| |
نوافذ الأمن الفكري أميمة الخميس
|
|
شاركت في ندوة (الأدب النبوي) التي نظمتها إدارة التوعية الإسلامية في وزارة التربية والتعليم، هذه المشاركة جعلتني أطل إطلالة مباشرة على عالم متسع من المجهودات والعمل والأماني المطوقة بالإخلاص، الطامحة إلى مظلة وطنية صادقة، يستظل بها الجميع في الميدان التربوي؛ مظلة تجعل من الأمن الوطني قضية لا تقبل المساس بها أو المزايدة عليها. طوال أيام الندوة كان بين يدينا مجهودات ميدانية وتربوية كبيرة لم تكن ترضى بالتقليدي أو العادي أو المكرور على المستوى العلمي والتربوي، كانت تقارب هذا العالم ونظرياته التربوية الحديثة بقلب جسور, تجعلنا نشعر أن الوطن مطوق بكمٍّ وافر من الحب والولاء...... لكن مصير هذا الحب أن يعبر عنه بلغات مختلفة. مع الوقت نكتشف أن أسهل أمر في هذا العالم، هو التنظير وإطلاق الآراء والتكهنات وتجريم الآخرين، والنيل منهم ومن ولاءاتهم، ووضع المصائد والأحابيل للآخر المختلف عنا، ولكن في الوقت نفسه للواقع شروطه ومتطلباته، حيث الواقع يتطلب العمل والعطاء والاستبسال في تحدي الصعاب، ولاسيما الواقع التربوي؛ فليس هناك من كبير حيز للتنظير أو تحديداً لم يعد هناك من جمهور أو مستمعين للمنظرين. كثير من المؤشرات تصلنا عندما نعمل بالقرب من الكثير من الجهات التربوية التي تعمل بصمت ودأب: - إن الواقع الميداني واقع شديد الحساسية والاسترابة من الخارج والمختلف، لذا دوماً نجد أن مشروعات التغيير والإصلاح الناجحة والتي يكتب لها الديمومة والخلود، هي المشروعات المنبثقة من داخل النسيج الاجتماعي والمعبرة عنه، وبهذا تتحقق الجدلية التاريخية التي ترى أن الشيء لابد أن يولد من نقيضه؛ كامتداد وليس انقطاعا، وليس من داخل اقتحام خارجي أو غريبا عن قوانين تلك الصيرورة. - لطالما عانى التعليم لدينا من حصار التهم الذي تجعل منه مكانا رئيسا للحواضن الإرهابية في المجتمع، وهذا الموضوع إن يكن يمتلك الصحة في بعض جوانبه وتطبيقاته، ولكن أيضا يبدو أنه لا أحد من المنظرين يريد أن يلتفت إلى المجهودات الخجلى والخطوات الصغيرة، ولكنها أيضا الحثيثة في اتجاه التغيير الأبيض السلمي الهادئ الذي تحاوله الكثير من الجهات في وزارة التربية والتعليم. - طوال أيام الندوة كانت هناك حاضرات وممثلات لجميع مدن المملكة، كانت ورش العمل والمحاضرات والأوراق، جميعها تصب في نهر الوطن، وباعتقادي أن هذا أكبر احتفائية وطنية من الممكن أن نحظى بها، حيث الوطن يبقى هو الخط الأحمر المستعصي على المزايدات والتهم والاستئثار من قبل فئة دون الأخرى. - وجميع تلك المجهودات كانت تسعى إلى إطلالة مشرقة وضيئة جعلت جذرا لها الخلق النبوي الكريم، ولكنها على مستوى التطبيقات والطموحات والأهداف، كانت لها آفاق في غاية الاتساع، هذا على ما أعتقد هو طوق النجاة الذي يعد للغد وللأجيال القادمة. بإمكاننا أن نملأ الصحف والمجلدات في تبادل التهم والتخوين والتلويح بانتقاص الولاء إلى ما نهاية، ولكن في كثير من الأحيان نتناسى بدهية صغيرة وبسيطة، أننا نمتلك نفس الأهداف والطموحات الوطنية الشاسعة، ولكن كل ما هنالك أننا نستعمل لغات مختلفة بل ومتباينة في التعبير عنها.
|
|
|
| |
|