| |
ذلك الينبوع
|
|
يعتقد كثير من الشباب أن السعادة تكمن في المزيد من اللهو واللعب.. والتجول بالسيارات.. والتنقل بين المطاعم والاستراحات.. وهذه الأفكار المغلوطة نتجت عن ما يراه هؤلاء عبر الأفلام أو المسلسلات.. فتصوروا أن في ذلك سعادة لهم. فهم يربطون بين اللهو.. وإضاعة الوقت.. وبين ما يرونه يحقق لهم السعادة.. وقد كشف الباحث دنيس برغر عن حقيقة أنه لا قاسم مشترك بين اللهو والسعادة فاللهو هو ما نمر به خلال فعل ما، أما السعادة فنشعر بها بعد انقضاء الفعل وهي إحساس أعمق وأكثر ديمومة. الذهاب إلى منتزه للتسلية أو إلى مباراة في كرة القدم أو مشاهدة فيلم أو برنامج تلفزيوني كلها نشاطات لاهية تعيننا على الاسترخاء إلى حين ونسيان مشاكلنا وقد تجعلنا نضحك لكنها لا تأتينا بالسعادة لأن آثارها الإيجابية تتلاشى إذا توقف اللهو. السعادة الحقة لا شأن لها باللهو.. كثير من المشاهير والنجوم في العالم يجدون على الدوام سبيلهم إلى حضور الحفلات ويقتنون السيارات الفارهة والمنازل المرتفعة الثمن وكل ما يفي بمتطلبات السعادة لكن المشاهير في سردهم سير حياتهم يميطون اللثام عن التعاسة.. قرأنا العديد من مذكرات هؤلاء النجوم.. فلم نجد أثراً للسعادة الحقة.. وبعضهم أعلنها بصراحة: إن موازنة اللهو بالسعادة هي مثل موازنة الألم بسوء الحظ لكن الحقيقة أن خلاف ذلك صحيح فالأمور المقضية إلى السعادة تشتمل في كثير من الأحيان على مقدار من الآلام.
|
|
|
| |
|