| |
شهادة أميرها تكفي السحيباني يقترح مؤتمراً وطنياً حول الاستثمار الزراعي في القصيم
|
|
سعادة رئيس تحرير جريدة (الجزيرة) الأستاذ خالد بن حمد المالك.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. قرأت ما كتب في العدد (12479) حول لقاء سمو أمير منطقة القصيم بأعضاء لجنة الاستثمار ورجال الأعمال بالقصيم بدعوة من العثيم، وقوله -حفظه الله-: (لا آكل إلا من خضار وفواكه القصيم).. وسموه -لا شك- ذو حس اقتصادي استثماري بعيد المدى. إن الاستثمار الزراعي والاقتصادي مجال مهم من مجالات دعم الاقتصاد الوطني وتأسيسه.. إن بعض الدول تعتمد على الزراعة في دخلها.. ومنطقة القصيم منطقة استثمارية واعدة في مجال الصناعة والسياحة والزراعة، فعدد سكانها يقارب نصف مليون نسمة ومساحتها كبيرة وموقعها فريد.. هذه المنطقة التي هي سلة غذاء المملكة من الحبوب والتمور.. منطقة تخترقها أكبر أودية المملكة (وادي الرمّة) الشهير، وتقع على ضفافه أخصب مزارعها؛ حيث كان في السابق نهراً جارياً وتعيش مزارع القصيم على هذا النهر.. والذي يشبه النهر فعلاً عند جريانه من جراء مياه الأمطار.. إن الاستثمار الزراعي والاقتصادي يجب أن يبدأ أولاً بتبادل الآراء واستطلاع الفرص عن طريق اجتماعات أو مؤتمرات أو ندوات يتم فيها عرض هذه الفرص الاستثمارية واستطلاع الآراء حولها وحسب خبرات رجال الأعمال حولها بعد الاطلاع عليها على الطبيعة.. وإنني أتمنى أن أرى مؤتمراً وطنياً كبيراً حول الاستثمار الزراعي في منطقة القصيم.. ويمكن أن نتناوله فيما يأتي: 1- أن يقوم بتنظيم هذا المؤتمر كل من مجلس منطقة القصيم والغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة ومديرية الزراعة والمياه بالتعاون مع الشركات الزراعية في المملكة والتي يجب أن تكون راعية له ويجب أن يكون تنفيذياً لا مجرد توصيات. 2- أن تقوم الغرفة التجارية ومديرية الزراعة بدراسة جميع هذه الفرص بالتعاون مع الشركات الاستشارية ورجال الأعمال بالمنطقة، فإن المستثمرين بحاجة ماسة إلى معلومات تعينهم على اتخاذ القرار.. هم بحاجة إلى معرفة المردود الاقتصادي والربح المادي والعائد من وراء هذا الاستثمار.. وهل هو طويل الأمد أم قصير.. والسوق المحلي.. والتسويق.. وغير ذلك من المتغيرات والمؤثرات الاقتصادية المحلية والعالمية. 3- منطقة القصيم ذات مناخ استثماري رائع وممتاز، خصوصاً في مجال زراعة وإنتاج التمور.. ففي هذه المنطقة توجد التربة الخصبة الملائمة لإنتاج هذه التمور، خصوصاً من نوع السكري والبرحي والشقراء.. وصغار المزارعين يحجمون عن هذا النوع من الاستثمار؛ نظراً لأنه استثمار طويل الأمد وبحاجة إلى مساحات تقصر عنها إمكاناتهم.. والأهم من ذلك هو التسويق لهذه التمور وحتى محصولها.. فها نحن نرى مزارع كاملة من تمور (الشقراء) التي هي تمور ممتازة.. قد تركت يابسة والسبب في ذلك هو وجود منافسة لها من تمور السكري مما يجعل المزارعين يتركونها؛ نظراً لعدم وجود جدوى اقتصادية لهم من استثمارها وتسويقها.. فماذا لو تم الاستثمار في هذا المجال عن طريق شركة مساهمة لإنتاج وتسويق التمور بمنطقة القصيم.. لاشك أنها ستكون ذات مردود جيد للاقتصاد الوطني.. وفائدة للمواطنين ومساهمة في الأمن الغذائي.. ولا يعني ما ذكرته ما يفهمه البعض من أنه ليس هناك أي استثمار وليست هناك أي جهود لمحاولة الاستثمار في هذا المجال، بل هناك جهود ولا تعني الدعوة لهذه الاستثمارات أنه ليست هناك أي جهود.. ولكنها تظل في مكانها إذا كانت حبراً على ورق ودون أي تنفيذ. 4- منطقة القصيم ذات مناخ ملائم للاستثمار في مجال الخضراوات والقمح والحبوب؛ نظراً لوقوعها عند وادي الرمّة الخصيب.. ووجود مناطق خصبة أخرى بها.. وبكثبانها الرملية ووفرة مياهها يجعلها مؤهلة لأن تكون ذات مناخ استثماري رائع في هذا المجال، أتمنى أن يقبل عليه رجال الأعمال عن طريق شركات مساهمة يساهم بها المواطنون كشرط أساسي لتعود عليهم بالنفع والفائدة بدلاً من بعثرة جهودهم في مزارع صغيرة جداً تضيع محاصيلهم بها هباءً؛ نظراً لعدم وجود العناية الزراعية الكاملة بها من جميع النواحي. 5- أتمنى أن يكون هناك استثمار في مجال السياحة بهذه المنطقة التي تفتقر حتى الآن إلى أي مرافق سياحية مهمة وكبيرة وشاملة في المنطقة.. فهي منطقة ذات مناظر خلابة ورائعة من الكثبان الرملية الذهبية والمناطق الربيعية والأثرية.. فيمكن الاستثمار بها عن طريق منتزه أخضر كبير يشمل حديقة للحيوانات وبحيرات مائية وغيرها، خصوصاً في ليالي الصيف وأيامه الحارة. 6- أتمنى أن يتم عقد هذا المؤتمر الاستثماري في هذه المنطقة كخطوة أولى نحو التعريف بهذه المنطقة التي تقع في قلب مملكتنا الغالية.. وهي سلة غذائها.. وأن تبادر إلى ذلك الغرفة التجارية ورجال الأعمال والجهات الحكومية.. والله الموفق.
المهندس عبدالعزيز بن محمد السحيباني
|
|
|
| |
|