| |
شبكة دويتشة فيلة الإعلامية الألمانية: لقاءات القمة الخليجية تساهم في تعزيز الثقة بين دول المنطقة
|
|
ذكرت شبكة دويتشة فيلة الإعلامية الألمانية عبر موقعها الالكتروني أن دول مجلس التعاون الخليجي استطاعت في بداية الثمانينيات أن تحقق نقلة سياسية نوعية تهدف إلى تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والأمنية بين دول منطقة الخليج العربي. إذ إن التطورات الإقليمية التي عرفتها المنطقة في تلك الفترة وكان أبرزها الثورة الإيرانية دفعت هذه الدول إلى اتخاذ إجراءات ألزمتها إعادة ترتيب حساباتها الاستراتيجية والأمنية. وفي هذا السياق يشير المحلل الاقتصادي إحسان بوحليقة إلى أن مجلس التعاون الخليجي المكون من السعودية والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين استطاع رفع سقف الطموحات السياسية والاقتصادية لهذه البلدان، معلناً تأسيس المجلس في 25 أيار/ مايو 1981 في أبو ظبي. وتُرجمت رغبة تلك الدول في تعميق التعاون المتعدد الأطراف فيما بينها بإبرام الاتفاقية الاقتصادية الخليجية الموحدة عام 1981 و(التي كانت طموحاتها عالية جدا) بحسب رأي الخبير. ونصت بنود تلك الاتفاقية على توحيد السياسات الاقتصادية وقيام اتحاد جمركي في غضون أربع سنوات. غير أن القمة الخليجية الأخيرة التي عقدت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي في أبو ظبي قررت تمديد الفترة الانتقالية للاتحاد الجمركي. وعلى الصعيد العملي قام مجلس التعاون الخليج بتنظيم العديد من اللقاءات التي شارك فيها قادة الدول الأعضاء. وساهمت هذه اللقاءات في خلق جو كبير من الثقة المتبادلة بين الزعماء والشعوب وتحقيق قدر كبير من التقارب في وجهات النظر. وقال يعقوب حياتي وهو نائب كويتي سابق وعضو الهيئة الاستشارية لمجلس التعاون الخليجي، إن الانجازات الاقتصادية التي تم تحقيقها ساعدت (شركات القطاع الخاص الربحية بجني بعض ثمار تلك الجهود). ويرى حياتي أنه لا يمكن إحراز تقدم بعصا سحرية. كما دعا إلى التحلي بالصبر لأن مسيرة الاندماج الاقتصادي طويلة. ويؤيد المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله الخبير الكويتي في رأيه، معتبرا أن قيام المجلس واكبه إفراط في الحماس الاندماجي ينبغي مراجعته. كما أشار الإماراتي إلى أن استمرار قيام مجلس التعاون وانتظام قممه السنوية يعد أمرا مهما ومدهشا خاصة في السياق العربي. غير أنه أشار إلى ضرورة تفعيل الاتفاقيات لإحراز مزيد من التقدم في المشروع الخليجي. وقال: (لكن المجلس لم يقم لمجرد أن يستمر، بل لكي يتطور ويحقق أهدافه في الاندماج الاقتصادي والأمني والسياسي). بالإضافة إلى ذلك، دعا عبد الخالق دول المجلس إلى ضرورة تقديم المصلحة الجماعية على المصالح الوطنية، معتبرا أن التعاون في حد ذاته أمر صعب ويصطدم بعوائق كثيرة وفي حاجة إلى تأن وصبر. من جهة أخرى، يتطلع قادة دول الخليج إلى مزيد من الإنجازات، وكان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة قال لدى افتتاحه القمة الخليجية العادية الأخيرة (إن ما تحقق من إنجازات لا يصل إلى طموحاتنا وتوقعات شعوبنا التي تطالب بترسيخ الخطى واختصار الزمن للوصول إلى الأهداف السامية) التي وضعت أثناء تأسيس المجلس. وهذا يدل على أن في جعبة قادة الخليج الكثير لتقديمه لشعوبهم الطامحة إلى مزيد من الإنجازات في كل الميادين، واستثمار ثروات المنطقة في تعزيز المنجزات الحضارية التي تحقق في وقت قياسي ونقلت مجتمعات الخليج من طور إلى آخر أدهش العالم.
|
|
|
| |
|