مستعجل
المتقاعدون.. ومصلحتهم..!!
عبدالرحمن بن سعد السماري

** لا يمكن لأحد.. أن يقلل من أهمية وقيمة المتقاعدين ودورهم وكفاءتهم وقدرتهم.. ذلك أن أكثرهم.. يُحال على التقاعد وهو في قمة نشاطه وعطائه وكفاءته.. وبالذات الأطباء وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات وسائر المؤهلين في تخصصات ومهن مختلفة.
** هناك مهن لا يمسها التقاعد.. مثل المثقفين والكتاب والأطباء في عياداتهم الخاصة.. وهكذا سائر المتخصصين في ميادين مختلفة.. يمارسون أعمالهم من خلال أعمال عائدة لهم.. كالمهندسين والاقتصاديين والصيادلة وغيرهم وغيرهم.
** أما الذين يعملون في القطاع العام وقد تقاعدوا.. فهم مَنْ نعنيهم هنا.. وهم كفاءات وقدرات ولديهم نشاط وحيوية واستعداد للعطاء.
** هؤلاء المتقاعدون أو أكثرهم.. فوق معاناتهم مع (التقاعد) والجلوس والوقت الطويل والبطالة والعطالة والوساوس والاكتئاب والضيق وطيحة سوق الأسهم التي شفطت (تحويشة عمرهم) فهم أيضاً يعانون من جفوة وقسوة المجتمع.
** يعانون من تعامل الآخرين معهم.. كالبنوك التي تدفع لهم رواتب التقاعد ويعانون من مشاكل انعدام التسهيلات.. سواء من البنوك أو من غيرها.
** هؤلاء.. ليس لهم جمعية أو رابطة تدافع عنهم.. وليس لهم من يسأل عنهم.. وكل ما لهم.. هو راتب آخر.. الشهر.. متى تكرم البنك بإيداعه في الحساب.. وعلى المتقاعد أن يثبت كل (6) أشهر.. أنه على قيد الحياة وأنه حي يُرزق.
** أكثر هؤلاء المتقاعدين بعد (طيحة الأسهم الشهيرة) وبعد إفلاس أكثرهم.. أقول.. أكثر هؤلاء يسكن بالإيجار.. بمعنى.. أن مكاتب العقار تطاردهم كل سنة لأنهم يسكنون بالإيجار.
** المؤسسة العامة للتقاعد.. تطورت في السنوات الأخيرة.. وأصبح لها حضور.. ولها وقفات.. ولها منجزات.. وأصبحت تتعامل مع المجتمع.. وصارت أكثر حضوراً.. وصار الناس يدرون ماذا يدور في داخلها.. وماذا تعمل.. لأنها بالفعل.. تعمل وتنجز وتعطي.. ولم تعد مهمتها كما السابق.. مجرد دفع رواتب المتقاعدين.
** كما أن تلك الدوسيات والملفات والمجلدات الكبيرة.. التي تملأ مكاتب موظفيها.. اختفت.. وصار الكمبيوتر والحاسب بدلاً عنها.. وصار كل شيء واضحاً بلمسة زر.
** اليوم.. صار بوسعك أن تعرف ما لك وما عليك وأنت في بيتك.. بينما بالأمس تراجع عشر مرات من أجل أن تعرف بعض حقوقك..
** وتوجت مصلحة معاشات التقاعد هذه المنجزات.. وهذا الحضور وهذه النجاحات.. بمشروع إقراض المتقاعدين.. هذا المشروع الحيوي المهم المفيد لهؤلاء وللمجتمع.
** مصلحة معاشات التقاعد.. فوق أنها ستنفع هؤلاء المتقاعدين وستساعدهم.. فهي أيضاً ستنفع المجتمع وتفيده بطريقة مباشرة وغير مباشرة.. كما ستشجع الكثير على التقاعد المبكر.. مما يتيح الفرص الوظيفية للشباب العاطل.. نساءً ورجالاً.. المتطلعين للعمل.
** أكثر متقاعدينا كما قلت يسكن بالإيجار.. وأكثرهم يعيش وضعاً مالياً صعباً.. وبالذات.. بعد انهيار سوق الأسهم.. ذلك الانهيار المريع.. الذي فشلت كل الحلول.. واستحالت معه كل المحاولات.
** مصلحة معاشات التقاعد.. التفتت للمتقاعدين.. وأولتهم الاهتمام الذي يستحقونه.. وسجلت بجدارة.. نجاحاً آخر يُضاف إلى نجاحاتها الأخيرة.
** مصلحة معاشات التقاعد.. بينها وبين أسواق المال في المملكة.. عقد شركة ضخم (عملاق) ليس الآن المجال للحديث عنه.. لأنه أضخم وأكبر من أن يشمله حديث سريع.
** إن المتقاعدين في أمس الحاجة إلى مثل هذه المبادرات.. وبالذات.. بعد أن استشرى في أجسادهم (فيروس) انهيار الأسهم الذي أكل كل مدخراتهم وأدخلهم في دوامة لا حدود لها.