| |
شكوك حول وجود جينات مسؤولة عنه يجري فك لغزها الجديد في أبحاث وكشوف مرض التوحّد لدى الأطفال
|
|
* الرياض ياسر بن محمود الفهد يعتبر اضطراب التوحد أحد الاضطرابات النمائية المعقدة التي تصيب الأطفال خلال السنوات الثلاث الأولى من أعمارهم. ويعرف التوحد - وفق الجمعية الوطنية للتوحد في بريطانيا - بأنه عجز يعيق تطوير التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعي واللعب التخيلي الإبداعي. ومنذ أن اكتشف الطبيب الأمريكي ليو كانر هذا الاضطراب عام 1943م حتى الآن لم يتوصل الباحثون إلى سبب مقنع ويعول عليه وراء إصابة الأطفال بهذا الاضطراب الغامض الذي يسمى اللغز الغامض. ومن منطلق الدور التوعوي والتثقيفي نواصل تسليط الضوء على آخر مستجدات أبحاث التوحد خلال الاثني عشر شهراً الماضية؛ وذلك لإطلاع أولياء أمور الأطفال التوحديين على كل جديد يخص فلذات أكبادهم.تعددت الأبحاث في العقود الماضية محاولة إيجاد سبب أو أسباب التوحد وما زالت مستمرة والأمل ما زال موجودا رغم مرارة المعاناة التي يتكبدها أولياء أمور الأطفال التوحديين، فبالنسبة إلى آخر ما توصلت إليه البحوث في علاج التوحد هو إجازة عقار (راسبيردال) حيث استقبل عقار شركة (جونسون أند جونسون) موافقة منظمة الغذاء والدواء للتوسع في استخدام عقار (راسبيردال) علاجاً للعدوانية والأعراض الأخرى للأطفال ذوي التوحد.إن الاستخدام الجديد لعقار (راسبيردال) هو للانفعال السريع المصاحب لاضطراب التوحد بما في ذلك نوبات الغضب وإيذاء الذات والعدوانية لدى الأطفال والكبار الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات وستة عشر عاما.وقد أوضحت إدارة منظمة الغذاء والدواء أن إقرار العقار أولا كان للاستخدام في علاج السلوكيات المصاحبة للتوحد في الأطفال، وكان العقار قد أخذ الموافقات اللازمة من المنظمة عام 1993م وذلك لعلاج الشيزوفرينيا والاضطراب ثنائي القطب لدى البالغين. ووفق ما ذكرته شركة (جونسون أند جونسون) فإن العقار المضاد للانفصام لا يشفي من التوحد ولا يعالج الحالة ذاتها ولكن ربما يجعل هناك راحة لبعض الأطفال.وكانت منظمة الغذاء والدواء قد رفضت في عام 2005م توسع علاج (راسبيردال) وهو يعرف أيضا بالراسبيردون وذلك لعلاج التوحد، والآثار الجانبية الشائعة للعقار تتضمن الدوخة والإمساك والإرهاق وزيادة الوزن. خلل في النظام العصبي الانعكاسي دراسة أخرى تبحث في الأسباب لباحثين من جامعة كاليفورنيا - لوس أنجلوس تقول إن الأطفال ذوي التوحد يفتقدون نشاطا دماغيا أساسيا يساعدهم على فهم مشاعر ورغبات الآخرين؛ حيث أوضح بحث جديد بالرنين المغناطيسي أن النظام العصبي الانعكاسي Mirror Neuron System لدى الأطفال ذوي التوحد لا يؤدي وظيفته بخلاف الأطفال الطبيعيين عندما يقلدون أو يلاحظون تصرفات غيرهم. وتدعم هذه الدراسة التي نشرت في صحيفة Nature Neuroscience الدليل على أن سبب المشاكل الاجتماعية المرتبطة بالتوحد هو خلل عصبي. وتقول (ميريلا دابرتو) قائدة البحث والأستاذة المساعدة المقيمة في علم النفس والعلوم السلوكية الحيوية Biobehavioral ومؤلفة الدراسة: نحن سعداء حيث إن هذا البحث يدعم بحق أعراضا متعددة رئيسية للتوحد. وعادة فإن الانعكاسات العصبية تحدث عندما يقوم الشخص بعمل أو مراقبة نفس العمل عندما يقوم به الآخرون. على سبيل المثال: عندما تلعب البنت لعبة نط الحبل فإن الانعكاسات العصبية تنطلق من منطقة الذاكرة والتركيز في مقدمة الدماغ. وعندما يشاهد طفل غير توحدي هذه البنت فإن انعكاساته العصبية تنشط أيضا. وتبين دراسات جديدة أن مثل هذا النشاط الدماغي يُمكننا من أن نفهم بشكل تلقائي ما ينوي الأشخاص القيام به وكيف يشعرون. أما الأطفال ذوو التوحد على أي حال فهم في الغالب يسيئون فهم التعابير الشفهية وغيرها مثل الإشارات المعبرة عن الغضب أو الفرح أو العواطف الأخرى التي لدى الآخرين، وباختصار فإن الأطفال ذوي التوحد ينقصهم الحس الناضج للتعاطف مع الآخرين. وقد وجد الباحثون أنه كلما أظهر الأطفال التوحديون ذوو الكفاءة الأعلى أعراض توحد أكثر قلت وظيفة الجهاز العصبي الانعكاسي لديهم. وقد قارن الباحثون في معهد Semel بين عشرة أطفال توحديين من ذوي القدرات العالية تتراوح أعمارهم بين عشرة وأربعة عشر عاما مع أقرانهم الطبيعيين وذلك باستخدام الرنين المغناطيسي MRI لقياس نشاطهم الدماغي، وأثناء الدراسة طُلب من كل طفل أن يقلد ويلاحظ 80 صورة مختلفة تعبر عن مشاعر الغضب والخوف والسعادة والحزن وبخلاف الأطفال ذوي النمو الطبيعي فإن الأطفال ذوي التوحد لم يظهروا أي نشاط يذكر في جزء الدماغ المسؤول عن وظيفة الانعكاس العصبي. وقالت (دابرتو) إن هذه الدراسة أثبتت أن الجهاز العصبي الانعكاسي في التوحد ولدى الأطفال ذوي التوحد لا يؤدي وظيفته وإن هذه الدراسة تفتح الطريق أمام أفكار وعلاجات جديدة ونظرات أعمق للتوحد. وقد أثنى معلمو الأطفال ذوي التوحد على هذه الدراسة الجديدة وذكروا أنها ستساعد على التشخيص والتدخل المبكر للتوحد، وقالوا أيضا إن نتائج الدراسة يمكن أن تساعد على تمويل أبحاث أكثر حول اضطراب طيف التوحد. وقالت إخصائية علم النفس (لورا ستيفينز) التي تترأس برنامج اضطراب طيف التوحد التابع لمجموعة HELP التي تدير ثلاث مدارس للأطفال التوحديين في Sherman Oaks إن هذه الدراسة ستساعد الناس على فهم ما هو العائق الذي يقف في طريق الأطفال ذوي التوحد، وتضيف أن ما توضحه هذه الدراسة في الواقع هو أن ما يُمكن لهؤلاء الأطفال القيام به هو تقليد تعابير الوجه أما ما لا يُمكنهم القيام به فهو التعبير عن عواطفهم حيث يستطيع الأطفال ذوو التوحد القيام بعمل الأساسيات ولكنهم لا يستطيعون أن يفهموها. عوامل الحمل والولادة دراسة أخرى تبحث عن تطرقت إلى فترات الحمل والظروف التي تمر بها الأم وعوامل الحمل والولادة وعلاقتهما باحتمالية التوحد. ووفق الدراسة الحديثة المدعومة جزئياً من قبل مركز Center for Disease Control and Prevention - CDC فإن عوامل الحمل وتاريخ الحالة النفسية لأولياء الأمور والولادة المبكرة ربما تكون مرتبطة باحتمالية الإصابة بالتوحد. الدراسة نشرت في الإصدار الحديث لمجلة American Journal of Epidemiology. وركَّز البحث (الذي خص دراسة وطنية لعدد 698 من الأطفال الدنماركيين جميعهم من ذوي التوحد الذين ولدوا بعد عام 1972 وشخصوا قبل عام 2000) على عوامل الولادة مثل (الولادة وخصائص حديثي الولادة، وخصائص الحمل، ومواصفات أولياء الأمور) والتاريخ النفسي لأولياء الأمور. على سبيل المثال: (هل تم تشخيص الوالدين بمرض نفسي من قبل تاريخ تشخيص الطفل بالتوحد)، والحالة الاجتماعية - الاقتصادية، على سبيل المثال: (الحالة التعليمية للأم والحالة المادية للوالدين عند ولادة الطفل). واقْتَرَحَ بحث سابق أن كل مجموعة تمثل أو تحتوى على عوامل محتملة للتوحد. وقال الدكتور Jose Cordero مدير مركز National Center on Birth Defects and Developmental Disability إن هذه الدراسة خطوة مساعدة في التعرف على العوامل المحتملة في التوحد، وتوضح أيضا أن هناك أطفالا يجب أن نراقبهم عن كثب وذلك بخصوص علامات تأخر النمو. في السنوات الحديثة هناك عدة برامج ودراسات وجدت أن اكتشاف التوحد واضطرابات النمو مبكراً هام جدا؛ لأن العلاج سيسهم في تحسن حالة تطور الطفل. بعض العوامل المحددة التي وجدت الدراسة أن لها علاقة باحتمالية التوحد تضمنت: خروج الطفل بمؤخرته أثناء الولادة، والولادة قبل 35 أسبوعا، وأولياء الأمور الذين تم تشخيصهم بأعراض شبيهة بالانفصام قبل تشخيص حالة الطفل بالتوحد، وقلة الوزن أثناء الولادة. والدراسة أيضا وجدت العديد من هذه العوامل وحدها مرتبطة بالتوحد. على سبيل المثال كانت هناك علاقة بين أحداث الولادة غير السارة والتوحد بغض النظر عن إذا ما كان الوالدان قد سبق تشخيصهما بمرض نفسي. وقالت ديانا شيندل CDC Epidemiologist: نحن بحاجة إلى دراسة إضافية عن دور أحداث الولادة، تتضمن احتمالية تفاعلهم مع العوامل الجينية لنتعرف أكثر على احتمالية مسببات التوحد. وقالت: نحن أيضا بحاجة إلى بحث إضافي للتحقق من أن العوامل التي تم التعرف عليها تلعب دورا فعليا في الإصابة بالتوحد. الآن نحن فقط تعرفنا على العلاقة المحتملة، ولكن إذا وجدنا سبب وعلاقة التأثير فإن ذلك سيساعد جهودنا لمنع التوحد. جينات تسبب التوحد يعتقد الباحثون في جامعة (أوتاه) أنهم يعرفون المنطقة العامة التي يمكن أن يتواجد فيها أحد الجينات التي تسبب التوحد، لكنهم يحتاجون إلى دعم العائلات التي يوجد بين أفرادها فرد واحد على الأقل مصاب باضطرابات سلوكية، حيث إن ذلك سيساعدهم على تسهيل وتضييق نطاق البحث. وتعتبر دراستهم، التي نشرت في (هيومن هريدتي أون لاين)، وهي جزء من مشروع البحث العلمي الخاص بالتوحد، والذي تقوم به جامعة (أوتاه)، والذي يستخدم من بين عدة أدوات الموارد الكبيرة الخاصة بالتاريخ الجيني، بما في ذلك قاعدة المعلومات السكانية الخاصة ب (أوتاه) والتي تحتوي على معلومات جينية مخزنة في الكمبيوتر لمائة وسبعين ألف عائلة من (أوتاه) المكون عدد أفرادها من 1.6 مليون فرد. وبعض هذه المعلومات يعود تاريخها إلى بدايات تأسيس الولايات المتحدة.وقالت هيلاري كوون، المؤلفة الرئيسية والأستاذ في الطب النفسي: إن الباحثين استخدموا الحمض النووي من آلاف الجينات قبل أن يتوصلوا إلى استنتاج أن هناك منطقة في الكروموسوم 3 التي ربما تكون المكان الذي يوجد به الجين المسبب للتوحد. وقد توصل العلماء إلى هذا الاستنتاج عن طريق مراقبة الاختلافات في الحمض النووي لأجيال متعاقبة من عائلة واحدة في أوتاه يتركز فيها التوحد بصورة غير طبيعية. وقد قاموا بمعاينة 31 فرداً من نفس العائلة التي تنحدر من شمال أوروبا، وكلهم ينحدرون من أب وأم واحدة. وقد تبين لهم أن هناك سبعة أفراد منهم مصابين بالتوحد أو لديهم اضطرابات مرتبطة بالتوحد. وقالت كون: إنهم في سياق بحثهم استبعدوا أحد الجينات التي كانوا يعتقدون أنها تسبب التوحد. وقالت (كون) إن هذا البحث العلمي يميل إلى تأكيد نتائج دراسات أجريت مؤخرا على عائلات فنلندية حيث كانت هذه الدراسات تستهدف نفس منطقة الكروموسوم 3 وأضافت أن هذه أخبار سارة حيث تبين أن الباحثين يسيرون في المسار الصحيح. وقالت (كون) إنه ليس من المحتمل أن يكون التوحد هو نتيجة تغير في جين واحد، لكن ربما تصاب عدة جينات وتؤدي إلى أنواع مختلفة من الاضطرابات، كما أنها تختلف من عائلة إلى أخرى؛ ولهذا السبب فإن الباحثين يحتاجون إلى أفراد أكثر لإجراء البحث عليهم. وإذا ما ثبت ذلك، فإن هناك جينات أخرى على كروموسومات أخرى يمكن أن تسبب التوحد أيضا.وقد اشتمل الجزء الفني من الدراسة على استخدام شريحة زجاجية تحتوي على أجزاء قصيرة من الحمض النووي معروفة الاختلافات في التسلسل الجيني. وقد تم فصل الأجزاء المكونة للحامض النووي للأفراد الخاضعين للدراسة وتم لصقها بالحامض النووي على الشريحة مع إتاحة الفرصة لمشاهدة الاختلاف في التسلسل الجيني بين الاثنين بشكل شامل. ويقول الباحثون إن احتمال انتقال نفس الجينات المختلفة الموجودة في منطقة من الكروموسومات إلى عدة أجيال من نفس العائلة لتسبب آثارا مضاعفة هو احتمال ضعيف. وهذه الأنواع من القوالب المتماثلة تجعل منطقة الكروموسومات مكانا جيدا للبحث عن أي رابطة تدل على المرض. وهم يأملون أن يحصلوا على متطوعين من عائلات مصابة بحالات فردية ومضاعفة من التوحد. ويقدم المتطوعون عينات من الدم وبعض الفحوص السريرية. وقالت كون: إننا نعمل على التأكد من أن ذلك لا يشكل عبئا كبيرا على هؤلاء الأفراد وهم مهتمون بالأشخاص المصابين بكل أنواع التوحد. التغير المفاجئ للجين الأُحادي وفق ما ذكر في البحث الذي قاده فاندربيلت ليد فإن احتمالية الإصابة بالتوحد لدى الأطفال تتضاعف مع التغير المفاجئ للجين الأحادي single gene mutation. هذا الاكتشاف له تعقيدات بعيدة النطاق بسبب هذا الجين، نموذج مختلف من جين يسمى MET ليس كونه خصيصا جينا دماغيا بل على الأحرى جين له تأثيره في الأنظمة المختلفة في الجسم مثل الوظيفة المناعية وإصلاح الأمعاء. لأجل ذلك استنتج الباحثون أن التوحد هو مجموعة من الاضطرابات السلوكية والعقلية ربما لا يكون وحده مشكلة في تطور الدماغ ولكن بالأحرى مرتبط بمشكلات تطورية دقيقة في أنحاء الجسم. الدكتور ليفيت وزملاؤه في البحث اقترحوا أن يفترضوا أن الخلل الوظيفي في اختلاف جين MET مع الجينات ذات القابلية وعوامل البيئة يستطيع أن يحدث فجأة بداية التوحد. ووفق ما ذكره ليفيت وزملاؤه فإن جين MET يُشّفِر إنزيما هاماً يسمى مستقبل MET الذي يرسل إشارات مهمة لنمو الدماغ ونضوج الدماغ والوظيفة المناعية وإصلاح الأمعاء. وقد أبلغ معظم أولياء أمور الأطفال ذوي التوحد بأن أطفالهم يعانون من مشاكل في الهضم واختلافات في الاستجابة المناعية. وهذا لم يكن واضحا أنه مرتبط بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالتوحد لديهم.وأشار ماثيو دبليو مدير برنامج الجينات العصبية في جامعة Yale في افتتاحية رئيس الخاصة برئيس التحرير إلى أن ربط جين MET بالتوحد يفتح الباب إلى إثارة جديدة. أسباب العجز اللغوي أوضحت دراسة جديدة لتصوير الدماغ ذات دلالة اختلافات واضحة في الدماغ بين الأولاد التوحديين الذين لديهم ضعف في اللغة وبين الأولاد الطبيعيين. ونشرت هذه الدراسة في 11 أكتوبر 2004 على الإنترنت في Annals of Neurology حيث وجدت بوضوح أن مركز اللغة في الدماغ Broca's area طبيعي لدى الأولاد التوحديين الذين لديهم قدرات لغوية طبيعية. وبالمقابل فإن الأولاد التوحديين الذين لديهم مشاكل لغوية لديهم تغييرات دماغية تتطابق مع التغييرات التي وجدت مع الأولاد غير التوحديين الذين يعانون من اضطراب نادر يسمى اضطراب الضعف اللغوي المحدد Specific Language Impairment-SLI.وقال الدكتور جاي هاريس من مستشفى ماساتشوسيتس العام في بوسطون إن مقياس هذه التغييرات للاختلافات الدماغية في مجموعة الدراسة كان على الأرجح عاليا أتاح باستخدامها كاختبار تشخيصي للأهداف الفردية. على أي حال هذه الدراسة تدعم بقوة مراجعة وظائف العجز اللغوي في التوحد واضطراب اللغة المحدد SLI على أنها تمزق في النمو العصبي والأحياء العصبية. وعلى الرغم من أن التوحد يؤثر في عدة مظاهر من التواصل والتفاعل الاجتماعي إلا أن الصعوبات اللغوية تعتبر ضمن العجز الأساسي للمرض. وقد لاحظ الباحثون أن العجز اللغوي في التوحد شبيه بما لوحظ في اضطراب اللغة المحدد SLI. الأطفال ذوو اضطراب اللغة المحدد SLI لديهم تأخر في التطور اللغوي ولكن تطورهم الإدراكي والاجتماعي يجري بصورة طبيعية. هناك دلائل على أن الشذوذ الجيني ربما يكون أساسيا لهذين الاضطرابيين. على سبيل المثال: الأطفال ذوو اضطراب اللغة المحدد SLI ربما لديهم أخ أو أخت أو قريب من ذوي التوحد. ولكن هناك ملاحظة ذات مدلول وهي أن الأطفال ذوي التوحد بعضهم لديهم قدرات لغوية طبيعية. هذا يدعم فكرة أن التوحد اضطراب فردي أقل، ومجموعات أكثر من الاضطرابات ذات العلاقة مع تداخل في الأعراض. وقالت إن إل. فونداس الخبيرة في علم الإدراك والسلوك والأعصاب في جامعة تولين في نيو أورليانز: إنه من المعروف جيدا أن الأفراد ذوي التوحد عادة لا يستجيبون للعلاج. قد يكون هذا النقص في الاستجابة لهذا للعلاج ليس لأن العلاج لا يعمل ولكن على الأصح لأن هذه العلاجات تعمل فقط في مجموعات محددة من المجموعات البيولوجية. وقد استخدم هاريس ومجموعته سابقا الرنين المغناطيسي لمقارنة منطقة اللغة في الدماغ لدى الأولاد ذوي التوحد والأولاد ذوي النمو الطبيعي. ولاحظوا أن هناك تغييرات في منطقة استيراد اللغة من منطقة الدماغ الأيسر إلى منطقة الدماغ الأيمن في التوحد. أيضا نصفا الدماغ كبيران ومتناسقان مع المجموعة الشبيهة من خلايا العصب ونمط الترابط في كل جانب، هناك اختلافات. الجزء الأيسر من الدماغ في معظم الناس الذي يستخدمون اليد اليمنى يسيطر على الفهم وإنتاج اللغة. مركز اللغة Broca's area سمي في القرن التاسع عشر من قبل عالم الأعصاب الفرنسي Paul Broca يعتبر أكبر في النصف الأيسر من الدماغ في معظم الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى. وفي دراسة نشرت قبل عدة سنوات وجد هاريس ومجموعته الوضع قد انعكس في مجموعة من الأطفال ذوي التوحد الذين يستخدمون اليد اليمنى حيث إن مركز الكلام Broca's area ما زال متطابقا بين نصفي الدماغ ولكن النصف الأيمن كان أكبر نسبيا عوضا عن النصف الأيسر من الدماغ. أما في الدراسة الحديثة فقسم الباحثون مجموعة جديدة من الأولاد ذوي التوحد إلى مجموعة من الذين لديهم لغة ومجموعة من الذين لديهم عجز لغوي، وأيضا نظروا إلى الأولاد ذوي اضطراب اللغة المحدد SLI والأولاد ذوي النمو الطبيعي.وقال هاريس إن الدراسة أوضحت أولا أن هناك قاعدة في المخ تربط بين التوحد واضطراب اللغة المحدد SLI والقدرات اللغوية. وكلتا المجموعتين من ذوي التوحد وذوي اضطراب اللغة المحدد SLI أظهروا انعكاسات متماثلة في منطقة اللغة، بينما كلتا مجموعتي الأولاد ذوي اللغة الطبيعية ومجموعة ذوي التوحد والتحكم اللغوي كان لديهم نفس اللا تناسق. علاوة على أن هاريس لاحظ أن درجة العجز اللغوي كانت مرتبطة بدرجة اللا تناسق في مركز اللغة Broca's area. وعلق فونداس على أن هذه الدراسة تمثل إضافة رئيسية إلى المجال. وجوهريا فإنه لو استطعنا أن نقسم المجموعات إلى أقسام جزئية اعتمادا على قياس الأهداف، على سبيل المثال: الإدراك العصبي، والجينات، أو اختبارات التصوير العصبي، فإننا ربما نكون قادرين أكثر على اختيار وعلاج الأشخاص ذوي اضطراب الضعف في التطور العصبي neurodevelopmental disorder مثل التوحد واضطراب اللغة المحدد بفاعلية. نظام OPIOD في الدماغ في تقرير جديد نشره الباحثون الفرنسيون والإيطاليون في (نشرة العلوم) قالوا: إن خللا في مجموعة الدارات الكهربائية ربما يساعد على تفسير لماذا يستعرض التوحديون السلوك اللاّ اجتماعي؟ وعلى مدى السنين يشتبه الباحثون بأن نظام مستقبلات المخدر OPIOID في الدماغ والمرتبط بالسلوكيات ذات العلاقة بالألم والمتعة والإدمان ربما يكون على ارتباط ما بالتفاعلات الاجتماعية أو ضعفها لدى التوحديين. حاليا.. أوضح الباحثون الأوروبيون أن الفئران التي تم تعديلها جينيا ليكون لديها ضعف في مستقبلات المخدر في الدماغ والواقعة على سطح خلايا المخ كانت استجابتها مختلفة عندما تم إبعادها (الفئران) عن أمهاتها. وكانت أيضا استجابتها غير طبيعية لعقار المورفين المخدر الذي عادة ما يخفف الألم على عكس الفئران الطبيعية. واستنتج الباحثون أن اللاّ مبالاة الاجتماعية التي يستعرضها التوحديون ربما تكون مرتبطة بنظام إشارة المخدر في المخ. وقالت الباحثة المساعدة في الدراسة فرانسيسكا داماتو وهي باحثة في مركز CNR Institute of Neuroscience، Psychology and Psychopharmacology في روما إن مخدرات المخ تلعب دورا جوهريا في تعزيز الدارات الكهربائية بحيث تساعد الأفراد على فهم ما هو الأصلح لهم. وبالعمل مع الفئران، ركز الباحثون على نظام المخدر في المخ الذي ينظّم جزئيا بواسطة مستقبلات U-Opioid الواقعة على سطح الخلايا، وذلك لمعرفة إذا ما كانت مستقبلات U- Opioid أيضا قد لعبت دورا في سلوك ألفة وترابط الرضيع بأمه. ولعمل ذلك راقب الباحثون عن قرب الفئران حديثة الولادة والمعدلة وراثيا (التي لديها ضعف في المستقبلات)؛ وذلك لملاحظة كيفية استجابة تلك الفئران عندما يتم استبعادها عن أمهاتها. ووفق ما ذكره فريق الدكتورة (داماتو) فإن الفئران التي ليست لديها مستقبلات المخدر كانت أقل اتصالا بأمهاتها من الفئران الطبيعية. علاوة على ذلك عندما قام الباحثون بإعطاء عقار المورفين المخدر للفئران الطبيعية قللت لديها الألم، ولكنها كما كان متوقعا لم تؤثر في الفئران التي ليس لديها مستقبلات المخدر. إن الأفراد التوحديين لديهم صعوبات في التفاعل مع الآخرين ويبدون متحفظين ولا مبالين اجتماعيا، بحيث يرى فريق داماتو أن اللّوم يقع على نظام إشارة المخدر في المخ Opioid Signaling System. واستنادا إلى الجمعية الأمريكية للتوحد فإن قرابة مليون وخمسمائة ألف مصاب بالتوحد في الولايات المتحدة الأمريكية تظهر لديهم علامات مطابقة في السنوات الثلاث الأولى من أعمارهم. وعادة ما يؤثر هذا الاضطراب في المخ في مناطق التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل. والأفراد التوحديون لديهم مشاكل في التواصل اللفظي وغير اللفظي ولديهم بصفة عامة مشاكل في التفاعل مع الآخرين. وقال (أندي شيه) مدير الأبحاث والبرامج في National Alliance For Autism Research. إن الدراسة مثيرة ومشوقة بحيث أوضحت الدكتورة (داماتو) بدقة أن نظام مستقبلات المخدر في المخ يلعب دورا في سلوك الألفة والارتباط، وأن نتائج استخدام الفئران المعدلة وراثيا مقنعة. وأضافت أن التحدي في أي دراسة حيوانية هو كيفية ربط العلاقة بالسلوك الإنساني، وشدد (أندي شيه) على أنهم بحاجة إلى بحث إضافي. نمو الدماغ لدى التوحديين لا أحد يعرف قطعيا ما هو سبب التوحد، ولكن العلماء يُرّكزون على بعض الاختلافات البيولوجية بين أطفال التوحد والأطفال ذوي النمو الطبيعي. وفي بحث جديد، وُجد أن الدماغ لدى أطفال التوحد أكبر من معظم الأطفال ولكن كبر الدماغ ليس بالضرورة أفضل، وذلك لأن أطفال التوحد غير قادرين على التعرف أو التفاعل مع التغيرات العاطفية لدى الآخرين. تقول الباحثة جيرالدين داوسون مديرة مركز التوحد بجامعة واشنطن: إن هذه الدراسات تخبرنا بأن المشاكل المرتبطة بالتوحد هي ذات مستوى أساسي من الإجراء العاطفي والاجتماعي. ودرس الباحثون في جامعة واشنطن مجموعة تتكون من 50 طفلا تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات بعضهم لديهم توحد والبعض لديهم تأخر في النمو والبعض الآخر لديهم نمو طبيعي. تقول الباحثة داوسون إن أطفال التوحد لديهم اختلافات في الأعراض. ووفق ما ذكرته الباحثة داوسون فإن أول الأشياء التي لاحظها زميلها البروفيسور ستيفن داجر (بروفيسور في الطب النفسي والأشعة) هو أن أدمغة الأطفال التوحديين أكبر بنسبة 10 % من الأطفال ذوي النمو الطبيعي أو الذين لديهم تأخر في النمو. تقول الباحثة داوسون: عند الولادة يكون حجم الدماغ طبيعيا، لذلك فإن شيئا ما يحدث بين الولادة وسن الثالثة يزيد سرعة نمو الدماغ لدى الأطفال التوحديين. وباستخدام نوع خاص من تصوير الرنين المغنطيسي اكتشف البروفيسور داجر أيضا أن جزءا من الدماغ يعرف بمنطقة AMYGDALA منطقة على شكل اللوزة في الدماغ، كبير وغير متكافئ لدى الأطفال التوحديين. ووفق ما ذكرته الباحثة داوسون فإن AMYGDALA جزء من الدماغ يستخدم للإجراءات العاطفية، وخصوصا لالتقاط تلميحات العواطف لدى الناس. وتقع AMYGDALA في الفصيصات في كلا الجانبين من المخ خلف الصدغ. وتقول داوسون: إن هذه الاكتشافات مهمة؛ لأننا نعلم أن مشاكل التوحد تكمن في التواصل مع عواطف الناس.فريق داوسون يرغب في أن يرى كيفية تفاعل الأطفال التوحديين لصور من الناس يستعرضون تعبيرات عاطفية مختلفة. وبعد أن تم تثبيت حساسات SENSORS لمراقبة أنشطة الأدمغة عُرضت على الأطفال صورتان واحدة لسيدة ذات تعبيرات طبيعية والصورة الأخرى لسيدة ذات تعبيرات مرعبة. ووفق ما ذكرته داوسون فإن الباحثين اختاروا الصورة ذات التعبيرات المرعبة لسببين هما أن AMYGDALA حساسة جدا لالتقاط الرعب. ومن البحث لدى الأطفال ذوي النمو الطبيعي يعرف أن الأطفال في سن سبعة أشهر يُظهرون تفاعلا مختلفا للوجه المرعب عن الوجه الطبيعي. تقول داوسون: إن هذه الاستجابة ربما نمت خلال النشوء لأنه من الضروري بمكان أن تكون قادرا على الاستجابة إذا كان الفرد الآخر يظهر الرعب. على أي حال تقول داوسون: الأطفال ذوو التوحد ليست لديهم اختلافات في نشاط المخ عندما عرضت عليهم الصورتان بينما الأطفال ذوو النمو الطبيعي أظهروا استجابة دماغية أكبر عندما شاهدوا الصورة المرعبة. وهذا يقترح أنه في المرحلة الأساسية، أن هؤلاء الأطفال لا يفسرون أو يستجيبون لالتقاط العواطف بالطريقة الطبيعية. وتقول: إن هناك أجزاء من الدماغ مشوشة. وأضافت أنه بمعرفة هذا يمكن التوصل إلى أفضل الطرق لبرامج التدخل المبكر. وإذا كان الطفل لم يستجب عند 10-12 شهرا فإن ذلك تحذير لأن نقوم بفحص التوحد لدى الطفل. والتدخل المبكر هام جدا؛ حيث إنه كلما بدأ العلاج مبكرا كانت هناك فرصة لإعادة ربط نمو الدماغ.نتائج هذا البحث عرضت في الاجتماع الأول لبحث التوحد الذي هو جزء من الاجتماع السنوي لجمعية علم الأعصاب. ويقول نائب رئيس الشؤون الطبية للتحالف الوطني لبحث التوحد الدكتور إريك لوندون إن منطقة البحث في الدماغ من المناطق المهمة جدا. وأضاف الدكتور لوندون أنه ربما تكون هناك اختلافات بيولوجية مميزة جدا ذات علاقة بالتعرف على الوجوه وفي هذه الحالة ينتهي بنا الوضع إلى علاج لها عندما يكتشف الباحثون قطعيا ما هو الخلل في أدمغة الأطفال التوحديين. مناطق الدماغ لدى البالغين التوحديين لا تتواصل بفاعلية قدمت نظرة جديدة على أدمغة ذوي التوحد من البالغين دلائل جديدة على أن مناطق المخ المختلفة لدى ذوي الاضطرابات النمائية ربما لا تتواصل مع بعضها البعض بفاعلية كما تتواصل في الأفراد الآخرين. وقد أشار الباحثون من مركز التوحد بجامعة واشنطن في الاجتماع السنوي لجمعية العلوم العصبية إلى أول دراسة تقيس النشاط العصبي باستخدام تخطيط الدماغ بتقنية ذات وضوح أكبر EEG لفحص الترابط في قشرة الدماغ في الجزء الذي يتعامل مع إجراءات الإدراك ذات المراحل العليا. ووفق ما قاله الباحث ميخائيل مورياس قائد الدراسة: إنه بمقارنة الأفراد ذوي التطور الطبيعي، وجد العلماء نموذجا من الترابط الشاذ في مناطق الدماغ لدى ذوي التوحد. هذا الشذوذ أظهر كلا من زيادة أو قلة الترابط بين الخلايا العصبية في أجزاء مختلفة من قشرة الدماغ. وقام الباحثون في جامعة واشنطن بتحليل تخطيط الدماغ EEG المأخوذ من 36 بالغا تراوحت أعمارهم بين 19 و38 سنة نصفهم مصابون بالتوحد وجميع اختبارات الذكاء لديهم كانت لا تقل عن نسبة 80%، وقد تم تجميع تخطيط الدماغ الذي يقيس نشاط مئات الملايين من خلايا الدماغ مع 124 قطبا electrode بينما كان الأشخاص جالسين ومسترخين وكانت أعينهم مغمضة لمدة دقيقتين. الباحثون وجدوا نمطا أكبر من النمط الطبيعي من نقص الترابط العصبي في النصف الكروي للدماغ وخصوصا في الفص الصدغي temporal lope لدى الأشخاص ذوي التوحد في ترددين من موجات الدماغ، مجموعة delta وtheta هذا الجزء من الدماغ مرتبط بالخلل اللغوي حيث يعاني الكثير من ذوي التوحد من خلل باللغة. النموذج الشامل من قلة الترابط العصبي بين الفصيصات الأمامية وبقية الدماغ لدى ذوي التوحد ظهرت على مجموعة موجات ألفا alpha. وتدعم هذه الاكتشافات عدة دراسات أخرى استخدمت تقنية تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي وpositron emission tomography وكلاهما يقيس نشاط الدماغ بواسطة قياس تدفق الدم. الدراسات التالية للحادثة أيضا تقترح أن هناك خللا في التواصل على المستوى الفردي لخلايا الدماغ. الباحثون لديهم عدة استخدامات على وجه الخصوص. ويوقن مورياس بأن الشذوذ في نموذج نشاط الدماغ يعتبر علامة بيولوجية واعدة للتوحد وربما تساعد في تحديد نشأة الظاهرة أو الصفات الرئيسة للتوحد. ويعتقد الزملاء في جامعة واشنطن أن تقنية تخطيط الدماغ يمكن استخدامها للمساعدة في الاكتشاف المبكر للتوحد في الأطفال وهو ما يعتمد عليه تقديم العلاج لهذا الاضطراب. زيت السمك مهدئ تقول دراسة جديدة: إن المكمل الغذائي المعروف باسم زيت السمك fish oil يهدئ الغضب ويتحكم في المشاكل السلوكية لدى الأطفال. الباحثون قاموا بدراسة مشاكل سلوكية وصعوبات عاطفية شملت 28 طفلا من ذوي التوحد أعمارهم بين 10 و16
|
|
|
| |
|