| |
صلة الرحم عبدالكريم الدريبي
|
|
ذكر الدكتور الرائع عبدالرحمن المحرج في لقائه الأحد الماضي الذي استضافته أحدية محمد الجبر الرشيد إنهاءه لقطيعة رحم بين طرفين (مشهود لهم بالصلاح والخير) دام قرابة 15 عاما في أقل من نصف ساعة في الوقت الذي كانت مهمة أقارب ومعارف وأصدقاء الطرفين التفرج فضلا عن زيادة الحطب طوال المدة الماضية حينها علّق الحضور بأن هذه المدة هي ما يستغرقه طبخ (طيور الدخّل)..! هذا الموقف الايجابي من الدكتور المحرج يضع أكثر من تساؤل.. لماذا لا يبادر أقارب المتنازعين لإنهاء الخلاف؟ لماذا تطغى السلبية وغياب المبادرة من أهل المتخاصمين؟ لماذا لا يستشعر المصلح أهمية عمله؟ لماذا لا يعلق أكبر العائلة سناً الجرس ليكون قدوة؟ لماذا لا يُستشعر الحديث النبوي (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)؟! لماذا لا يحتسب المصلح أو الإنسان العادي اجر وفضل الاصلاح بين الناس وما أعده الله سبحانه وتعالى من خير للقائم على ذلك؟ الدكتور المحرج تطرق الى نقطة في غاية الأهمية وهي الرغبة الجامحة لدى أي طرفين للإصلاح ولكن يبقى الشيطان حاضرا فيزيد من عجب الإنسان بنفسه وأنه لا يجب ان يتنازل عن شموخه والنزول من برجه العاجي وما علم المسكين بأن صلاته وزكاته وأعماله جميعا بما فيها الصيام والحج والتطوع من الأعمال والسنن والصدقات لا ترفع حتى يصطلح مع خصمه كما في الحديث: تعرض أعمال أناس في كل جمعة مرتين يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبداً بينه وبين اخيه شحناء فيقال اتركوا هذين حتى يفيئا. وفي حديث أنس رضي الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه يضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر رضي الله عنه ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي فقال: رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة تبارك وتعالى فقال أحدهما يا رب خذ لي مظلمتي من أخي فقال له عز وجل أعط أخاك مظلمته فقال يا رب لم يبق من حسناتي شيء فقال فليحمل من أوزاري قال ففاضت عين رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء ثم قال: ان ذلك ليوم عظيم يحتاج الناس الى من يتحمل عنهم من أوزارهم، فقال الله عز وجل للطالب ارفع بصرك وانظر في الجنان فرفع رأسه، فقال يا رب أرى مدائن فضة وقصور من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا لأي صديق هذا لأي شهيد هذا قال هذا لمن أعطى ثمنه قال يا رب ومن يملك ثمنه؟! قال أنت تملكه قال ماذا يا رب قال تعف عن أخيك قال يا رب فإني قد عفوت عنه قال الله عز وجل خذ بيد أخيك فادخلا الجنة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة. بل الحديث الأكثر وعيدا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم ان يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار (فأي خسران بعد هذا).
krm990@yahoo.com |
|
|
| |
|