Al Jazirah NewsPaper Tuesday  19/12/2006G Issue 12500زمان الجزيرةالثلاثاء 28 ذو القعدة 1427 هـ  19 ديسمبر2006 م   العدد  12500
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الخميس 19 محرم 1393هـ - الموافق 22 فبراير 1973م - العدد (528)
راشد الحمدان يكتب رغم أنف سيبويه

** محمد بن مالك.. وضع اللغة العربية في ألف بيت من الشعر.. وجاء الشارحون وهم كثرة.. وشرحوها.. ولعل أشهرهم ابن عقيل.. وهو ليس الذي - عفا الله عنه - ومرت عصور وعصور.. وطلاب العلم يحفظون تلك الأبيات التي تنظم قواعد لغتنا الحبيبة.. العريقة.. ويدرسون الشرح..
ويحفظون الشواهد.. وصارعت اللغة العربية صراعاً عنيفاً.. وهي تحاول حفظ مجد الأدب العربي.
وكان الدارسون لها يقضون الليالي المدلهمة تحت أضواء خافتة من الزيت.. والسرج.. ثم اللمبات الكهربائية وهم يلتهمون اللغة العربية.. ويدرسونها.. وبعضهم يتلذذ بها والآخر يرى فيها الحنظل..
حتى جاء جيل جديد.. يخرج من المدارس.. ومن الجامعات ولم يعرف من اللغة إلا اسمها..
وأنا هنا لا أستهزئ بلغة من أعظم اللغات.. ولكن بدأت هذا الموضوع.. وأنا أحس بدافع كان وليد تجربة طويلة.
هذه التجربة تكونت وأنا أعيش مع الصحافة.. والبروفات.. والمقالات التي ترد مكسرة مفككة..
وكم من مقال أيقظ سيبويه من قبره.. وأقصد مضجعه.. وتذكرت (رسالة الغفران) لأعمى المعرة.. وخيالاته وفلسفته.. وكيف أن بعض الشعراء القدامى رآه يوم القيامة.. وهو آخذ بلحية بعض شارحي الشواهد وهذا الشاعر.. يقول للشارح.. لقد شرحت بيتي على ما لا أريد وشاعر آخر يقول:
لقد أعربت بيتي على غير ما أريد..
ولو أن أبا العلاء المعري.. بعث من جديد في عصرنا لأضاف صفحات جديدة.. إلى (رسالة الغفران).
فنحن في عصر المخترعات - وأقصد بذلك - المخترعات في الأساليب وفي الشعر.. وفي النشر.. وفي التراكيب.. وفي رصف الكلمات بعضها بجانب بعض.. وفي سبك المعاني..
أراد إرشاد الناس ووعظهم أن يكون ملماً باللغة..
وأذكر بالمناسبة حادثة في أحد مساجد الطائف وكان الشيخ المرحوم محمد بن إبراهيم يصلي الجمعة.. وقام أحدهم بعد الصلاة.. وأخذ يتكلم.. وقبل أن تمضي بضع ثوانٍ لحن في اللغة.. فأمر الشيخ بأن يجلس..
إن اللغة وسيلة لإيصال المعلومات والمواعظ إلى القلوب والقلوب تطرب للأسلوب الحسن والمعنى المؤثر.. واللسان الذي يستطيع التغلغل في النفوس.
وحديثي هذه المرة.. في منتهى الجدية.. ولقد حاولت أن أصوغه في أسلوب ساخر.. ولكني عجزت.. لأن التأثير الذي يغمرني من جراء الغلطات الكثيرة.. جعلني أبرز فكرياً في صورة جادة - بحتة -..
سيدي.. سيبويه:
معذرة.. فنحن في القرن العشرين.. عصر السرعة.. عصر الساندوتش.. وليس أبناؤه.. بصابرين على فهم:
فعيلا أجعل الثلاثي إذا
صغرته نحو قذى في قذى
فعيعل مع فعيعيل لما
فاق.. كجعل درهم دريهما
قال صديقي لديَّ لغز..
قلت.. ما هو..
قال.. أعرب.. أن محمد كريم..
قلت.. هل أنت جاد.. أم أن ذلك لغز..؟
قال.. أقول لك.. أعرب الجملة السابقة..
وعرفت أن في الأمر ما فيه.. فصديقي متخرج في كلية اللغة.. ومن أحسن طلابها.
وأدركت بعد ذلك.. أنه قد صاغ الفعل من الأنين.. وهو التوجع وجعل محمداً - فاعلاً - .. والكاف حرف تشبيه.. وريم - وهي الغزال - مجرور بالكاف.
ومثل هذا من - جيد - في اللغة.. ليس مستغرباً..
ولكن..
عندما تكون مصححاً في جريدة ما..
وتبدأ في تتبع المقالات.. فإنك ترى عجباً.. فمعظم كتاب اليوم ومع الأسف.. لم يولدوا.. وفي أسماعهم.. لا ألفية ابن مالك.. ولا شرح ابن عقيل.. أو الزمخشري أو الشرنوبي والغريب أن بعض هؤلاء الكتاب لا يحسون - بانتهاك حرمة اللغة - وهم معذورون في ذلك..
وهناك من الناس من لديه حاسة اللغة.. وأعرف من هؤلاء الكثيرين. وهؤلاء.. يتكلمون.. أو يقرؤون.. فلا يخطئون..
ومرد ذلك في اعتقادي.. إلى جبلة وطبيعة.. وبعضهم إلى كثرة قراءته للقرآن الكريم..
فالقرآن.. نزل بلسان عربي مبين. وكونه كذلك فأعتقد أن تأثيره اللغوي في الألسن ليس بالهين..



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved