| |
أصدقاء أمريكا العرب..هم أيضاً أشقاء العراق! عبد الإله بن سعود السعدون / عضو جمعية الاقتصاد السعودية
|
|
رابطة الدم والدين والمصير المشترك وشائج متينة تربط شعب العراق العربي المسلم بأشقائه العرب، سواء من كان صديقاً لأمريكا أو من لم ترضَ الإدارة الأمريكية عن مواقفه السياسية غير المنسجمة مع مصالحها في منطقة الشرق الأوسط والذي تريده جديداً ومع كل الويلات والحروب التي يعيشها! وإن الأصدقاء العرب لأمريكا كانت لهم مواقف محددة ومشروعات سياسية عديدة للمشاركة في إنقاذ شعب العراق أولاً، ومساعدة الإدارة الأمريكية للخروج من هذا المأزق العسكري والسياسي الذي أدخلت قواتها فيه دون خبرة سياسية أو دراسة اجتماعية للتاريخ السياسي العراقي، وجاءت الآن النتائج محرجة لقوة أمريكا العسكرية وإظهار جهل الإدارة الأمريكية بأصول اللعبة السياسية المطبقة في داخل العراق، وقد يكون النداء للاستغاثة الأمريكية قد جاء متأخراً، وكما يقال: (بعد خراب البصرة وبغداد أيضاً)؛ فالعراق يعيش يومياً فوق برك من الدم البريء، ولم يكن المالكي ووزارته المسؤول الأوحد عن هذا الوضع الكارثي بل الاحتلال الأنكلو أمريكي هو المسبب الأول لهذه الحالة المأساوية، وحسب قرارات مجلس الأمن المتعددة التي توجب على قوى الاحتلال أن تعيد الوضع في العراق إلى حالته الطبيعية، ولكن قوى الاحتلال تعمدت إثارة الفوضى في طول البلاد وعرضها وغضت الأبصار عن التدخل السافر لإيران في شؤون العراق وتسليحها المليشيات الشيعية العميلة لها من فيلق بدر وجيش المهدي المزعوم، وأثبت الاعتداء على منطقة الأعظمية في بغداد تورط إيران في تزويد هذه المليشيات الإجرامية بصواريخ وقذائف هاون من صنع إيراني! وقد ثارت وسائل الإعلام الموجهة من أمريكا وأصدقائها في العراق من الكتل السياسية المحتكرة للسلطة على التصريح الجريء الصادق لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بأن (الإدارة الأمريكية قدمت العراق للنفوذ الإيراني على طبق من ذهب). المشكلة العراقية - إن صح تسميتها بذلك - لابد أن تحل بإبعاد التدخل الاستخباري الإيراني والإسرائيلي عن الساحة السياسية العراقية، وأهل العراق بكل مكوناتهم الاجتماعية على استعداد للجلوس معاً لإنقاذ وطنهم من العبث العسكري الاستخباري الذي جعل بلادهم الجميلة الفتية ساحة حرب لا يشم فيها إلا البارود المختلط بالدم العراقي البريء. إن النداء أصبح متأخراً جداً؛ فهذه المليشيات أصبحت من الاستعداد العسكري العالي وبغفلة من الإدارة الأمريكية بحيث لا يستطيع المالكي أو غيره من ساسة الائتلاف الموحد أن ينهيها، وقد يكون من عجب الأمور أن يطلب من حكومة تمثل الائتلاف الشيعي القضاء على مصدر قوتها ونفوذها العسكري والأمني وهي التي زرعتها في القوات المسلحة ورجال الداخلية ويأتمرون بأمرها! الإدارة الأمريكية بعد أن فقدت رامسفيلد نتيجة مشاريعه غير الواقعية والمعتمدة على معلومات مصادرها غير أمينة للسياسة الأمريكية في معالجة احتلال العراق والسيطرة على مكوناته السياسية والاقتصادية وقلب التركيبة الاجتماعية وتغليب المذهبية والعرقية على مفاهيم الوحدة الوطنية والهوية العربية الإسلامية للعراق. أثبتت الأحداث أن المصدر الوحيد لتلك المعلومات والمشاريع السياسية كان زاده من العملاء مزدوجي الولاء الأمريكي - الإيراني، وبالتأكيد أن ألعوبة العملية السياسية وما تلاها من انتخابات اصطفاف طائفي عرقي كانت أحد هذه المشاريع لترسيخ سرقة السلطة لأعوان إيران من الكتل السياسية المذهبية التي تم تثقيفها بسياسة الطائفية التي تعتمد على التمييز المذهبي الدموي. المشاريع التي تسعى لإنقاذ شعب العراق العربي المسلم كثيرة امتلأت بها الملفات الأمريكية المقدمة من الإخوة الأشقاء العرب، ومنها أتذكر التدخل العربي الإسلامي، وتكوين قوة عسكرية من عدد من الدول العربية والإسلامية المختارة للوقوف أمام الجرائم الطائفية وتحقيق الأمن الداخلي وتسيير الأمور الأمنية حتى يستطيع الجهاز الأمني العراقي إثبات سيطرته على الموقف الأمني الداخلي وتزويده بالخبرة الأمنية والمعدات والأجهزة الحديثة لمكافحة الجريمة المنظمة والقضاء على الإرهاب الدولي. ووضع رجال البنتاجون هذا المشروع على الرف! إن الخط المذهبي أصبح حدثاً يومياً تترجمه وتعلن عنه المذابح الإجرامية التي تمارس، وبالنهار، وبتحدي حكومة المالكي، ومثالها اغتيال المسلمين من منسوبي وزارة التعليم العالي بأياد إجرامية، ومن منسوبي وزارة الداخلية المذهبية التي حولت فيلق بدر وجيش المهدي إلى أفراد وقادة في الشرطة العراقية! إن إنقاذ شعب العراق العربي المسلم يتأتى بإجراءات شجاعة جريئة لا يمكن أن ينفذها المالكي أو غيره من ساسة الائتلاف الشيعي، بل لابد من تشكيل حكومة إنقاذ وطني من الوطنيين العراقيين، وما أكثرهم الآن من مهجرين في العواصم العربية، والاستعانة بمنسوبي جيش العراق الذي حله بريمر؛ وبالتالي تستطيع هذه القوى الوطنية الجديدة حل المليشيات المذهبية العرقية وإعادة تركيبة السلطة العراقية العرجاء إلى وضعها الطبيعي؛ لتقدم خدماتها الوطنية في جميع مجالات الحياة العامة، والمفقودة حالياً، لكل الشعب العراقي دون تمييز مذهبي أو عرقي، وتحقق أهم مطلب لكل الشعب وهو الأمان والسلم الاجتماعي الذي بدونه لن تتحقق بقية الأماني والآمال في الحرية والاستقلال والنمو الاقتصادي وتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار وغيرها من خطط الإصلاح والتعمير التي نسيها الشعب العراقي لحالة الفوضى الأمنيي الدامية التي يعيشها حالياً. إن أصدقاء أمريكا وأشقاء العراق وكل جيرانه وكذا الأمم المتحدة لمدعوون اليوم قبل الغد لنجدة الشعب العراقي العربي المسلم الذي يعيش مأساة كارثية تهدده بالفناء والخلل الإنساني والاجتماعي، وإني على ثقة بالقادة العرب والمسلمين برغبتهم التامة في تقديم العون والدعم السياسي والاقتصادي لإخوتهم أبناء شعب العراق الصابر.
|
|
|
| |
|