| |
وظيفة المرأة في الحج د. شيخة بنت مفرج المفرج (*)
|
|
إن الأمة الإسلامية تعيش في هذه الأوقات أياماً شريفة، وليالي فاضلة، وأزمنة عامرة بذكر الله وشكره، وموسماً عظيماً من مواسم طاعة الله وعبادته. وها هم حجاج بيت الله الحرام يتوافدون على مكة زرافاتٍ ووحداناً، من شتى بقاع الأرض، جواً وبحراً وبراً، يجسدون مشهداً رائعاً من مشاهد العبودية، يستمطرون رحمة الله، ويستجلبون عفوه ومغفرته، ويسألونه من فضله، ويتوجهون إليه بالذكر والدعاء والاستغفار والمناجاة، معترفين بالذل والعجز والفقر والمسكنة، صارفين كل معاني العزة والقوة والسلطان والغنى والعلو لله وحده لا شريك له. إن هذا الموسم الإيماني المتجدد هو مدرسة كبرى تتربى منها الأجيال {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}؛ فينبغي للمرأة المسلمة استغلال هذه الأيام المعدودات فيما يلي: 1- استغلال أيامه العشر الأولى في فضائل الأعمال؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام..) الحديث؛ فحث الأسرة على الصيام، وقراءة القرآن، والصدقة.. إلخ، واغتنام خيرية الزمان. 2- من كتَب الله لها الحج ينبغي عليها الاستعداد له بالقراءة، والبحث عن صفة حج النبي - صلى الله عليه وسلم -، واستغلال أيام الحج القليلة في عبادة الله، مراوحة بين قراءة القرآن، وقيام الليل، وأداء السنن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم تضييع هذه الفرصة الذهبية بعقد علاقات معمورة بالغيبة، أو المباهاة في الملبس والمأكل حتى إذا انتهت أيام الحج، قالت: يا ليتني لم أفرط فيها. 3- صيام يوم عرفة لغير الحاجة، والتأكيد على جميع الأسرة بصيامه، لما فيه من تكفير الذنوب. 4- عدم إضاعة هذا الموسم العظيم في الملاهي والأسواق، وغير ذلك مما لا حاجة إليه، إلا تضييع الأوقات، وقتلها. ولتعلمي أخيتي الفاضلة أنك ستقفين بين يدي الله، وستسألين عن عمرك عامة، وشبابك خاصة فيما أفنيته، فأعدي للسؤال جواباً، وللجواب صواباً.. جعلنا الله وإياكم ممن كان صيامه زيادة له في كل خير.. آمين.
(*) الأستاذ المساعد بقسم السنة وعلومها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
| |
|