| |
أضواء قمة الشيخ جابر والتعامل مع التحديات جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
تحتضن الرياض اليوم قمة قادة دول الخليج العربية ضمن دوريات القمم الخليجية التي تواصلت إلى القمة السابعة والعشرين التي تلتئم في العاصمة السعودية بعد أن تتابعت دون انقطاع وتوقف وفي موعد ثابت منذ ستة وعشرين عاماً كإحدى الايجابيات القليلة في العمل العربي المشترك. قمة الرياض، القمة السابعة والعشرون لقادة دول الخليج، التي أسماها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قمة الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الراحل، وفاءً وتقديراً لذكرى هذا الأمير الجليل الذي ليس فقط عاصر إنشاء المجلس وقام بمشاركة أشقائه قادة دول المجلس برعايته والحفاظ عليه، ولكن أيضاً، وأنا شاهد على ذلك ومتابع، بأنه كان له إسهام خاص ومضاعف مع شقيقه الراحل الملك فهد بن عبد العزيز - رحمهما الله - حيث بذلا جهوداً مضنية لإنشاء مجلس التعاون، وإن سبق ذلك أيضاً تحرك سعودي - كويتي من خلال جولات وتحركات سمو الأمير نواف بن عبد العزيز مستشار الملك فيصل بن عبد العزيز وسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عندما كان وزيراً للخارجية. ولهذا فالتذكير والوفاء لأعماله واجب لم يفت على خادم الحرمين الشريفين. قمة الرياض هذه، قمة الوفاء والتقدير للرجال الذين أنشؤوا ورعوا هذا المجلس الذي تعقد القمة وفق آلياته وأجندته ومواعيده المنظمة لتفعيل العمل الخليجي المشترك لرفد وتقوية العمل العربي.. هذه القمة تعقد في ظروف حرجة واستثنائية، والقول بأنها تعقد في مرحلة من أهم مراحل مسيرة العمل الخليجي.. قول لا يساق اعتباطاً كلازمة لفظية اعتدناها من السياسيين. نعم قمة الشيخ جابر التي تعقد في الرياض تعقد في مرحلة من أهم مراحل مسيرة العمل الخليجي، فالمنطقة، والإقليم الخليجي بالذات، محاصر بالأزمات والمشاكل، في العراق الذي يهدد بتصدير الفتن الطائفية إلى دول المجلس المحاذية للعراق والتي تتأثر بصورة مباشرة وغير مباشرة بما يحدث في فلسطين وفي لبنان من انتهاكات وتجاوزات يتعرض لها الفلسطينيون يومياً، وغياب العمل العربي الواعي للتعامل مع هذه الأزمات الخطيرة التي تهدد، ليس الأمن العربي القومي فحسب، بل تهدد الهوية العربية والوجود العربي والدول الخليجية أكثر الدول العربية تهديداً، فالتسلح النووي سواء الإيراني أو الإسرائيلي يحاصرها، والعمل على نشر الفتنة الطائفية يهددها، والتشرذم والشقاق، وثقافة الاستعداء الطائفي المنتشر في العراق والقادم بقوة إلى لبنان يكاد يتسرب إلى المنطقة العربية في ظل تبني قوى طائفية لهذه الثقافة. كل هذه المخاطر التي تهدد العرب جميعاً، والخليجيون خصوصاً تجعل من قمة الشيخ جابر التي تستضيفها الرياض من أهم القمم التي يعقدها قادة الخليج في مرحلة من أعقد ومن أحرج المراحل التي يشهدها التاريخ العربي المعاصر.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|