الولايات المتحدة تتهم حماس بالتسبب في الأزمة الراهنة
قتيلان في اشتباك بين الفرقاء في غزة بعد وقت قصير من سريان الهدنة

* غزة - واشنطن - بلال أبودقة - الوكالات:
لقي فلسطينيان مصرعهما وجرح ستة آخرون ليل الثلاثاء - الأربعاء بين ناشطين من حركتي حماس وفتح رغم إعلان وقف إطلاق النار بينهما، وقال مصادر فلسطينية إن الضحايا سقطوا في تبادل إطلاق النار الذي استمر ساعات، في حين ان عشرات المسلحين ما زالوا يجوبون صباح أمس شوارع مدينة غزة.
فقد اندلعت اشتباكات حامية في ساعة متأخرة مساء الثلاثاء في حي الصبرة جنوب مدينة غزة بين عائلة فلسطينية، وبين أفراد من القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية.
وقال شهود انهم سمعوا أصوات انفجارات نتيجة إطلاق قذائف صاروخية (أر. بي. جيه) فيما دوت أصوات إطلاق نار مكثفة في المنطقة.
وقالت مصادر في أمن الرئاسة التابع للرئيس الفلسطيني محمود عباس إن أمن الرئاسة بدأ ليل الثلاثاء - الأربعاء إعادة الانتشار حسب الاتفاق الذي وقع بين وزير الداخلية سعيد صيام وقادة الأجهزة الأمنية برعاية مصرية، ولم ترفع كل الحواجز من الطرقات، خلافاً للاتفاق حول وقف إطلاق النار الذي دخل رسمياً حيز التنفيذ مساء الثلاثاء.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية مساء الثلاثاء البدء بتطبيق (وقف شامل وكامل) لإطلاق النار في غزة بعد مواجهات بين فتح وحماس أوقعت أحد عشر قتيلاً منذ السبت.
وفي وقت سابق ظهر قادة الأمن من حركتي فتح وحماس جنباً إلى جنب في مدينة غزة لإعلان أن عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية اتفقا على سحب قواتهما من الشوارع.
وقال عباس للصحافيين في رام الله بالضفة الغربية إنّ وقف إطلاق النار هذا وهو الثاني خلال 48 ساعة، بين الفصائل الفلسطينية المسلحة سيبدأ في قطاع غزة عند الساعة 11 مساء الثلاثاء.
وقال هنية: هناك اتفاق ونحن نباركه وقد شددنا بحضور الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين أوغلي على ضرورة احترامه.
وأضاف ان أجهزة وزارة الداخلية ستسهر على تطبيق هذا الاتفاق هذه الليلة بالذات ونأمل ان يستيقظ شعبنا غداً في وضع أفضل كي نتمكن من تسوية الأزمة الحالية.
وقام أوغلي بوساطة بين عباس وهنية في محاولة لإعادة الهدوء إلى الساحة الفلسطينية.
واندلعت أعمال العنف هذه أثر دعوة عباس إلى انتخابات مبكرة في غياب اتفاق مع حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد مناقشات استمرت ستة أشهر.
وقُتل ستة فلسطينيين الثلاثاء في تجدد الاشتباكات بين الحركتين، كما جرح عشرة أشخاص بينهم خمسة تلاميذ في أماكن مختلفة في غزة، حسب مصادر طبية.
وفي كلمة إلى الشعب الفلسطيني مساء الثلاثاء في غزة، أكد هنية ضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية في الداخل وفي الخارج، كما دعا الجميع إلى ضبط النفس وأناشد الجميع الهدوء وتخفيف التوتر والاحتقان وإنهاء المظاهر المسلحة التي تزيد التوتر.
ومن جانب آخر اتهمت وزارة الخارجية الأمريكية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالمسئولية عن المأزق السياسي الفلسطيني، وقالت إن عزلة الحركة ناجمة عن رفضها الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ونبذ العنف والاعتراف باتفاقات السلام السابقة.
وفي إشارة إلى كلمة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية يوم الثلاثاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شين مكورماك إن (هذا النوع من الأساليب البلاغية يستهدف تحويل الانتباه عن حقيقة أنه وحكومته فشلاً في الحكم).
وقال مكورماك إن الأمر راجع للشعب الفلسطيني .. وحتى هذه اللحظة أعتقد أنّ هناك إجماعاً أو على الأقل أغلبية في الرأي أن حماس فشلت في الحكم.
وكان هنية قال إن الحكومة الأمريكية تسعى لتقويض سلطة حماس من خلال الضغوط الاقتصادية والسياسية.