على مساحة 1500 دونم (مليون وخمسمائة ألف متر مربع) كما يقام المشروع الآخر على مساحة مقاربة وبتكلفة بلغت أكثر من أربعة وعشرين مليون ريال وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروعين أكثر من ثلاثة ملايين وستمائة ألف دجاجة سنوياً. ألا يشكل البعد عن المناطق الرئيسة في المنطقة الشرقية عائقاً أمامكم؟ ولماذا اخترت قرية العليا بوجه خاص؟ بالنسبة للبعد فمع توفر الإمكانيات لا أعتقد أن هناك مشكلة فنحن لدينا أسطول كامل من الشاحنات يغطي المنطقة الشرقية من الأحساء إلى حفر الباطن والخفجي وبصورة يومية. أما اختيار قرية فقد جاء على أساس الرغبة في البعد عن المدن المكتظة كما أن أجواء قرية العليا عامل مشجع لعدم وجود الرطوبة بالإضافة إلى أن الجو هنا نقي وصحي جداً ومناسب لتربية الدواجن. هل بدأتم فعلياً في الإنتاج؟ بالطبع نحن الآن ننتج ونبيع يومياً منذ عدة أشهر والأمور تسير وفق المخطط لها .. فنحن في الحقيقة باشرنا العمل على المشروع منذ إعلان التنظيم الجديد لمنع نقل الدواجن وكان يجب أن نتحرك ونتخذ خطوات سريعة تتجاوب مع ذلك التنظيم. بهذه المناسبة .. هناك فهم لدى العامة بأن مزارع الدواجن تغذي الدجاج اللاحم بالهرمونات؟ مطلقاً هذا كلام غير صحيح.. والحكومة السعودية ممثلة في وزارة الزراعة تمنع استخدام الهرمونات في تسمين الدواجن وهذا نظام صريح وأنت خلال جولتك في المشروع شاهدت الأغذية التي نقدمها للدواجن وهي عبارة عن فول الصويا والبرسيم والذرة الصفراء ويجب أن تكون متأكداً من ذلك.حسناً ماذا عن الرقابة .. هل توجد رقابة على مزارع الدواجن؟ بكل تأكيد هناك مراقبون بيطريون من قبل وزارة الزراعة يقومون بزيارة المزرعة ومتابعة عملهم أربع مرات في الدورة الواحدة (الدورة مدتها من38 إلى 45 يوماً) ويأخذون عينات من الدم لتحليلها لمتابعة الحالة الصحية للدواجن وهذا أمر يسعدنا نحن أصحاب المزارع ويهمنا لأننا نقدم هذا الغذاء المهم لأهلنا ومجتمعنا قبل كل شيء وبالتالي فإننا نعد المراقبين سنداً للمزارع وليسوا ضده. على صعيد الزراعة هل تواجهكم مشكلات معينة خاصة فيما يتعلق بالإرشاد الزراعي؟ في الحقيقة إن وزارة الزراعة متعاونة مع المزارعين ومع مربي الدواجن والمواشي بشكل كبير والدعم واضح وملموس للجميع ولكن تواجهنا مشكلات مع ارتفاع أسعار الأسمدة والمركبات بصورة غير مبررة، فعلى سبيل المثال كان سعر كيس اليوريا 25 ريالاً ولكن في غضون عامين تضاعف سعره إلى 55 ريالاً مع أن اليوريا إنتاج وطني تنتجه شركة سابك التي يفترض فيها أن تساهم في دعم المزارع لتحقيق مبدأ الأمن الغذائي يضاف إلى ذلك أن مزارع القمح خصوصاً كان يبيع كيلو القمح إلى الصوامع بريال وخمسين هللة أما الآن فيبيعه بريال واحد فقط ومع ذلك يجد الأسعار تزداد عليه بصورة مطردة مما يجعله أحياناً عاجزاً عن استعادة رأسماله وهذا يعني أن المزارع قد يضطر إلى هجر الزراعة التي أصبحت مصدر دخل لقطاع واسع من المواطنين وقطاعاً استثمارياً مهماً يدعم اقتصاد الوطن بالإضافة إلى أهمية هذا القطاع من الناحية الاستراتيجية. أنتم حالياً تقومون بتوزيع الدجاج على ملاحم الدواجن التي يفترض أن تغلق أبوابها قريباً استجابة للنظام الجديد الذي يمنع ذبح وسلخ الدواجن في الشوارع فكيف ستبيعونه في الفترة القادمة؟ التنظيم الجديد يفترض إقامة مسالخ مركزية للدواجن ونقوم نحن بالتسليم لهذه المسالخ وربما أنت تثير مسألة في غاية الحساسية بهذا السؤال لأننا كمستثمرين في إنتاج الدواجن قد نتكبد خسائر فادحة بسبب هذا الأمر فالتنظيم الجديد يفترض إقامة مسالخ للدواجن ولكن المهلة المحددة لذلك لم يبق عليها سوى سبعة أو ثمانية أشهر وتنتهي بينما العمل لم يبدأ بعد في بناء المسلخ المركزي مما يعني مشكلة كبيرة لنا كمنتجين وللمستهلك في الوقت نفسه إذ إن انتهاء المهلة وإغلاق محلات الملاحم قبل إيجاد المسلخ يعني انسداد منافذ البيع بالنسبة لمزارع الدواجن وانقطاع الدجاج البلدي عن المستهلك ولهذا فإننا نناشد المسؤولين الاهتمام بهذا الأمر ومعالجته بالطريقة المناسبة التي تأخذ مصالح المنتج والمستهلك بعين الاعتبار كما أتمنى أن يتحرك رجال الأعمال للاستثمار في مجال المسالخ كفرصة استثمارية جيدة والحقيقة إنني أعول كثيراً على الشيخ عبدالرحمن فقيه صاحب مزارع فقيه للدواجن لتبني مشروع إنشاء مسلخ آلي في المنطقة الشرقية وذلك لما أعرفه عن الرجل من خبرة طويلة وعراقة في التجربة ولكونه رائد صناعة الدواجن في المملكة وأعلم جيداً أن الشيخ عبدالرحمن من الرجال الطموحين الذين يعرفون مدى أهمية مثل هذه المشروعات وهو يملك الإمكانيات التي تؤهله للتصدي لهذا المشروع. نود أن نختم هذا الحديث القصير معكم بكلمة .. في الحقيقة أود أن أشكركم على مبادرتكم بهذه الزيارة إلى قرية العليا وأتوجه بالشكر الخاص لسعادة محافظ قرية العليا الأستاذ خالد الصفيان وسعادة مدير فرع وزارة الزراعة بالمحافظة الأستاذ محمد بن سعد الأسمري على اهتمامهما ودعمهما المستمر للمستثمرين في مجالات الزراعة بمحافظة قرية العليا.
|
|
|
| |
|