تطبيق القانون بعدل هو الحل
محمد العبدي

المباريات الجماهيرية الكبرى لدينا أصبحت مجالاً للاستعراض قبل وبعد إقامتها، هكذا كان الوضع قبل فترة، ولكن الآن انضم إلى قبل وبعد (أثناء)، وهنا الخطورة ومربط الفرس.. ففي مباراة الهلال والنصر يوم أول من أمس كان كل شيء يسير بشكل طبيعي، إلى أن جاءت الدقيقة الأخيرة وشهدت الهدف النصراوي الملغى.. فماذا حدث؟! توتر وانفلات وهبوط لعدد من أعضاء الشرف داخل الميدان لا لتهدئة الوضع؛ بل لتأجيجه، وبعضهم على طريقة (أنا هنا..)، بل إنني أعرف من بعض أعضاء الشرف من لا يودون لإدارات أنديتهم التي ينتمون إليها النجاح وفي العلن هم أكثر من يظهر ويهاجم الآخرين على طريقة (أنا هنا) أيضا..!
ما يحدث في ملاعبنا لا نراه في أي ملعب في العالم، فعضو الشرف وهنا أؤكِّد على كلمة (بعضهم) كالقنبلة الموقوتة، فلا تعلم متى يغضب.. متى يقرر النزول للملعب.. ماذا سيقول لوسائل الإعلام؟ وحين يقرر النزول فمعه مجموعة كبيرة تنتظر إشارته لفعل ما يريد، فهي تغضب لغضبه وتفرح لفرحه وهنا تكمن الخطورة.. فلنكن أكثر شفافية وصراحة من أجل الوطن، فغالبية أعضاء الشرف في الهلال والنصر لهم وضعهم الاجتماعي والاعتباري المختلف، ولهم مكانتهم المختلفة أيضاً، هذه المكانة يجب المحافظة عليها، ولا يجب خدش مكانتهم مطلقاً، هذا ما نتفق عليه ولكن بعض الممارسات تسيء إلى هذه الطبقة، فالتصرفات التي تحدث في (كل) مباريات الهلال والنصر هي تصرفات دخيلة وخارجة عن القانون والمنطق، واعتقد أن تطبيق القانون على الجميع دون تفرقة هو ديدن القيادة وهدفها وتؤكد عليه دائماً وأبداً، وهو ما حفظ لهذه البلاد مكانتها وقيمتها وترابط المجتمع بكل أطيافه.. فليس مقبولاً مطلقاً أن يهبط العشرات من أعضاء شرف الناديين إلى الملعب قبل وبعد والآن (أثناء) المباريات في مناظر غير حضارية وتسيء للوطن، فالتنافس الرياضي داخل الميادين وبين اللاعبين، أما التصريحات فيجب أن تكون من داخل الميدان للأجهزة الفنية والإدارية في الناديين لا أن تكون لمن أراد أن يستعرض ويسيء إلى كل من يخالفه الرأي والميول وبأساليب عفا عليها الزمن..!!
يا أحبة.. يا أعزة.. العالم يشاهدنا وهنالك من يتصيد أخطاءنا ولا نريد أن تصل الأمور إلى تصور مجتمعنا الرياضي كمجتمع فئوي (عضو شرف أو مشجع أو متابع)، للأول الحق في عمل كل ما يراه وعلى الآخر أن يرضى بمشاهدة هذه الفوضى أو الانسحاب من الوسط الرياضي..!
لذا ومن أجل الوطن وحتى لا نواصل ممارسة سياسة الهروب إلى الأمام ونترك مشكلاتنا مطمورة وندس رؤوسنا في التراب لئلا نرى الأخطاء بالعين المجردة، أقول إن بعض أعضاء الشرف هم سبب المشكلة وأساسها ومنبعها وأؤكِّد مرة ثانية وثالثة على كلمة (بعضهم)، وطالما هم السبب فأرى منعهم من الدخول إلى أرض الاستاد قبل وبعد اللقاءات، ومن يريد أن يدعم ناديه فالأندية أبوابها مشرعة لهم الحق في الزيارة والتحدث، ولكن ليس لهم حق إثارة المشكلات وتخريب المنافسات الرياضية، كما أرى أن بإمكان أعضاء الشرف الحريصين على التصريحات أن يمارسوا ذلك من المراكز الإعلامية بأنديتهم أو من أي مكان آخر غير أرض التنافس الشريف، وذلك أيضاً سيساعد إدارات الأندية على التركيز على إعداد اللاعبين والفرق بهدوء ودون ضجيج ومتى كان القانون حاضراً بعدالة على الجميع سيكون النظام حاضراً، فلا أحد (يجب) أن يكون فوق القانون، ومتى غاب العدل والقانون فسنشاهد الكثير من المناظر المؤذية كتلك التي شاهدناها أمس الأول وفرَّجنا العالم علينا لنمنح من يريد التصيد وعلى الهواء والمكشوف وبالصوت والصورة فرصة التندُّر بنا وبتصرفاتنا وبمنافساتنا وأعطيناهم وثائق للنيل منا وعلى طريقة من تصرفاتكم ندينكم.