| |
(البنات مثل النبات) خالد سلمان
|
|
خَلقَ اللهُ في الوجُودِ.. نباتَ الشّوكِ والورودِ وحتَّى أجملَ الأزهارِ.. تَجِدُها بين الأشواكِ *** فالبناتُ مثلُ النباتِ.. سَاكِنةٌ في مُعْظَمِ الأَوْقَاتِ بَعْضُها تَخْتَنِقُ مِنَ النَّسمَةِ.. وَبَعْضُها تَكْتِمُ الحُزْنَ والآهَاتِ وأُخْرَى تَتَنَاثَرُ كَأَوْرَاقِ الخَرِيفِ مَعْ هُبُوبِ الرِّياحِ ومُعْظَمُها تَنَامُ بِارْتِياحِ وقَلْبُ حَبِيْبِها يُعَانِقُ الجِرَاحَ *** فَلاَ عَجبَ يا فُلاَنُ مَنْ وجُوُدِ قَرِيبٍ غَرِيْبٍ وَلاَ تَخَفْ مِنْ العَدوِّ.. بلْ احْذَرْ الحَبِيبَ لأنَّه قَدْ يَكُونُ مَريْضاً عَلىَ هَيْئةِ طَبِيْبِ *** فَمْهمْاَ فَعَلْتَ في هَذا الزَّمَانِ.. فَلَنْ تَجْنِي منه سِوَى القَهَرِ وَالأَحْزَانِ لأنَّه مَخْلوقٌ عَجيبٌ يَتَغَيّرُ جِلْدُه فِي كُلِّ الأَوْقَاتِ.. فِيْ أَيَامِ وأَحْياناً في لَحَظَاتِ مَا هَذَا المَخْلوُق! إِنَّه أخْطَّرُ المَخْلوُقَاتِ *** لا تَرَى وَجْهَهُ الحَقِيْقِيّ.. فَكُلُّ يَوْمِ بِقِناعِ وَحتَّى صَوْتُه الُموسِيقِيّ.. يَنْتَزعُ القَلبَ اِنتِزَاعاً يُحَرِّكُ الفُؤادَ كَيْفَ مَا يَشَاءُ .. مِثْلَ السَّفِيْنَةِ والشِّرَاعِ وبَعْدُها يَقُولُ الىَ الِّلقاءِ.. لَكِنَّنِي سَأَخْتَارُ الوَدَاعَ *** وَلَكنْ مَا هُو أَلِيمُ.. إنّ كَيْدَهنَّ عَظِيمٌ.. قَالَها رَبُّ العَرْشِ والسَّمواتِ شَكْلُهنَّ الفَتَّانُ.. يَسحَرُ عُقُولَ الرِّجَالِ وَيَجْعَلهُم كَالرِّيشَةِ تَحْمِلُها النَّسَماتُ فَيا خَوفِي عَلَى الرِّيشَةِ.. فَبَعْدَ هُدوءِ العَواصِفِ تَتَزايدُ الكُثْبَانُ.. وَتُحَطِّمُ الحَوَاجِزَ والجُدْراَن *** وَتَعْرِفُ الرِّيشَةُ مَصيرَها أينَ تَكُونُ.. لَقَدْ فاجَأها الإِعصَارُ بَعَد السُّكُونِ وَبَعْدَها لَنْ يَنْفَعَ النَّدَمْ عَلَى مَا فَاتَ *** وبَيْنَ المَاضِيْ والآتِي.. تَبَدّدَتْ آَمَالِي وأُمْنِيَاتيَ وخَانَتْني تِلْكَ الأَوْقَاتُ.. وتَفَتَّتْ وَردَتِي عَلَى الطُّرُقَاتِ وتَرَدّدَتْ إِلَيْها خُطُوَاتِي.. لأنَّها اِنْمَحَتْ مِنْ قَامُوسِ فَتَاةِ *** واعْتِذارِي لِجَمِيعِ البَنَاتِ.. لأنَّها مُجَرَّدُ كَلِمَاتِ لامْرأةٍ كَانَتْ فِيْ خَيَالِي.. تَحْمِلُ تِلكَ الصِّفَاتِ التِّي حَطَّمَتْ مُهْجَتِي.. وصَنَعَتْ بِداخِلي آهاتِ وأَبْكَتْ قَلَمِي.. وسَاَلَتْ دُمُوعُه عَلَى هذهِ الصَّفَحاتِ
|
|
|
| |
|