| |
نبض المداد هذه التي نريدها أحمد بن محمد الجردان
|
|
الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر في كل مكان وزمان قدرهم أنهم تحت المجهر وعين الرقيب، لذا ما هو حق وما هو باطل يشاع عنهم ويذاع حتى يصل إلى أقصى البقاع وخصوصا في زمننا هذا!!!، وليست المشكلة هنا لكنها تكمن في أن ذلك في الغالب يتم دون وسطية فهو بين تفريط وإفراط!!!. لسنا ضد النشر عن الأخطاء الحقيقية التي تقع بالفعل من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر كما يروج البعض ويعتقدون!!!، لكننا ضد ذلك الازدواج في التعامل مع أخطاء الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والتعامل مع أخطاء غيرهم ممن يعمل في الميدان وخصوصا مع الجمهور مباشرة والكيل في ذلك بمكيالين!!!. الملاحظ أن البعض عبر مجالسهم وكتاباتهم لا يرون تلك أخطاء الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر إلا بعين السخط، تلك العين المظلمة والظالمة التي لا تبدي إلا المساوئ وتغض طرفها وباحترافية عن المحاسن!!، فتجدهم يجعلون من الحبة قبة فيزيدون ويضخمون الخطأ حتى يخيل إليك وأنت تسمع صوتهم الأعلى بصخبه وضجيجه مع أنه ليس في الواقع هو الأصدق أن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر قد نزعت من قلوبهم الرحمة إلى درجة أنهم لا يعرفون أدنى أبجديات التعامل الإنساني!!. وكذلك الملاحظ أننا نجد في ذات الوقت من ينظر إلى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر على أنهم ملائكة معصومون عن الزلل، بل ينطلقون في ذلك من منطلق ربما وصل إلى حد الجزم الذي لا شك فيه إلى درجة أنهم يجزمون أن كل ما يقال عن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر كذب وافتراء جملة وتفصيلا، ويا ليتهم يجزمون بذلك بعد أن يتحققوا ويتثبتوا، وهذا سببه النظر بالعين الأخرى وهي عين الرضا تلك العين الظالمة التي لا تبدي إلا المحاسن وتغض طرفها وباحترافية أيضا عن المساوئ!!. نحن في هذا بين إفراط وتفريط والصحيح أننا لا نريد كلا العينين لا تلك التي لا ترى إلا العيوب، ولا تلك التي لا ترى إلا المحاسن، لأنهما في الواقع عينان لا تبنيان بل تهدمان وتفسدان ولا تصلحان.إن العين التي نريد أن تسلط على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر من أجل الرقي بأدائهم هي عين العدل تلك العين الوسطى بين عين الرضا وعين السخط؛ لأنها عين الحق والحقيقة، وعين البناء والنماء، وعين الصلاح والإصلاح، تلك العين الصادقة والمحقة التي إن رأت قصورا سلطت الضوء عليه راجية علاجه، وإن رأت نجاحا سلطت أيضا الضوء عليه راجية استمراره ونماءه، إنها في الحقيقة عين تبني ولا تهدم، وتصلح ولا تفسد وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(8) (سورة المائدة.)
ajardan@maktoob.com |
|
|
| |
|