تخصيص القمة للمواطن الخليجي
فضل بن سعد البوعينين

شاهدت ظهر يوم الخميس الماضي عبر القناة الأولى للتلفزيون السعودي بثاً مسجلاً لجلسة من جلسات مجلس الشورى، وذلك ليس بجديد، فقد اعتدنا على مشاهدة بث جلسات المجلس في إجازة نهاية الأسبوع.
أعتقد أن ذلك شيء جميل جداً أن يتاح لعامة الناس مشاهدة ما يدور في أروقة المجلس من نقاشات بين أعضاء المجلس حيال موضوعات عدة.
الملفت لي كان استضافة معالي وزير الماء والكهرباء في تلك الجلسة، وطرح عدد من الأسئلة عليه، وبعضها مثل انتقادات لأداء الوزارة من قبل بعض أعضاء المجلس، وبالفعل كانت مواجهة حقيقية غير مفتعلة بين معالي الوزير وأعضاء المجلس. فتلك نقطة إيجابية تحسب لمعالي الوزير لقبوله الحضور للمجلس.
وكما لا يخفى علينا جميعاً، فأعضاء المجلس يمثلون نخبة من أفراد المجتمع، تجتمع فيهم عدد من الخصائص والصفات التي منحتهم ثقة ولاة الأمر بتعيينهم أعضاءً في المجلس، ففيهم المتخصصون في حقول عدة، واستدعاء المجلس لكبار المسؤولين في الدولة يعد شيئاً صحياً جداً وتوجهاً حميداً، ويحسب كثيراً للمجلس، أتمنى أن يستمر المجلس في دعوة المزيد من كبار المسؤولين، وألا يكتفى فقط بتوجيه تساؤلات خطية من قبل رؤساء اللجان إلى المسؤولين، فحضور المسؤول وإجابته للأعضاء وجهاً لوجه وبوضوح وبشفافية هو المطلوب.
نحن لا نرغب أن نشاهد المسؤولين في برامج حوارية عبر شاشة التلفاز التي في الغالب تكون لقاءات معدة مسبقاً، ويأتي المسؤول محضراً نفسه بالإجابات التي تناسبه بسبب اطلاعه مسبقاً على المحاور وأحياناً المشاركة في وضعها.
كما أن من يتحاور معه قد يكون شخصاً غير مؤهل يفتقد للخبرة ولا يمتلك القدرة على إدارة الحوار ويفتقد للمعلومة المطلوبة أثناء الحوار، بعكس التحاور مع المسؤول من خلال حضوره جلسات مجلس الشورى، فمن يحاوره ليس شخصاً واحداً، بل مجموعة من المحاورين المؤهلين والمتمكنين من طرح الأسئلة.
سمعت - أتمنى أن يكون ما سمعته غير صحيح - أن هناك بعض المسؤولين قد اعتذروا من الحضور للمجلس للمداخلات، واكتفوا بإرسال بعض مسؤوليهم لحضور نقاشات المجلس من دون المشاركة في الحوار.