| |
لما هو آتً د. خيرية إبراهيم السقاف
|
|
هذيان كلمة...!! هل الكلمة هي الرَّمق المؤثِّر في العقول المفكِّرة الموحية بالقياسات العقليّة، الدافعة للتَّوجّهات التجريبيّة.. الصَّانعة لحياة الإنسان...؟ هل الكلمة هي الوجه الآخر لما يتحدَّث به الإنسان في جلساته ومدارات حواراته........؟ هل الكلمة هي المنتج لكلِّ خبرات لغة الإنسان التي تشكِّل كلماته؟ هل الكلمة هي اللقمة وهي الرأي وهي الفكرة وهي التعبير وهي المقصد وهي المرمى وهي البدء وهي الخاتمة...؟ هل الكلمة هي الباب والنَّافذة والصَّدر والنِّية...؟ من يمكنه أن يحصي عدد كلمات البشر مكتوبةً ومنطوقةً ومهموسةً وداخل الفكر؟ هل الكلمة هي التي تراود صاحبها عن الخروج للسَّطح المقروء أو المسموع...؟ أم هي ذاتها التي تكبحه عن إخراجها وتقرِّر أن تبقى في الصَّدر....؟ هل الكلمة هي الخاطر والرَّغبة والمشاعر والانفعالات...؟ هل الكلمة هي الخُلق... وشكل السُّلوك... ولون التَّفكير... وسماء المشاعر...؟ هل لا يزال لها هذا الرَّمق فتكون حيَّةً تنبض....؟ هل هي تحتضر فتحل حقبة الموت...؟ هل هنا (هل) واضحة لمن يقرأ فلا تكون استفهاماً لمعرفة بل إقراراً بعلم....؟ لماذا تُحَاصر بالقولبة ولا تكون للمرء سوى وسيلة وهي كل ذلك؟ أليست هي الشَّجرة التي تغذّيه وتظلّه وهي التي ترديه وتعرِّيه....؟ أليست هي التي لا يبدو بدونها... ولا يمثل دوره بغيرها... ولا يقدمه سواها...؟ أليس الإنسان بلسانه ولسانه هو كلمته؟ أليست الكلمة هي صاحبها....؟
|
|
|
| |
|