| |
أغلقوا المستشفيات...ووزعوا اللاصقات!! د. عبدالملك بن إبراهيم الجندل
|
|
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، وشرفه بنعمة العقل الذي ميزه عن باقي المخلوقات وهداه إلى طلب العلم، قال تعالى: {عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} وما زالت العلوم في تقدم مستمر، ومن ضمنها العلوم الطبية، التي تطورت تطوراً مذهلاً، خصوصا في عصرنا الحاضر، فافتتحت المستشفيات، وزودت بأكفأ الأطباء، وجهزت بأضخم المعدات الطبية، بأعلى التكاليف. وهناك من يريد تجاوز ذلك كله (بلصقة) عجيبة تحت مسمى (الطب البديل) تقوم بعلاج معظم الأمراض. ومناسبة ذلك ما وقع تحت يدي من نشرة دعائية لعلاج يتكون من عدة لصقات، منه النوع الحار، والبارد، وتتراوح أسعاره ما بين الستين والتسعين ريالاً (لا دولاراً) ويهون السعر ويرخص، بل لا يعتبر شيئاً إذا ما نظرنا إلى مكونات واستطبابات ذلك العلاج الخارق، فتعالوا نستعرض مواصفاته، كما ورد في النشرة: يتكون الدواء من مواد طبيعية 100% وهو عبارة عن (لاصقة) معها كيس يحتوي على خمس غرامات من المواد الفعالة، توضع أسفل القدم، وبتأثير الحرارة والتعرق تتوسع المسامات، ويبدأ الجسم بطرح السموم من هذه المسامات، وذلك بتأثير قوة السحب الموجودة في اللاصقة، وهو يستطيع أن يسحب السموم الموجودة في الجسم والتي يبلغ عددها أكثرها من ستة عشر نوعا، مثل النيكوتين والمعادن الثقيلة كالرصاص، ومخلفات التدخين، ويمكن وضعها على الألم الموضعي كالركب والمفاصل والظهر والرقبة، ومدة العلاج شهر واحد لتنظيف الجسم من السموم، وبعد ذلك يتم استخدامه عدة أيام لكل شهر، حتى يكون درعا واقيا ضد الأمراض المستقبلية. وتساعد (اللاصقة) في علاج الجسم من أعلا الرأس إلى أخمص القدمين، فضلا عن العلاج النفسي، حيث ورد أنه يساعد في علاج أكثر من خمس وثمانين عارضا صحياً مثل: أمراض: الصداع، الشقيقة، والأنف، والحنجرة، والضغط، والقلب، والجلطة، والشرايين، والرئة، والكلى، والقولون، والسرطان، والدورة الدموية، وتنقية الدم، والحساسية، والقرحة، الإمساك، والبواسير، والدوالي، والبروستاتا، وانتفاخ القدمين. ومفيد لمتقدمي السن، حيث يعالج ألزهايمر، والهرم، ولثقيلي الحركة والكبار يعالج آلام المفاصل والرجل والركب والظهر والكتف، وتصلب الرقبة. ولم ينس فائدته للمرأة خلال فترة النقاهة بعد الولادة، وكذلك المرضع في تنقية الدم والحليب. ووداعا لمعطرات الجسم فهذا الدواء يقضي على الرائحة الكريهة الصادرة من الجسم وليس هناك حاجة للتطعيم، فهو ضد الإصابة بالفيروسات والفطريات والجراثيم. وسلاما على الطب النفسي؛ فالدواء يعالج التوتر، والاكتئاب، وتغير المزاج، والإرهاق، والتعب، ويشعر من استخدمه بالراحة والنشاط وصفاء الذهن، والنوم الجيد. ومن المفارقات أنه يصلح للسمين، والنحيف، فيقضي على السمنة، ويفتح الشهية، وقد نصت الوصفة أن ذلك الدواء لمن (يرغب بصحة جيدة ودائمة). وبعد ذلك العرض الموجز، نحن أمام ثلاثة خيارات مع هذ الدواء؟ الذي ذكر أنه يساعد في علاج أكثر من (85) عارضاً صحياً: الأول: أن يكون هذا الدواء كما ذكر في معالجته لهذا العدد من الأمراض. الثاني: أن يكون محدود الفائدة، وليس علاجا لجميع ما ذكر من أعراض صحية. الثالث: أن لا يكون له فائدة مطلقاً. فإن كان (الأول): عندئذ نعطي الضوء الأخضر، فنشتري ونوزع ونلصق، بل يتم توزيعه مجاناً، للتقليل من ارتياد المراكز الصحية والمستشفيات، وستتضرر المراكز الصحية الأهلية؛ لأن المرضى سيستخدمون تلك (اللاصقة) العجيبة. والنظر كذلك في المساعدات الطبية الخارجية، فيتم شحن ذلك الدواء إلى الدول المحتاجة، والتقليل من إرسال الفرق الطبية المتخصصة، والتركيز على متخصصي الإسعافات الأولية والجروح والحروق والكسور، ويقومون كذلك بتوزيع (اللاصق) الذي يقضي على معظم الأمراض، مع إرفاق نشرة (مترجمة) إلى اللغة المحلية للدولة المحتاجة. وإن كان (الثاني، أو الثالث) فهذه خدعة تجارية على حساب صحة الإنسان، ويجب محاسبة كل من تسول له نفسه، ويستخف بمجتمعه. ختاماً... يجب التوعية والرقابة من قبل (وزارة الصحة) حول هذا الدواء وأمثاله، كما أهيب بالجهة ذات العلاقة ألا يسمح ببيع الدواء المعلب والمرفق به وصفة طبية، إلا بعد إجازته من المختبرات الصحية، سواء كان في الصيدليات أو محلات العود والعسل، أو محلات العطارة.
وزارة التربية والتعليم
aljndl@hotmail.com |
|
|
| |
|