أشادا بانطلاقة قناة بيئتي ورعيا الملتقى الإعلامي العربي الأول للبيئة
الأمير تركي بن ناصر ووزير البيئة المصري: المجتمعات العربية تخسر مليارات الدولارات إثر الكوارث البيئية وقلّة الوعي

* جدة - (الجزيرة):
أشاد صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة بالمملكة، ومعالي المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة في مصر، بتدشين قناة بيئتي المتخصصة في البيئة، واعتبراها نواة لعمل إعلامي رائد في الجانب التوعوي والتعريفي للبيئة .. جاء ذلك أثناء رعايتهما لفعاليات الملتقى العربي الأول للبيئة والتنمية المستدامة الذي نظمه المركز العربي للثقافة والإعلام، بالتعاون مع المجلس التنفيذي لوزراء البيئة العرب، وبمشاركة عدد من المنظمات العربية والدولية، منها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الإيسيسكو)، وبرنامج الأمم المتحدة والمنظمة الكشفية العربية والاتحاد العالمي للكشاف المسلم.
واستمر الملتقى ثلاثة أيام، ناقش قضايا البيئة والتنمية المستدامة والقضايا التي تعاني منها البيئة منها التصحر والجفاف وأزمة المياه وغيرها، إلى جانب التشريعات البيئية واستخدامات الطرق البديلة في المناطق النائية والمخلفات الصلبة والنفايات الخطرة وتكنولوجيا المعلومات في مجال البيئة والتنمية المستدامة.
وقد شهد حفل افتتاح هذا الملتقى حضور الأمير تركي بن ناصر راعي هذا الملتقى والمهندس ماجد جورج وزير الدولة لشؤون البيئة في مصر. وأكد المهندس ماجد جورج أنّ هذا الملتقى يُعد نقطة انطلاق حقيقية له ضمن مسيرة الإعلام البيئي في المنطقة العربية، حيث إنه سيضع تصوراً مستقبلياً يربط بين قضايا البيئة والإعلام، خاصة مع التطور السريع لوسائل الإعلام المسموعة والمرئية.
واستطرد وزير البيئة المصري قائلاً: نحن في أمس الحاجة لنشر مفاهيم التنمية المستدامة، وعليه فأنا أشعر بالفخر والاعتزاز من وجود قناة عربية متخصصة في مجال البيئة والتنمية المستدامة مثل قناة (بيئتي)، تلك القناة التي قمنا بحضور مراسم تدشينها بالأمس القريب، وكلِّي ثقة في كونها خطوة أولى نحو إعلام بيئي عربي ناجح نعتمد عليه في نقل رسالة الإعلام البيئي داخلياً وخارجياً.
وأضاف المهندس ماجد جورج بقوله: إننا اليوم في حاجة ملحة لمزيد من التكاتف وتوحيد وجهات النظر نحو سياسة إعلامية عربية واحدة تتبنّى قضية الدفاع عن البيئة وحماية الموارد الطبيعية، ولعلّ هذا الملتقى يحدد الرؤية الإستراتيجية لمستقبل العمل الإعلامي البيئي الذي يخاطب كافة شرائح ومستويات مجتمعاتنا العربية، وما يعرضه ملتقى اليوم من محاور وقضايا شاملة لدور الإعلام التنموي والبيئي، في موضوعات التصحر والجفاف والتنوع البيولوجي والمياه والبيئة البحرية والسياحة البيئية، كما يؤكد على دور المرأة والبيئة في خدمة قضايا البيئة والتنمية المستدامة، بما يؤهل جيلاً جديداً ينشأ على تعاليم الثقافة البيئية. ومن هنا أتقدم بخالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز على هذه الدعوة الكريمة للمشاركة في فعاليات هذا الملتقى.
ومن هذا المنطلق تحدث صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر .. وفي بداية كلمته قال: خلق الله الأرض وما عليها بحكمة بالغة ونسق مكوناتها وعناصرها بدقة وعناية فائقة، فكل شيء فيها بمقدار وكل نظام فيها بتدبير وأحكام تتناسب مع حياة الإنسان وغيره من الكائنات، قال تعالى في كتابه العزيز: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} ونهى سبحانه وتعالى عن الإفساد في الأرض، حيث قال عز وجل: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا}.
ولكن ما يؤسف له أن بيئة الأرض تتعرض لكثير من التغيرات والملوثات بعضها بفعل عوامل طبيعية كالزلازل والبراكين والفيضانات ... وأغلبها بفعل الإنسان نتيجة إهماله أو عجزه عن إقامة التوازن بين الأعمال اللازمة لإشباع حاجاته وأطماعه المتزايدة، وبين المحافظة على سلامة البيئة وخلوِّها من التلوث، ومن جراء ذلك عانى الإنسان ألواناً من المشاكل بما قدمت يداه حتى شكّلت الأضرار الصحية ثلث أمراض العالم من جراء وأخطار بيئية، واستهلك العالم أكثر من 60% من موارده الطبيعية و25% من مخزون الثروة السمكية خلال الخمسين سنة الماضية.
وأضاف الأمير تركي: مع تقدير البنك الدولي خلال السنتين الماضيتين، اتضح أنّ الدول العربية تخسر أكثر من 20 مليار دولار سنوياً لأسباب بيئية من خلال تلوث الهواء والتربة والمياه والسواحل، ومن هنا وجدنا أنه آن الأوان لنضع الإصبع على الجرح ونطور خطة عملية تكون بديلة للواقع المخزي، وأن تكون هنالك مواجهة تشريعية اجتماعية إعلامية وتربوية للحفاظ على التوازن الطبيعي والأمن البيئي وإدخالها في صلب القرارات الدولية وإجلاء التناقض بين قوانين ومنظمة التجارة والمعاهدات البيئية الدولية.
وأكد الأمير تركي بقوله: لقد وجدنا أن المشكلة الرئيسية تنحصر في عجز إيصال الرسالة البيئية إلى المعنيين، ويأتي هنا دور الإعلام بشتى وسائله وعناصره وجهاته المختلفة للمساهمة والمشاركة الإيجابية في تحقيق الرسالة المنشودة خاصة أنه في الماضي صنف الإعلام على أنه السلطة الرابعة ولكنه حالياً أثبت أنه السلطة الأولى، ومن هنا تبنت جامعة الدول العربية فكرة الملتقى الإعلامي العربي الأول للبيئة والتنمية المستدامة برعاية الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمملكة العربية السعودية، والذي احتضنته معه مشكورة وقبل أيام، وتحت مظلة الجامعة العربية تم تدشين قناة (بيئتي) أول قناة متخصصة تعنى بشؤون البيئة والصحة بالدول العربية، وتعتبر هذه أول انطلاقة عالمية وجزء مكمل للشريان الرئيسي الذي سوف ينبع من هذا الملتقى.