| |
الإرهاب وحماية الاقتصاد فضل بن سعد البوعينين
|
|
لم تكن مصادفة أن يهاجم الإرهابيون معامل بقيق النفطية التي يمر من خلالها الجزء الأكبر من إنتاج المملكة النفطية، كما أنه لم يكن مصادفة أيضاً تخطيطهم لاستهداف معامل النفط والتكرير في رأس تنورة والجعيمة والخفجي، وهي الخطط التي أحبطتها جهود وزارة الداخلية مؤخرا. التحليلات الأولية كانت تشير بوضوح إلى جهات متخصصة تقوم بانتقاء الأهداف وتحديدها بعناية فائقة، ثم توكل عمليات التنفيذ لأفراد المجموعات الإرهابية الداخلية. خطط التدمير الموجهة نحو الأهداف النفطية كانت توحي بوجود جهات تنظيمية خارجية أكثر تنظيما من المجموعات الإرهابية الداخلية التي وإن كانت تتمتع بكثير من القدرات التخريبية، إلا أنها تبقى بعيدة كل البعد عن تلك القدرات الخارقة التي تتمتع بها الجهات الخارجية التي ربما دخلت من ضمنها القدرات التجسسية المتقدمة. كان واضحا من خطط الإرهابيين استهدافهم اقتصاد الدولة رغبة في تدميره وشل حركته بغية الوصول من خلاله إلى تحقيق أهدافهم السياسية التي فشلوا في تحقيقها خلال العقدين الماضيين، كيف لا طالما أن صناعة النفط تمثل الركيزة الأولى في اقتصادنا الوطني. السعودية، قلب العالم الإسلامي، وقبلة الإسلام والمسلمين، ومنارة الحملات الإسلامية التوعوية، ومركز الدعم الأول لجميع الدول العربية والإسلامية؛ أصبحت تشكل هاجسا كبيرا لأعداء الأمة الذين يعتقدون أن في إضعافها إضعافا للإسلام والمسلمين، وتهميشا لقضايا الأمتين الإسلامية والعربية، وسلبا لحقوقهم المشروعة. نجاح وزارة الداخلية في عملياتها الاستباقية ضد الإرهابيين أسفرت عن إلقاء القبض على 136 عنصرا إرهابيا كانوا يتمتعون بقدرات تجهيزية، وملاءة مالية غير اعتيادية، إضافة إلى ما يتحصلون عليه من دعم لوجستي من خارج حدود الدولة. أشرت أكثر من مرة إلى أن عمليات تفريخ الخلايا الإرهابية الداخلية لا يمكن لها أن تتم بمعزل عن الخارج إذا ما أخذنا في الاعتبار نجاحات قوى الأمن المتتالية التي أدت إلى تفكيك معظم الخلايا الداخلية، وتجفيف مصادر تمويلها، والقضاء على قادتها الفاعلين. ولعل العمليات الأخيرة التي جرت في عدد من مناطق المملكة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك صلات الخلايا الإرهابية الداخلية بالعقول المفكرة، والإدارات المنظمة خارج حدود الدولة. يحسب لوزارة الداخلية عدم تسرعها في إطلاق الاتهامات قبل التأكد منها في أكثر من واقعة، ولعل الوزارة ارتأت أن لا تتحدث عن صلات الإرهابيين الخارجية، بصفتها الرسمية، إلا بعد أن تتهيأ لها الأدلة الثابتة التي لا يمكن نفيها بأي حال من الأحوال. العملية الأمنية الأخيرة أثبتت الدور المشبوه الذي تقوم به بعض الجهات الأجنبية لزعزعة أمننا الداخلي، وضرب اقتصادنا الوطني من أجل تحقيق استراتيجياتهم المشبوهة. كما أنها كشفت عن الاستعدادات الأمنية والجهود الجبارة التي تقوم بها وزارة الداخلية، ورجالها البواسل الذين يعملون ليل نهار من أجل تحقيق الأمن الداخلي للمواطنين والمقيمين، والمحافظة على مقدرات الشعب، وكيان الدولة من عبث العابثين. العديد من العمليات الأمنية الاستباقية، والدفاعية تقف شاهدة على يقظة رجال الأمن وكفاءتهم، واستبسالهم في الدفاع عن هذا الوطن الكريم. جهود جبارة يقف خلفها رجل الأمن الأول سمو الأمير نايف بن عبد العزيز، وسمو نائبه، وفريق العمل، ورجال الأمن البواسل. نسأل الله الكريم بعزته وقوته أن يحفظ هذه البلاد وولاة أمرها وعلمائها وشعبها من كل شر إنه سميع مجيب. قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إلى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم.
f.albuainain@hotmail.com |
|
|
| |
|