| |
أضواء إسكات صوت شريف في العراق جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
ليس جديداً فكل يوم تردنا من العراق الجريح أنباء مُحزنة تُدمي القلب ولكن الجديد هذه المرة فقدُك إنساناً تعرفه تماماً.. صديقاً وزميلاً في المهنة، عزيزاً من ضمن الأعزاء الذين نفقدهم كل يوم في العراق، فكل إنسان تغتاله عصابات المليشيات الإجرامية وجماعات التكفير، عزيز علينا، يزيد من مساحة الألم والحزن على ما يجري في العراق. نبيل الدليمي، صحفي عراقي، شاب نشط عمل مراسلاً صحفياً لعدد من الصحف الأجنبية والعربية ووكالات الأنباء، استقر به المقام إلى جانب مراسلاته لوسائل الإعلام خارج العراق، معداً ومحرراً في إذاعة دجلة. ولأن نبيل الدليمي صحفي متمكن ومهني يتميز بحرفية عالية فقد كشف عدداً من الممارسات الإجرامية لعصابات المليشيات والفريق الفاسد الذي يحكم العراق، ولأنه ينتمي لأهل السنة، ولأنه من أبناء الدليم من محافظة الأنبار المحافظة المجاهدة المقاومة للاحتلال الأمريكي وللعبث الصفوي في العراق، فقد وضع اسمه على قائمة الاغتيالات الموكل تنفيذها إلى المليشيات الطائفية الإجرامية التي نفذت جريمتها صباح يوم الاثنين حينما كان يغادر منزله في حي الوشاش، قرب حي المنصور شمال غرب بغداد. ونبيل الدليمي الذي كان يتلقى تهديدات من جهات تحارب كل ما هو عروبي وسني في العراق، كان يقابل تلك التهديدات بالعمل على كشف المزيد من تجاوزات من سيطروا على العراق وأشاعوا عمليات القتل والفساد. كنت عندما أتحدث معه -يرحمه الله- طالباً منه الحذر، أو حتى الخروج من العراق، يرد بثقة المؤمن: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)، مؤكداً: إذا تخاذل أبناء العراق الشرفاء فسوف يستولي عليه الأشرار والمجرمون، ولأنه ليس بأفضل من زملائه الذين قضوا نحبهم ومنهم من ينتظر ولم يبدّلوا تبديلاً.. وفعلاً لم يبدّل نبيل الدليمي موقفه ولم تغرِه الإغراءات ولا التهديدات، فاستشهد وهو ابن الـ36 عاماً، تاركاً زوجته وابنتين لينضمَّ إلى قافلة شهداء الصحافة في العراق الذين وصل عددهم -منذ الغزو الأمريكي للعراق- مائة وواحداً وثلاثين صحفياً، وُزِّعت مسؤولية قتلهم بين قوات الاحتلال الأمريكية، وعناصر المليشيات الطائفية الإجرامية.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|