مبعوث أمريكي يزور السودان للحث على نشر قوة مختلطة
الأمم المتحدة: مقتل مئات المدنيين في دارفور.. والوضع يزداد سوءاً

* نيويورك - وكالات:
قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان مساء الخميس إن (بضع مئات) من المدنيين قتلوا في إقليم دارفور السوداني خلال الأسابيع القليلة الماضية مع تدهور الأوضاع الأمنية هناك. وأعرب عنان عن قلقه العميق إزاء (الوضع الأمني المتدهور في دارفور وتداعياته على الإقليم الأوسع الذي يشمل تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى).
والتقى عنان مع أعضاء مجلس الأمن لبحث الموقف في دارفور، وقال للصحفيين إنه سيواصل الضغط على الحكومة السودانية لقبول ما وصفه بالقوة المختلطة للمنطقة المكونة من قوات الاتحاد الإفريقي وقوات تابعة للأمم المتحدة.
وتتمركز حالياً قوة تابعة للاتحاد الإفريقي قوامها سبعة آلاف جندي في دارفور، وتم تمديد مهمتهم ستة أشهر أخرى حتى منتصف عام 2007. وترفض الحكومة السودانية حتى الآن نشر قوات الأمم المتحدة مفضلة وجود قوات الاتحاد الإفريقي بدلاً منها.
وقال عنان: (سنواصل العمل مع المجتمع الدولي وزعماء المنطقة لنشر هذه القوات)، مشيراً إلى أن مجلس الأمن سيتحمل تكاليف نشر القوات المختلطة إذا ما تمكنت من أن تكون فعالة في التعامل مع الموقف في دارفور. وأضاف أن السكان المدنيين في دارفور يعانون آثار الدمار التي سببها العنف، وأدان بشدة الهجمات الأخيرة والدمار الذي لحق بقرى بأكملها في دارفور.
وأكد أن أكثر من 80 ألف شخص قد اضطروا إلى الفرار من منازلهم، بينهم 50 ألفاً في دارفور و30 ألفاً في تشاد.
وأوضح أن (مئات المدنيين بينهم نساء وأطفال ومسنون، قد قتلوا، وثمة معلومات مقلقة جداً عن عمليات اغتصاب جماعي وانتهاكات أخرى تتنافى مع حقوق الإنسان). وذكر أن (موظفين في وكالات إنسانية في دارفور وتشاد يتعرضون يومياً لهجوم، وأن عشرات منهم سرقت سياراتهم؛ ما يؤثر في عمل الوكالة الإنسانية التي تساعد نحو 4.3 ملايين شخص في المنطقة).
وأعلن أن (الذين ينتهكون القانون الإنساني الدولي من خلال مهاجمة المدنيين والمسعفين سيحاسبون على تصرفاتهم)، داعياً الخرطوم إلى بسط القانون وفرض النظام في المناطق التي تسيطر عليها. وبعيد إصدار هذا البيان، كرر عنان في تصريح صحافي تحذيره للحكومة السودانية التي (حملها المسؤولية الأولى عن حماية مواطنيها).
من جهة أخرى قال مسؤول أمريكي إن مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى السودان سيزور البلاد الأسبوع القادم في مسعى لإقناع حكومة الخرطوم بقبول قوة دولية (مختلطة) للمساعدة في تهدئة العنف في دارفور.
وأضاف المسؤول أن المبعوث الأمريكي أندرو ناتسيوس سيصل السودان اليوم السبت وسيزور الخرطوم ودارفور وجنوب السودان قبل أن يسافر إلى تشاد المجاورة الخميس المقبل.