| |
رحمة الله على الضعيان د. سعد بن عبد العزيز بن كليب/ وكيل هيئة الرقابة والتحقيق لشؤون التحقيق
|
|
قال تعالى {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}، في صباح يوم الثلاثاء 7-11- 1427هـ وردتني رسالة على الهاتف المنقول ففتحتها ووجدتها تفيد خبر وفاة الشيخ الجليل عبد الله بن علي الضعيان فترحمت عليه كثيراً، وسألت له الله المغفرة والرضوان، وزادت هذه الرسالة الإفادة بالصلاة عليه عصر هذا اليوم بجامع الأمير محمد بن عبد الرحمن بعتيقة. ولد الشيخ في حوطة بني تميم، وله محبة وتقدير وإجلال بين أهلها جميعاً سواء من كان يعرفه، أو يسمع عنه، لصراحته في قول الحق، وفعل الخير، وبذل النصح، وتسهيل الأمور والإعانة للمحتاج، وتلقى في كتاتيب حوطة بني تميم تعليماً فقرأ القرآن الكريم، وشيئاً من العلوم الدينية، واللغة العربية، ثم انتقل الشيخ إلى مدينة الرياض وواصل تعليمه في حلقات سماحة المفتي للديار السعودية سابقاً الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وأخيه الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، وغيرهما رحمة الله على الجميع. عرفت الشيخ عبد الله الضعيان مدرساً بمعهد الرياض العلمي في عام 1379هـ لمادة الفقه، وأنا من بين طلبته في هذه المادة فاستفدت من علمه الجم، وأسلوبه التربوي، وإشاراته اللطيفة اللبيبة، وتعريضه بالأمور، وحكمته، ورفقه بالطلاب، وحزمه الدائم، ولين جانبه. ذات يوم وبعد أن انخرطت في الدراسة، وطرأ لي أمر يستوجب الخروج، والإذن من مدير المعهد العلمي فدخلت على سعادة المدير الشيخ الدكتور عبد العزيز العبد المنعم، وبجانبه الشيخ عبد الله الضعيان، وكنت أعرف شخصه، ولا أعرف اسمه فاستأذنت من سعادة المدير أن يأذن لي بالخروج فسألني عن اسمي، وسنتي الدراسية، وعن فصلي الذي أدرس فيه؟ ففاجأني بأنني مفصول من الدراسة بحجة أنني استنفدت الغياب وتجاوزته إلى ما يوجب الفصل فتلعثمت عن الرد لصغر سني، والمفاجأة التي اعتبرتها عائقاً لمستقبلي، وخوفاً من ولي أمري، ثم تجرأت على سعادة المدير، ونفيت ذلك جملة وتفصيلاً، فكرر سعادة المدير ما فاجأني به، ثم انبرى الشيخ عبد الله الضعيان قائلاً: أنا أُدرس الذي يدرس فيه هذا الطالب، وأعطي دروساً لمدة خمسة أيام في الأسبوع يومياً، وهذا الطالب من الطلاب المواظبين على الحضور، ولفت نظري مشاركته في الفصل، وأداؤه الواجب فلعل نتيجة الغياب المرفوعة لفضيلتكم بالخطأ، فاستدعى سعادة مدير المعهد مراقب الحضور والغياب الذي تمسك بما رفع به من نتيجة وأذن لي سعادة المدير بالخروج ولم يعتمد بما رفع به المراقب من غياب، بناء على شهادة الشيخ عبد الله الضعيان، وأرجو أن يكون ممن قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: خير الشهود الذي يشهد قبل أن يستشهد، ولما عاد المراقب إلى تسجيلاته وجد أنه كان يغيبني، ويحضر شخصاً آخر غائباً ملتحقاً بوظيفة بوزارة المعارف آنذاك فعفى الله عن الجميع، وأعرف أن الشيخ عبد الله الضعيان تقلب في عدد من الوظائف، إذ كان مدرساً بالمعاهد العلمية والكليات، ومديراً لمعهد شقراء العلمي، ومديراً عاماً للتفتيش في الرئاسة العامة لتعليم البنات، وقد شارك مع لجنة برئاسة الشيخ حمد الجاسر، للوقوف على احتياج المدن، والقرى لفتح مدارس ابتدائية للبنين في كل من الخرج، وحوطة بني تميم، والحريق والافلاج ووادي الدواسر في بداية عام 1369هـ، وله في افتتاح مدارس البنات في حوطة بني تميم إسهام في إقناع أولياء أمور البنات بانخراط البنات في هذه المدارس. اسأل الله له المغرفة جزاء ما قدم والسلوان لأسرته، وطلابه، وزملائه، ومحبيه. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
|
|
|
| |
|