| |
في اقتراح لتثقيف المواطنين بمناطق وطنهم (الجوف) هل هي مدينة أم منطقة؟ فايز بن ظاهر الشراري
|
|
تابعنا جميعاً وعلى مدار ثلاثة أيام لقاءات الحوار الوطني السادس الذي أقيم بمنطقة الجوف وكان عنوان هذا الحوار (التعليم.. الواقع وسبل التطوير). وكان حواراً حاراً وإيجابياً وكانت الأطروحات جيدة مع أن هناك قضايا تربوية وتعليمية مهمة كان من المفترض أن تتم مناقشتها ولكن أملنا الوحيد أن قادة هذه البلاد - رعاهم الله - لم يحددوا للحوار وقتاً أو زمناً فينتهي عنده، فكل مواطن يملك الحق في طرح ما لديه وإبداء رأيه وسيجد من يصغي إليه، وهذا ما يجعلنا نتفاءل دائماً ونستعد لطرح رؤانا وأفكارنا عبر الوسائل المتاحة ومنها الإعلام السعودي الناجح الذي أرى أنه يقترب كثيراً من المواطنين لإعطائهم الفرصة للتعبير عما في نفوسهم ولطرح رؤاهم، وما تقوم به صحفنا المحلية من طرح لقضايا المواطنين وما تحويه هذه الصحف - ومنها الجزيرة - من أقلام تكتب كل ما يخدم الوطن والمواطنين لهم دليل بسيط على هذا الانفتاح الإيجابي الذي يتيح لكل مواطن أن يلقي ما لديه بحرية. ولكنني هنا لن أتطرق إلى نتائج الحوار الوطني الأخير، ولن أتطرق عن الكيفية التي سار بها، فقد سار الحوار بشكل إيجابي وجميل وسعدت بما تم طرحه، ولكنني سأتوقف هنا عند جملة لطالما ترددت وتكرر ذكرها قبل وأثناء وبعد التغطية الإعلامية للحوار الوطني الذي أقيم في منطقة الجوف، حيث يتم ترديد جملة (مدينة الجوف) على لسان الكثيرين من إعلاميين وصحفيين ومقدمي أخبار!! وهنا أقول: من الخطأ أن يقال (مدينة الجوف)، فنحن نعلم أن مدينة (سكاكا) هي العاصمة الإدارية لمنطقة الجوف وهي المدينة التي احتضنت فعاليات الحوار الوطني السادس، فكان الأجدر أن يقال (مدينة سكاكا) إذا كانت الإشارة ستكون إلى المدينة، ولكن إذا كانت الإشارة ستكون إلى المنطقة فالواجب أن يقال (منطقة الجوف) وليس مدينة الجوف!! فمثلاً نحن نقول (منطقة القصيم) ولا نقول (مدينة القصيم). ولعل هذا الخطأ يدعوني إلى أن أشير إلى نقطة مهمة لا بد من التطرق إليها لكي لا يمتد هذا الخطأ البسيط إلى ما هو أكبر منه، وهي مسألة مدى ثقافة المواطنين السعوديين بمناطق بلادهم. أعتقد أنه يتوجب النظر إلى هذه المسألة وإعطاؤها الاهتمام، فمن الجميل أن يكون لدى كل مواطن سعودي ثقافة كافية عن بقية مناطق بلاده وعن مسميات مدنها وعن عادات وتقاليد سكانها حيث إن المواطن الذي يسكن الجنوب يكون على دراية بمناطق الشمال ومسميات مدنها وعادات ساكنيها والعكس. فنحن نعلم أن بلادنا مترامية الأطراف وأن مناطقها تحوي الكثير والكثير من المحافظات والقرى كما أن تراث كل منطقة يختلف عن المنطقة الأخرى. وهذا يتطلب مزيداً من الجهد من قبل مؤسسات المجتمع وأخص بالذكر وزارة الإعلام والهيئة العليا للسياحة التي يتوجب أن يكون هناك تنسيق بينها من أجل توفير كتيبات تتضمن معلومات عن مناطق بلادنا مدعومة بالصور عن كل منطقة بشكل يتيح للقارئ أن يأخذ فكرة ولو بشكل عام عن كل منطقة يود التعرف إليها، فتكون لديه ثقافة ومعرفة عن تلك المنطقة وعن عادات ساكنيها ومسميات مدنها، وأبرز المواقع التي تتميز بها، وهذا على الأقل سيكون مانعاً لتكرار مقولة (مدينة الجوف)، أو أية مقولة أخرى تدل على ضعف ثقافة بعض المواطنين بمدن ومناطق بلادهم، فمن الواجب إتاحة الفرصة لكل مواطن يود التعرف على مناطق بلاده من خلال إتاحة ما يعينه على ذلك.
fauz11@hotmail.com |
|
|
| |
|