Al Jazirah NewsPaper Thursday  07/12/2006G Issue 12488الرأيالخميس 16 ذو القعدة 1427 هـ  07 ديسمبر2006 م   العدد  12488
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

علم لا ينتفع به
نادر بن سالم الكلباني

كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يدعون: اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، لكون الذين لا ينتفعون بما لديهم من علم أشبه بالذي يحمل أسفارا لا يعرف قيمتها واستخداماتها، فيبقى على حاله ضالا وجاهلا وإن تعلم، ويزاد على ذلك أن الحجة تقع عليه لعلمه الذي لم ينتفع به، وفي القرآن الكريم آيات بينات توضح عمق ضلال الذين جاءهم العلم ولم ينتفعوا به وأنزلت عليهم البينات لكنهم تجاهلوها ولم يهتدوا ويعملوا بها وما ينتظرهم عن غيرهم الذين لم يأتهم علم يبين لهم ما هم فيه من ضلال لعلهم يهتدون.
وعن واقعنا اليوم، جاءنا العلم الشامل الذي يبين لنا حلول كل مشكلاتنا ويوضح لنا كيف نتعامل في أمور حياتنا وآخرتنا، وفتحت لنا بفضل الله منافذ عدة تأتينا بالعلم وبالمعرفة حتى أنني أكاد أزعم أننا كلنا اليوم مثقفون أو على أقل تقدير مطلعون على معظم ما يحدث من أمور حياتنا، وأن الغالبية يعرفون تقريبا عن كل شيء، فنحن نعرف أوجه القصور الحاصلة في مجتمعنا، لا يخفى عنا منها شيء، ونعرف مسبباتها وسبل معالجتها ونعرف أيضا حلولها، ويكفي أن تسأل أيا كان عن مشكلة ما تحدث في مجتمعنا لتسمع منه تحليلا وافيا عنها وشرحا مستفيضا عن مسبباتها وطرق معالجتها وآراء تعتبر في طريقة سياقها وترتيبها وما تحويه آراء قيمة تستحق الاهتمام بها، ونحن نعرف عن الأسهم والتجارة وعن الفن والرياضة وعن السياسة وما يحدث في أي بلد كان، ونستطيع تحليل الأمور وشرحها ونقدها وتبيان ما يتوجب فعله لمعالجة ما يعتريها من مشكلات وقصور.
بصورة عامة نحن بفضل الله ثم بما يتوفر لدينا من وسائل وإمكانيات شعب مثقف مطلع على الكثير مما يحدث في مجتمعاتنا وفي العالم من حولنا، والغريب أننا وبما نمتلكه من ثقافة واطلاع لا تزال مشكلاتنا وأوضاعنا كما هي لم تتغير ولا يمكن أن تحل، وأذكر مثالا بسيطا على ذلك، موضوعا قرأته في إحدى صفحات (الجزيرة) كتب قبل عشرين عاما أو أكثر عن غلاء المهور والإسراف في حفلات الزواج والبذخ الذي لا فائدة منه، هذه المشكلة بقيت لم تحل منذ ذلك الوقت على الرغم من علمنا بها وبمسبباتها وبسبل معالجتها وبما يترتب عليها إن تركناها دون حل، ونحن نعرف تأثير حجم العمالة الوافدة، ونتكلم في مجالسنا عما تحدثه من فكر وسلوك لا يتماشى مع بعض قيمنا ونستطيع أن نحلل ما تنقله معها من ثقافة وما يترتب جراء إهمالها وتزايدها بهذه الصورة الحالية على مجتمعنا من سلبيات وأضرار، ولكننا لا نسعى لحل المسألة وستظل هذه المشكلة باقية كسائر مشكلاتنا القديمة دون حل أو تصحيح، وغيرها كثير نعرفه وقد نشبعه تحليلاً ومناقشة ونتصور الحلول المنطقية له لكننا نقف عند حدود حله ومعالجته، والسؤال طالما أن هذه هي حالنا ما فائدة ثقافتنا المزعومة وسعة اطلاعنا، وما الذي كسبناه من علمنا ومن تحليلاتنا ومداخلاتنا وتعليقاتنا على كل ما يثار من مشكلات وما نعانيه من أوجه القصور؟
من ناحية أخرى كلنا نعرف ما جاء به وعززه ديننا الحنيف من خلق قويم ومبادئ وقيم ابتداءً من إماطة الأذى عن الطريق، مروراً بالجار وحقوقه وغيرها كثير، وانتهاءً بمراقبة الله في السر وفي العلن في كل ما يصدر منا من قول أو فعل، لكن غالبيتنا لا يظهرون في مسلكهم العام ما ينمّ عن انتفاعهم بما علموا وربما تمادوا وأظهروا في مسلكهم ما يتعارض مع ما علموا واقتنعوا به، فتراهم رغم علمهم أكثر الناس أذية لجيرانهم وأكثر الناس إشاعة للفوضى في محيطهم وأبعد الناس حياءً من الله ولو تكلّمت مع أحدهم عن القيم والمبادئ والسلوك السليم لقال معلقات تكتب بماء من ذهب وتوضع لقيمة ما يقوله على مداخل الرياض، والسؤال يعود مرة أخرى: ما الذي كسبناه إذاً من علمنا وثقافتنا المزعومة عندما تقف حدود أفعالنا عند الفعل المطلوب؟ وما المشكلة الحقيقة فينا؟ وما هي العلة التي تبقي مشكلاتنا على الرغم من معرفتنا بها وبمسبباتها وطرق معالجتها دون حل أو معالجة؟
والجواب كما أراه، أن الغالبية تحمل الأسفار لكنها لا تنتفع بها، وتقول الكثير لكنها لا تحبذ فعل القليل، وإننا عامة نجد المتعة في الكلام والتنظير والتعليق بالرأي وإظهار علمنا دون أن نكلّف أنفسنا عناء العمل بما نقول وبما نعلم، بمعنى آخر نحن لا نملك العزيمة أو همّة الفعل لتحريك الأمور ونفضّل أن نبقى لتحركنا الأحداث دون أن نفعل شيئاً حيالها وإن علمنا خوافيها وما قد يترتب عليها.. اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا.. والله المستعان.

nalkalbani@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved