| |
البوارح الحدود الزمانية للرسائل العلمية ( 2 -2 ) د. دلال بنت مخلد الحربي
|
|
أشرت في الأسبوع الماضي إلى أهمية تقليص الفترة الزمانية أو الحدود الزمانية للرسائل العلمية المتصلة بدراسة التاريخ، وضربت مثلاً حياً برسالة الباحثة فاطمة حسين سعد القحطاني المقدمة لقسم التاريخ بجامعة الملك سعود بعنوان: (حصار إبراهيم باشا للدرعية وسقوطها (1233هـ - 1818م) التي اقتصرت الفترة الزمانية التي تناولتها على ستة أشهر. وقد جاءت الرسالة بحصيلة وافرة من المعلومات الجديدة شملت 348 صفحة مشتملة على الملاحق والخرائط والصور التوضيحية، وقسمت الباحثة مسار دراستها إلى تمهيد وثلاثة فصول، عُنون الفصل الأول ب(حملة إبراهيم باشا في طريقها إلى الدرعية). والثاني ب(تحصينات الدرعية). والثالث ب(معارك الدرعية وسقوطها). ولعلي أقتبس من مقدمة الباحثة ما يدلل على أهمية تعميق هذا التوجه في تقليص الحدود الزمانية، تقول الباحثة: وقد تناول عدد من الباحثين في تاريخ الدولة السعودية الأولى هذا الحدث المهم ضمن السياق التاريخي لهذه الدولة، بصورة عامة لا تغطي كل جوانبه، من حيث الاعداد لحملة إبراهيم باشا، والقوات المحاصرة للدرعية والاستعدادات لمواجهة هذا الحصار من قبل الدولة السعودية وكيفية الحصار والمقاومة، والعوامل التي أدت إلى استسلام المدافعين عنها، وعلى رأسهم الإمام عبد الله بن سعود. ويزيد من أهمية دراسة هذا الموضوع، توافر عدد كبير من الوثائق الخاصة به، تتضمن مراسلات وتقارير مختلفة لشخصيات متعددة، كانت لها صلة مباشرة بهذا الحدث، وتنناول تفاصيل مهمة لم يستفد منها بما يتناسب مع أهميتها، مما يستوجب دراسة هذا الموضوع، بصورة شاملة وتفصيلية، تتوافق مع أهميته لتصغير دائرة البحث دون الخوض في العموميات!! انتهى كلام الباحثة بعبارة تختصر الفترة أو الهدف (تصغير دائرة البحث دون الخوض في العموميات) وهي في الجملتين السابقتين تؤكد مبدأ تقليص حدود الفترة الزمانية، وتكثيف المعالجة على فترة قصيرة. وقد وفقت في منهجها هذا، وقدمت لنا صورة واضحة عن القضية التي تناولتها، وهي بذلك تقدم لنا نموذجاً يفترض أن يحتذى به حتى تصبح الرسائل الجامعية غير مكررة وتتوافر على مناقشات حول مسائل محددة مبتعدة عن الإنشائية والتوسع في العموميات.
|
|
|
| |
|