| |
على ضوء انعقاد قمة مجلس التعاون لدول الخليج بالرياض الخبراء يؤكدون أن مجلس التعاون تجربة مبهرة في العمل العربي المشترك
|
|
* القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد حسين: تتوجه الأنظار العربية صوب الرياض اليوم السبت حيث تعقد قمة مجلس التعاون لدول الخليج، وللحدث أهمية قصوى خاصة في ظل الأوضاع والتطورات المتسارعة في المنطقة العربية والعالم كله، ولان دول مجلس التعاون قد حققت إنجازات باهرة كمنظمة دولية لها بصمة واضحة في التأثير على مجريات الأحداث، لذلك ينتظر الشارع العربي مزيدا من الخطوات والإنجازات للمجلس في دعم القضايا العربية والمساهمة في تفعيل العمل العربي المشترك، فالمعلوم أن المجلس منذ نشأته في 15مايو 1981وهو مساهم بارز في حل القضايا العربية ودعم المواقف العربية إقليميا ودوليا. وأشار خبراء ومحللون سياسيون إلي أن إنشاء مجلس التعاون الخليجي جاء تجسيداً لما بين دوله الأعضاء من علاقات خاصة وسمات مشتركة وأنظمة متشابهة أساسها وحدة التراث، والانتماء، والعقيدة، والمصالح المشتركة إلا أن ظهوره أسهم في خدمة الأهداف السامية للأمة العربية كلها كما انه يشكل ركناً مهماً في دفع عجلة العمل العربي المشترك إلى الأمام ويعد تجربة ناجحة بكل المقاييس في العلاقات العربية - العربية وفي العمل العربي المشترك ويأمل المحللون والسياسيون في عمل عربي مشترك على نطاق الأمة كلها بنفس الخطى والمواقف والطريقة التي يسير عليها مجلس التعاون الخليجي. وأكد الخبراء والمحللون السياسيون أن التجانس بين دول المجلس أسهم في تمكين مجلس التعاون من تبني مواقف موحدة تجاه القضايا السياسية في ظل سياسات ترتكز على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام سيادة كل دولة على أراضيها ومواردها واعتماد مبدأ الحوار السلمي وسيلة لفض المنازعات وهو الأمر الذي أعطى مجلس التعاون قدراً كبيراً من المصداقية كمنظمة دولية فاعلة في هذه المنطقة الحيوية للعالم بأسره. وأوضح أحمد ماهر وزير الخارجية المصري السابق أن المجلس كانت له مواقف مشرفة وواضحة في دعم العراق منذ الحرب العراقية - الإيرانية وساهم المجلس بقوة في التهدئة بين البلدين وكانت له مساع مكثفة على الصعيد الدولي والعربي لحل هذه الأزمة التي أرقت المنطقة لسنوات طويلة ثم نجح المجلس في قضية تحرير الكويت وأثبت فاعلية الحلول العربية للقضايا البينية، وعلى الرغم من الخلافات مع النظام العراقي إلا أن دول المجلس أكدت دائماً حرصها على الوقوف مع الشعب العراقي الشقيق في محنته السياسية. وأشار ماهر إلى دور المجلس في دعم مساعي الأمم المتحدة في العملية السياسية في العراق. كما ساندت الانتخابات التشريعية، وإقرار الدستور، والإجراءات اللاّحقة لاستكمال البناء السياسي للدولة العراقية، مع دعوة كل القوى العراقية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، تمثل كل أطياف العراق الاثنية، والدينية، دون تمييز، وتعبّر عن تطلعات مواطنيه ومحيطه العربي في إرساء دعائم عراق آمن، ومستقر، وموحد، قادر على إدارة شؤونه بنفسه، وعلى معاودة دوره كعضو فعَّال في محيطه العربي والدولي. كما سعت دول مجلس التعاون للتسريع في عملية إعادة البناء الاقتصادي في العراق. وأشار السفير محمد بسيوني سفير مصر السابق في إسرائيل إلى أن دور المجلس كان بارزا في القضية الأساسية في المنطقة العربية وهي قضية الصراع العربي - الإسرائيلي موضحا أن المجلس منذ تأسيسه وهو مساند بقوة لحقوق الشعب الفلسطيني، ورافض لكل الأفعال الإجرامية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد الشعب العربي في فلسطين، وقد بذل ملوك ورؤساء وأمراء هذه الدول جهودا حثيثة لإيجاد حل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي خاصة المملكة العربية السعودية التي لها مواقف مشرفة ورائدة حيال القضية الفلسطينية، حيث تقدمت بمبادرتين لإيجاد حل لهذا النزاع الأولى في العام 1981والثانية وفي العام 2002 وأعلنت دول المجلس تمسكها ودعمها الكامل لمبادرة السلام العربية، التي أقرها مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002، كأساس لأي تحرك يهدف إلى تحقيق السلام العادل والشامل في إطار الشرعية الدولية، انطلاقا من القناعة بأن السلام خيار استراتيجي للأمة العربية. وعن مواقف دول الخليج في دعم لبنان أوضح الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري سابقا أن لبنان يحظى باهتمام خاص من مجلس التعاون منذ الاجتماع الأول لقادته في عام 1981، حيث عكس بيان الدورة الأولى للمجلس حرص دول مجلس التعاون على سلامة وسيادة واستقلال لبنان واستمر المجلس على مدى الخمسة والعشرين سنة الماضية، في دعمه الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في لبنان، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على سيادته واستقلاله، ودعوة الشعب اللبناني الشقيق إلى التلاحم ووحدة الصف، مشيرا إلى أن مجلس التعاون الخليجي كان من أولى المنظمات التي سارعت إلى استنكار ما حدث في العام 2005 من تفجيرات راح ضحيتها قادة سياسيون وإعلاميون، وأفراد من الشعب اللبناني، مؤكداً رفضه مثل تلك الأعمال الإرهابية وعندما حدث العدوان الإسرائيلي على لبنان سارع المجلس إلى تأييد لبنان في مطالبه بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة إلى الحدود المعترف بها دولياً، بما فيها مزارع شبعا. وأشار الأشعل إلى الجهود والمبادرات التي قدمتها دول المجلس وعلى رأسها السعودية في حل الأزمة القائمة في لبنان والمطالبة بحوار هادف وبناء بين الأطراف اللبنانية للتوصل إلى حلول مرضية للجميع ومحققة لوحدة الصف اللبناني، مشيرا إلى أن المجلس أيضاً كانت له جهود واضحة في دعم سورية ومساندتها في مقاومة التوسع الصهيوني المتمثل في ضم مرتفعات الجولان والأراضي العربية وخصوصا عندما اشتعلت الضغوط الأمريكية ضد دمشق في الآونة الأخيرة. كذلك أكد المجلس الوقوف إلى جانب سورية ضد الضغوط الأمريكية التي تمارسها واشنطن، والمتمثلة في قرارها فرض عقوبات على سورية وفي ظل التطورات الأخيرة أشاد المجلس بقرار الحكومة السورية بالانسحاب من لبنان. وعن دور المجلس في دعم السودان أوضح السفير فؤاد يوسف مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون السودان سابقا إلى الدور الواضح لدول الخليج في دعم وحدة السودان ومتابعة التطورات التي تجري بداخله خاصة الوضع في دار فور حيث كانت دول الخليج دوما مع الحلول والمفاوضات التي تجري بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة، مشيرا إلى الجهود المكثفة التي بذلها المجلس في دعم الحوار بين الفرقاء في السودان لإنهاء فترة عصيبة من تاريخ السودان الشقيق والتوصل إلى اتفاق سلام مماثل بشأن إقليم دار فور، وبما يعود على السودان بالأمن والاستقرار والرخاء وعلى الرغم من الدعم الخليجي للسودان إلا انه دوما كان متعاطفا مع ما يعانيه سكان الإقليم من حرب أهلية ومساندا لكل الخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية لتنفيذ تعهداتها والتزاماتها فيما يتعلق بالوضع في الإقليم.. ولم يقتصر الوضع على السودان بل امتد أيضاً إلى الصومال وقد دعت دول المجلس جميع الفرقاء في الصومال إلى وضع حد للحرب الدائرة بين الفصائل الصومالية، وتحكيم العقل لما فيه مصلحة الشعب الصومالي، وأكدت دعمها لأي جهود إقليمية أو دولية من شأنها إعادة الأمن والاستقرار إلى طبيعته في الصومال. وأشاد الكاتب والمحلل السياسي عباس الطرابيلي رئيس تحرير صحيفة الوفد السابق بما تقوم به الدول الخليجية من دعم لليمن وعلاقاتها المتميزة في ذلك، مشيرا إلى ترسيم الحدود السعودية - اليمنية وما تفعله المملكة في دعم التنمية في اليمن موضحا دور المجلس في دعم اليمن وحرص الأعضاء على إشراك اليمن في مؤسسات مجلس التعاون الخليجي.
|
|
|
| |
|