المواقع التراثية بالرس تحتاج إلى اهتمام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
اطلعت على جريدة الجزيرة رقم العدد 12462 في 20-10- 1427هـ بشأن ما تم في أعمال المؤتمر الدولي للسياحة والحرف اليدوية والتأكيد على أهمية صيانة المباني التراثية وتوظيفها كمواقع عرض للمتاحف والحرف اليدوية الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- الذي تنظمه الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باسطنبول الذي أُقيمت فعالياته في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض ومن ضمن المحاور التي نوقشت بالمؤتمر ورقة العمل الثالثة التي قدمها الدكتور فهد الحواس حول (المباني التراثية وصيانتها والحرف اليدوية كمواقع عرض للمتاحف والحرف اليدوية أكد خلالها على أهمية التراث العمراني الذي يعد من أهم المصادر المادية التي تعكس النشاطات الإنسانية والاجتماعية والثقافية، مشيراً إلى ترميم وصيانة مواقع التراث العمراني ذات أهمية للاستفادة منها، كما أشار إلى المعوقات التي تحول إلى تفعيل التراث العمراني وربطه بالأهداف.
وبالمناسبة عن هذا المؤتمر الذي أولى الأهمية الكبرى لهذا التراث فإن مملكتنا الغالية تضم العديد من المواقع التراثية في كافة المدن والقرى منذ العصر الجاهلي، وحتى عهد المؤسس الموحد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - التي مازالت موجودة وتشهد على هذا الدور البطولي ومنطقة القصيم هي الأخرى من المناطق التي حظيت بهذا التراث القديم في كافة المدن والقرى ومحافظة الرس إحدى محافظات القصيم التي يوجد بها تراث عمراني متعدد داخل المحافظة وخارجها التي تحتاج إلى اهتمام وعمل صيانة خاصة، وأن الكثير من هذه المواقع كان منذ عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله -.
وسنتطرق لبعض المواقع في محافظة الرس على سبيل المثال لا الحصر مثل (خندق إبراهيم باشا، ومقبرة الشهداء، وموقع الجريف، ومرقب الشنانة، وبوابة الأمير) ومواقع أخرى من العصر الجاهلي مثل الرسيس البطاح العاقلي التي تزخر بالعديد من الآثار والآبار المطوية وبعض القصور والمنازل القديمة وقصر الإمارة القديم بالرس ومرقب الشنانة الذي يزوره الكثير من السياح طوال العام الذي يعتبر من أهم المعالم الأثرية بمنطقة القصيم وهو شاهد على بطولة الملك عبدالعزيز - رحمه الله- وهذه المواقع للأسف مهملة وتحتاج إلى عناية وصيانة متكررة قبل زوالها.
كما يوجد بالرس العديد من المعارض التراثية التي تحكي تراث المملكة القديم وتضم العديد من المنتقيات والملابس القديمة والأسلحة مثل متحف الأستاذ علي عامر الغفيلي ومتحف الأستاذ سليمان الدبيان التي تعتبر من المعالم الأثرية التي يزورها عدد من المختصين بالتراث وعشاقه، ولها مشاركات في مهرجان الجنادرية وكافة المناسبات التي تقام في منطقة القصيم، ونتمنى أن يقام متحف عام بالمحافظة، يضم هذا التراث كما هو معمول به في المدن الأخرى.
نعود ونقول: إن المواقع الأثرية بمحافظة الرس التي ذكرناها في هذا المقال تحتاج إلى عناية واهتمام وصيانة حيث أصابها الإهمال في الفترة الأخيرة التي كثر عندها للأسف المخلفات بسبب الإهمال التي مازال يرتادها الكثير من الزوار المحبين لهذا التراث خاصة أيام الأعياد والإجازات الرسمية، وأتمنى من المهتمين بالتراث في بلادنا ومن إدارة التربية والتعليم والبلدية الاهتمام بهذه الآثار ووضع لجنة خاصة مشكلة من أعضاء مهتمين بهذا التراث التاريخي وعمل صيانة دورية لها حتى لا تكون عرضة للزوال.
وبالله التوفيق.