| |
حتى نرتقي ببرامجنا الشعبية
|
|
الكثير من البرامج الشعبية التي تبث عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، لا ترتقي للمستوى المطلوب، حيث تفتقد للكثير من مقوّمات النجاح في تقديمها وعرضها وثقافة معدِّيها، وكذلك في ضيوفها، وهذا أمر مشاهَد وملحوظ، والمتابع لها يرى بُعد القائمين عليها عن النجاح المرجو والمأمول في كلِّ جوانب هذه البرامج الهابطة في مستواها وللأسف الشديد، ومن أبرز سلبياتها إسناد تقديمها لمن هو جاهل في الأدب، إذْ لا يملك من الثقافة الأدبية إلاّ القليل الذي لا يشفع له بتولِّي تقديم هذه البرامج، إضافة إلى التخبُّط في الكلام أثناء التقديم، والثرثرة التي لا فائدة منها وليس لها صلة بالأدب، مما يجعل البرنامج يفقد حلاوته ويخرج عن مساره، كما أنّ التخرص في الإجابة على استفسارات المتصلين سمة بارزة عند الكثير ممن يتولون تقديم هذه البرامج وضيوفهم. ولو قال أحدهم لا أعلم عند سؤاله لكان خيراً له بدلاًَ من اتخاذ أسلوب الظن والتعدِّي على حقوق الآخرين بقول أظن هذا البيت أو القصيدة لفلان وهي ليست لفلان، وهو بلا شك أسلوب يتخذه البعض من مقدمي البرامج الشعبية للخروج من حرج السائل وهو أسلوب عقيم، وما أجمل المعرفة والثقافة في الأدب وسعة الاطلاع عندما يمتلكها المقدم لكلِّ برنامج شعبي!! صحيح أنّنا لا نطالب بأن يكون المقدم ملماً بكلَِّ الأدب الشعبي لأنّ ذلك مستحيل، لكن نريد منه أن يكون مثقفاً، ولديه معلومات كثيرة عن الشعر، وذا أسلوب رائع في التقديم، مبتعداً عن كل ما ليس له صلة بموضوع البرنامج من الكلام الزائد الذي يضيع معه الوقت بدون فائدة، كما أن هذه البرامج تحتاج للترتيب والتنظيم، واختيار موادها بدقة متناهية، وتفتقد للتجديد في الأسلوب والطريقة، وحسن اختيار المشاركين فيه، وكل ما قلت عن هذه البرامج ومن يتولاها واقع يراه من يميِّز الغث من السمين، ويعرف المليح من القبيح، من متذوِّقي الأدب، ولا أبالغ عندما أقول بأنّ هذه البرامج في حالة يرثى لها، وتحتاج إلى إعادة النظر في وضعها تقديماً واختياراً لمن يشارك فيها، وبما يقدَّم فيها، حتى ترتقي وتصبح جميلة مرغوبة عند الجميع، ويزداد عشاقها ومتابعوها، وكلُّ ما نتمناه أن نراها جميلة ترضي عشاق الأدب .. فهل سنراها بثوب جديد وبمستوى راقٍ تجعلنا عندما نشاهدها نقول للقائمين عليها أحسنتم ووفّيتم وكفّيتم وأتقنتم تقديم برامجكم هذه؟ .. إنّنا نؤمل ذلك وننتظره قريباً، وقد كتبت ما كتبت حرصاً على رقي أدبنا، وحباً لرؤية هذه البرامج بصورة جميلة، والله من وراء القصد.
صالح بن عبدالله الزرير التميمي -الرس - ص. ب: 1200
|
|
|
| |
|