| |
أما بعد وهل يكتفى بالاعتذار؟ عبد الله بن عبد العزيز المعيلي
|
|
تطاولت صحيفة دنمركية على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وتعالت أصوات المسلمين منددة مستنكرة، وعم الغضب بيت كل مسلم، وكان ثمن التسامح بخسا رخيصا، مجرد اعتذار علني من الصحيفة، ومع هذا لم يتم الاعتذار، وكل ما حصل تحايل وتسويف حتى هدأت الخواطر، وتراجع الموقف إلى منطقة النسيان في ذاكرة المسلمين، ثم خرج البابا متطاولا على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وتداعت مواقف الألم والاستنكار والشجب والغضب، وكانت المطالب نفسها، اعتذار علني من البابا، فخاطب البابا المسلمين: أنتم لم تفهموا كلامي ولم تستوعبوا مضامينه، فزاد الطينَ بِلَّةً، سبة أخرى وطعنة، وكأن لسان حاله يقول: أنتم تعانون من قصور في الإدراك والفهم، والراجح أن هذه الصفحة سوف تطوى كما سابقتها إلى منطقة النسيان في ذاكرة المسلمين، أما المنظر الرئيس لهذا التطاول - على الرغم من أنه مارسه في أكثر من موقف - فلم يجرؤ أحد على مطالبته بالاعتذار. وبطبيعة الحال لن يكون هذا الاستفزاز والتطاول آخر ما في جعبة هؤلاء القوم، بل سوف تتوالى الاستفزازات ومجالات التطاول، وهذا ما حصل فعلا، فقد كررت إحدى الصحف الدنمركية التطاول على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولن يكون هذا الفعل المشين آخر المطاف، لأن المستهدف في حالة من الضعف والتردي والوهن مما جعله غير قادر على فعل أي شيء سوى المطالبة بالاعتذار، وهذا المطلب على وهنه وعدم جدواه لن يستجاب له، وبالتالي فهؤلاء القوم يرون أن هذه المرحلة أنسب مرحلة لمزيد من الإهانة والإذلال. وهنا تتبادر التساؤلات التالية: هل يطفئ الاعتذار نار الغضب المشتعلة في وجدان كل مسلم؟ هل يشفي الاعتذار آلام الجرح العميق الذي أرق وآلم؟ هل يصحح الاعتذار المفاهيم الخاطئة التي وقرت في أذهان المتلقين لتلك المغالطات؟ حتما لا. ولهذا يجب على العلماء والهيئات والمنظمات الإسلامية أن تعري هذه الأباطيل وتكذبها، ليس بالبيانات والتصريحات، بل ببيان الحق والحقيقة المستوحاة من سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، التي تجعل المتلقي لها يلوم الصحيفة ويلوم البابا ويلوم كل متطاول كذاب، إنه دور سهل، لكنه يحتاج إلى عزيمة وجهد وإصرار على المواجهة وقول الحق بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، وما أكثرها، هذا أقل ما يجب على المسلمين تجاه نبيهم وتجاه إسلامهم، إنهم الأعلون متى ما أدركوا مواطن قوتهم وسعوا بجد في سبيل تحقيقها.
|
|
|
| |
|