| |
رقص الأقحوانة لا يا شيخ! محمد يحيى القحطاني
|
|
أستغرب كثيراً أن يختفي فنانٌ ما في مكانٍ ما سنتين وتزيد عن الساحة الفنية ليخرج لنا بعدها بشريط أعتبره وبمنتهى الألم رجيعاً لفنانين سبقوه في طرح نفس الأعمال، وأخذت هذه الأغاني حقها في الانتشار والتوزيع. وهذا الفنان ال ما ليس فناناً (صغيراً) لا بالعمر ولا بالسنوات التي (خسرها) بالفن بل هو معروف في أوساط الجماهير التي (ربما) لم تعد تعيره أي اهتمام سواء عاد أم واصل اختفاؤه. هذا الفنان لابد أن يعترف من حوله أن هذه هي حدود امكانيات عقليته الفنية ولن يزيد على ذلك بأن يفكر (جيداً) شأنه شأن أي فنان يبحث عن الجديد ويترك ما صنعه الآخرون لهم. لست مستعداً أن يأتي أحدهم (متفلسفاً) ويفسّر كلامي على حد هواه، وأن يعتقد بأني أقصد هذا أو ذاك بل إن كلامي يحمل صفة العموم، وإن كان هناك تلميحاً فربما وصلت إلى (هدفي). أعود لسنوات البيات الفني العجاف التي أكلَت الماضي العذب لبعض أهل الفن بالتخبط الواضح والمُضي قدماً نحو هاوية السقوط، خاصة وأن بعض ممن ابتلي بهم الفن تأتيهم النصوص على طبقٍ من ذهب ومدفوعة التكاليف كلمة ولحناً وتنفيذاً ولكن لم تعد هناك حياة لننادي وأضاعوها كما أضاعوا أنفسهم. البعض ربما طموحهم لا يعدو كونه مجرد (شريط) لتنفيذ شروط عقده مع شركته أو تواجد كاسم كي لا ننسى متنحياً عن ملعب السباق الفني والتنافس على مناطق المقدمة تاركاً الفرصة للآخرين (بطيب) خاطر، وربما رغم أنف من حوله. قلت قبل مقال إن بعضاً من الفنانين يملكون جمال الصوت ويفتقدون لحسن التصرف، الأمر الذي يلغي تماماً أي فرصة للنجاة مهما فعلوا من محاولات يائسة (للترقيع). أعلم أن حديثي هنا يغضب البعض خاصة (المستفهمين) وأنهم سيستميتون في الدفاع عن طريقهم الذي مهدوه لبلوغ الهاوية لغرضٍ في أنفسهم والفرق الذي بيني وبينهم أنني أملك (حرية) في رأيي ولم أنعكف تحت لواء أحد. ولم يعد استغفال الجماهير يُجدي نفعاً أمام توفر المعلومات والانفتاح وأصبحوا يميزون كثيراً بين الهزيل والسمين بل وغدا المتلقي أكثر دراية بما يجري في ساحته من بعض الفنانين ومنهم صاحبنا الذي يعلق آمالاً كبيرة على من حوله ويعاني من تلك الفوبيا المزمنة والجهل المركّب بالصحافة الفنية (الصادقة) وخَلَطَ بين مفهوم التطبيل والنقد الصحيح حتى مالَ للرقص على إيقاعات افتعلها له مجموعة لا علاقة لهم بما يدور من واقع بل لا يعرفون الا النخر كالسوس. قبل أن أنهي.. أودّ الإشارة مجدداً إلى أن الفن ليس فقط صوتا جميلا، ولكنه يكتمل دوماً بحسن معاملة صاحبه وأخلاقه، وإن انتفت هذه الصفة من أحد سيصبح مجرد تكملة للعدد الذي يتضخم كل يوم.
fm248@hotmail.com |
|
|
| |
|