| |
ما الذي يحدث!!؟ منيرة ناصر آل سليمان
|
|
أطلُّ على وطني كلَّ صباح ويديَّ على قلبي! لا جديد هذا اليوم أيضاً كأيام سابقة انفرطت وانفرط معها الكثير الكثير! فقط المعاناة تتضاعف وتتنوع ما بين ازدياد الأرامل واليتامى والمعوزين والفقراء والمرضى واليائسين!! مصائب ومصاعب هائلة تقلق الوطن وتنهك مستقبله وتقسم مواطنيه بين أثرياء ثراء فاحشاً وفقراء حدَّ العدم!! فوارق طبقية يسير إليها الوطن بهلع بالغ، فالطبقة المتوسطة هي أساس استقرار الأوطان وتقدمها وهي حين تُلغَى يصبح من الصعب أن يستقر الوطن وينمو طبيعياً، ولنا في تجارب الدول الكثير الكثير من العبر. لعل الأمر لا يخفى على ذي لبٍّ، فلعبة الأسهم التي تساقط فيها غالبية البسطاء تنذر بخطر عظيم ما لم يتدارك العقلاء الوضع ويساهم كل مسؤول بدوره المطلوب في مثل هذه المصائب! أشياء كثيرة أمامكم يمكن أن تفعلوها إذا ما تكاتف الجميع، جوانب الإنقاذ عديدة ومتكاثرة إذا ما أخلصتم النية وسعيتم بإخلاص وخوف من الله تعالى. فأن يغيب ضمير البعض ويرقد وازعهم الديني لا ينبغي أن نعطيهم فرصة اللعب دائماً! والظلم كثيراً!! لا بُدَّ من محاسبة سريعة ونزيهة قبل أن يستفحل الأمر.. لا بُدَّ من جانب توعوي وتنويري للجميع لمن غابت عقولهم أن يتداركوا أنفسهم ويعلموا أنَّ كل هذا الثراء الذي اكتسبوه من شقاء الآخرين ما هو إلا مال حرام وليس شطارة وتجارة.. ليتهم يعلمون أنهم لو احتبست حبة عرق واحدة في أجسامهم لأنفقوا كل ثرواتهم وأضعافها ليعالجوا خروجها لعلهم يتمكنوا من العيش!! ليتهم يتذكرون أن بعوضة صغيرة أهلكت طاغية وما أكثرها الآن؟؟ ليتهم يدركون أنفسهم قبل أن يدركهم مَلَك الموت فتبقى أموالهم شاهدة عليهم وليس لهم!! كيف يضعون رؤوسهم ويستسلمون للنوم وهم يعلمون أنهم قد لا يصحون أبداً!! وفي بطونهم الكثير من الحقوق التي ابتلعوها واغتصبوها!! كيف يهنأ لهم منامهم وقد انتزعوا لقمة طفل فقير يتيم من بين أنامله وتركوه يتضور جوعاً؟؟ كيف يهنأ عيشهم وقد تسببوا في هدم البيوت ويتم الأطفال وترميل النساء وإفقار البسطاء والمعوزين أكثر وأكثر!؟ ما الذي يزيدك أيها الهامور حين يتضاعف مالك مليوناً آخر وأنت تنتزع الريال الواحد من طفلة بريئة جائعة؟! مخجل أيها الوطن أن يحدث ذلك من أبناء الوطن!؟ ومخجل أن نرى ما عليه أبناء الغرب وخوفهم من المحاسبة والقوانين وسعيهم للشفافية والارتقاء بأعمالهم والتوق للإنجازات أو يتركون كراسيهم حين لا يستطعيون أن يقدموا شيئاً وإن فشلوا وزاد إحباطهم انتحروا (والعياذ بالله تعالى) لا أن يدفعوا الآخرين للانتحار!! فما الذي يحدث حقيقة؟؟ فالسوق يسير عكس المتوقع بشكل مذهل وبطريقة تجعل الحليم حيران!! والخوف الأكبر مما سيحدث إن استمر الحال بهذا السوء!! أدعو الله تعالى أن ينعم على الوطن بالخير ويكفيه شرَّ هذه المحنة ويرزق الجميع الربح الحلال إنه سميع مجيب.
أمريكا marrfa@hotmail.com |
|
|
| |
|