Al Jazirah NewsPaper Friday  01/12/2006G Issue 12482أفاق اسلاميةالجمعة 10 ذو القعدة 1427 هـ  01 ديسمبر2006 م   العدد  12482
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

في غفلة عن تحكيم شريعة الله في الأخلاق
تقنية البلوتوث بين الضرورة وإساءة الاستخدام

* تحقيق - محمد بن إبراهيم السبر(*):

البلوتوث تقنية حديثة في عالم الهواتف النقالة، تحكي ثورة الاتصالات المعاصرة، وما يميز هذه التقنية أنها تمكن من نقل مقاطع الفيديو والصور ضمن مسافة محددة دون معرفة المصدر المرسل لهذه الصور.. وهذه التقنية كغيرها من التقنيات لها سلبيات وإيجابيات، ومنافع ومضار، ومما يؤسف له أن فئام من الناس بات يخفي نفسه الدنيئة ويستخدم هذه التقنية في تحقيق مآرب سيئة تتجاوز خصوصيات الآخرين، في مجاهرة بالمعصية عن طريق بثها، وانهمك الشباب في تتبع المقاطع والصور بشكل ينذر بخطر..

إنها حلقات من التتابع تنذر بخطر داهم يتطلب معه تلمس الدواء قبل استفحال الداء على جميع المستويات رجال ونساء، أبناء وبنات، شباب وفتيات؛ لنلمس نقطة علّها توقظ مراقبة الله في الذات وخوفه في السر والعلانية.. فإلى التحقيق..

أضرار عقدية

في البداية تحدث لنا فضيلة الشيخ بسام بن سليمان اليوسف رئيس مركز البحوث والدراسات المساعد بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجال بيان أضرار استعمال البولوتوث حيث يقول: غالب استخدام هذه التقنية الذي نراه حالياً في الشر ومعصية الله عز وجل للأسف الشديد، ولذلك ما زال المجتمع يعاني من أضرارهما، وتتنوع أضرارهما من عقدية إلى أخلاقية إلى تجاوز الخصوصيات، ومن أهم أضرارهما العقدية، والأخلاقية وغيرهما من الأضرار يمكن أن نخلص التالي:

أضرار البلوتوث العقدية: وذلك من خلال بعض الرسائل التي تحتوي على طُرف ونكات، لكنها لا تخلو غالباً من الاستهزاء بالدين وأهل الخير والصلاح، وقد قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ).. وأيضاً باستحلال ما فيه من الصور والمقاطع ونشرها وسرقتها وغير ذلك، ولا شك أن أعراض المسلمين محرمة عليهم، كما قال النبي صلى الله عيه وسلم: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) رواه البخاري ومسلم، وإذا كان المسلم مطالباً بستر عورة أخيه المسلم، كما ورد في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة) فما بالنا بمن يقوم بخلاف ذلك.

المجاهرة بالمعصية

من جانبه يوضح إمام جامع الجهيمي بالرياض الشيخ عبدالرحمن بن محمد العامري أن ما يحدث عبر هذه التقنية من استخدامات سيئة وأعمال عابثة أنها من المجاهرة بالمعصية حيث يقول فضيلته: من أعظم البلاء ومن أعظم المصائب المجاهرة بالمعاصي وهو مرض نفى العافية عمن وقع فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين)، ومعناه أن كل واحد من الأمة يعفى عن ذنبه ولا يؤاخذ به إلا الفاسق المعلن بالمعصية..) والمجاهر بالمعصية قد وقع في مصيبة بل أعظم من المصيبة من عدة وجوه: الأول: أنه هتك ستر الله عليه. الثاني: أنه جعل الله أهون الناظرين إليه. الثالث: أنه يعلم أنها حرام ويعملها على حد قول القائل:

إن كنت لا تدري فتلك مصيبة
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

وأضاف العامري والمجاهرة بالمعاصي تؤثر على صاحبها وتكسبه عدم الخوف من الله سبحانه وتعالى والاستمراء في فعل الباطل وتكسبه ظلمة في الوجه لأنه: (جعل الله أهون الناظرين إليه) وذلك لأن الله ستره فيما عمل بالليل فأصبح يخبر به الناس وكأنه يقول: هذا حلال لأنه قد نسي أو تناسى أن الله يمهل ولا يهمل، ونسي أنه ظالم لنفسه وأن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ولو أنه استشعر أنه الله يراه لم يفعل ذلك.

قال الشاعر الأندلسي:

وإذا خلوت بريبة في ظلمة
والنفس داعية إلى الطغياني
فاستحي من نظر الإله وقل لها
إن الذي خلق الظلام يراني

أضرار أخلاقية

ثم تطرق الشيخ بسام إلى أضرار البلوتوث الأخلاقية فقال: ما زال هؤلاء الشباب الذين أغواهم الشيطان، يتصيدون عورات المسلمين، عبر كاميرات الجوال أو عن طريق البلوتوث، فالمقاطع المخزية، والأفلام الإباحية، وصور نساء المسلمين من حيث يعلمن أو لا يعلمن، تنشر بين عشية وضحاها، فتهتز البيوت، وتعظم المصيبة، ويتخلخل كيان المجتمع، حتى أصبحنا نسمع من العلماء والإعلاميين ورجالات الإصلاح، ومنابر الجمع، تلك القصص المؤلمة لبنات المسلمين، والتي ضاعت بسببها أعراض، ودمرت بيوتات، وانداست فيها كرامات، فالبنت المسكينة تعتقد أن الأمر سهل، فإذا بها تفقد حياءها وعرضها بسبب تقنية أساء الجميع استخدامها.. وأصبحت تلك التقنيات شر معين على نشر الفاحشة بين المؤمنين بسبب سوء الاستخدام، (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ)، إن هذه الصفة البغيضة من صفات المنافقين، قال شيخ الإسلام رحمه الله: وأما ما يكون من الفعل بالجوارح فكل عمل يتضمن محبة أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا داخلٌ في هذا.. بل يكون عذابه أشد، فإن الله قد توعد بالعذاب على مجرد محبة أن تشيع الفاحشة! فكيف بالذي يعمل على ذلك؟

فإذا كان الذي يحب فقط أن تشيع له عذاب أليم في الدنيا وفي الآخرة، وليس فقط في الآخرة، فكيف إذا اقترن بالمحبة أقوال وأفعال لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا؟!!

حشر الله امرأة لوط من قومها في العذاب لأنها رضيت بفعلهم.. وكما أفسدت هذه التقنيات بيوتات المسلمين، فكم فرقت بين زوجين متحابين متوافقين.. كم وكم.

ولذلك زادت دعوات المظلومين والمظلومات لرب السماوات والبريات، فليتق الله الجميع، وليخشوا من عقوبات الله سبحانه وتعالى إذا لم نأخذ على أيدي أهل السفه والفسق.

تجاوز الخصوصيات

وتطرق الشيخ اليوسف إلى أضرار البلوتوث في تجاوز الخصوصيات فقال: لقد حفظ ديننا الحنيف للمسلم خصوصياته، وأغدق عليه ستره، وظلله بظلال الصيانة، فلم يخالف أحد من علماء المسلمين في تحريم الاطلاع على عورات الغير سواء بالنظر المباشر، أو من ثقب الباب، أو الشباك، أو من وراء الزجاج، وعدُّوا ذلك من الكبائر، حتى أنهم منعوا فتح النوافذ التي يطلع منها على عورات الغير، لأنها تعتبر وسيلة إلى المحرم، وما كان وسيلة إلى المحرم فهو حرام.. وشرع الاستئذان لدخول البيوت، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا) والأستئناس هو الاستئذان، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يستأذن ثلاثاً) رواه أحمد، ولذلك ورد في الحديث بجواز فقأ عين من اطلع على أخيه المسلم من ستر بابه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح) رواه البخاري ومسلم.

وأردف اليوسف بقوله أما اليوم فنشكو الحال إلى الله عز وجل، فأصبحت تلك الأجهزة تستخدم في هتك أستار المسلمين، والاطلاع على خصوصياتهم بل أخصها وأدقها، فطار الشرر، وذلك عن طريق البلوتوث والذي يمكن أن يرسل مقاطع الفيديو والصور إلى أشخاص في محيط هذا الجوال بعشرات الأمتار، وستمتد هذه المسافة بتقدم هذه التقنية، ليكون كل من في محيط جوال من هذه الجوالات يلتقط هذه اللقطات المختلفة، أو بسرقة ما تحتويه جوالات الآخرين بهذه المسافة.. وتكمن الخطورة في غزو هذه الهواتف النقالة التي تحمل تلك الميزات والتقنيات أسواق المسلمين، حتى ذكر بعض الخبراء أن هذه الأجهزة ستطغى على الأسواق، على مستوى العالم، وهذا نذير خطير وشر، (فويل للعرب من شر قد اقترب).

الشباب والبلوتوث

وقد تعرضنا لجانب من المشكلة التي تتمثل في إساءة استخدام تقنية يفترض بها الفائدة يجدر بنا السؤال ما حال الشباب وفلذات الأكباد مع البلوتوث؟

الشيخ عصام بن عبدالله الشايع المرشد بالإدارة العامة للتوعية والتوجيه بالرئاسة يقول: وممن خاض في تلك التقنية واستخدمها استخداماً سيئاً وجعلها وسيلة لتحقيق أهدافه السيئة فئة من الشباب والفتيات المعاكسين، زاعمين أنها طريقة آمنة ومختصرة، كثيرا من القضايا التي تضبط في ربط العلاقة المحرمة تكون باتصال على رقم لا يعرف من صاحبه يكون قد حصل عليه عن طريق هذه التقنية. كما أن هذه التقنية لها أثر خطير على الأحداث، حيث إن داعي الفضول لديهم أقوى، فوجود مثل هذه التقنية بمتناول أيديهم يهيئ لهم أسباب الانحراف، حيث إن ما ينقل عبر هذه التقنية ليس مجرد كلام مكتوب أو مسموع فحسب بل ينقل عبرها مقاطع الفيديو السيئة فماذا سيكون حال صغير السن الذي يكون في متناول يده تلك الأفلام الخليعة والإباحية ويستطيع النظر إليها بكل سهولة وتكون محفوظة عنده في شريحة ذاكرة لا تزيد خمس برامات بينما كان في الماضي من الصعب على الكبار الحصول عليها، فضلاً عن الصغار.

دور الهيئة

وعن دور الهيئة في التعامل مع البلوتوث يقول الشيح أحمد بن عبدالله البرقان وكيل رئيس هيئة النسيم: إن هذه التقنية نستطيع أن نقول إن مستخدميها في ازدياد، حيث يعيش العالم الآن كالقرية الصغيرة لسرعة تناقل المعلومة وانتشارها وسرعة الاتصال وذلك عبر هذه الوسائل من التقنية، وبالنظر لهذه التقنية فقد استفادت منها أجهزة كثيرة (هاتف- كاميرات- كمبيوترات- طابعات) إلى غير ذلك من تلك الأجهزة، وقد اختلف الناس في استخدامه وما يتداولونه بينهم من خلاله من ضار ونافع، وتواجهنا بين الفينة والأخرى وقائع من فضائح وجرائم وكشف للمحرمات وهتك للحرمات كان للبلوتوث السبق في نشرها، حيث يتبين لنا وبشكل جلي ما استخدمت فيه هذه التقنية وما وجهت إليه من توجيه خاطئ مخزٍ، ولمواجهة هذا الاستخدام السيئ قامت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بوضع بعض التدابير لمواجهة هذا الخطر الداهم وهي كالتالي:

1- النصح والتوجيه وهو في الدرجة الأولى ويحتل المجال الأكبر فالتذكير بالترغيب والترهيب له مكانة في ديننا الحنيف.

2- مراقبة محلات الاتصالات وأجهزة الكمبيوتر فيها وبخاصة في الأسواق وتكثيف الجولات عليها وتزويدهم بمقاطع دعوية لإنزالها في أجهزة مرتاديهم.

3- قيام المركز بتزويد أجهزة الحاسب الآلي لديهم بوصلات خاصة وانتقاء بعض المقاطع بعناية لنقلها إلى أجهزة من يقبض عليه ويضبط معه بعض المقاطع بين التحذير من مشكلات اجتماعية وصور معبرة وبعض الآيات بتلاوة بعض المشايخ بأصوات مؤثرة وهكذا.

4- توزيع النشرات في التحذير من سوء استخدام البلوتوث وضرورة تفعيله فيما يعود بالنفع للشخص والمجتمع.

الداء لا بد له من دواء

ويبين الشيخ بسام اليوسف: أنه ينبغي على المسلمين بكافة طبقاتهم وأحوالهم (حكومات، وشعوب، علماء، وإعلاميين، أساتذة وطلاب، عقلاء وأولياء) أن يواجهوا هذه الأخطار المحدقة من إساءة استخدام البلوتوث والبال توك والإنترنت والكاميرات وغيرها، ويشارك الجميع في حسن استخدام هذه الوسائل في طاعة الله ومرضاته، وخدمة ديننا الحنيف، دعوة وتربية وتوجيها، وأن نبين عواقب سوء استخدامها الدنيوية والأخروية.. وإذا لم نقم جميعاً بهذا الواجب، فإن الله عز وجل يغار، وغيرته أن تنتهك محارمه، وإذا أخذ أهل الصلاح على يد السفيه والظالم نجا الجميع، وإلا هلك الجميع، ولذلك قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: (أنهلك وفينا الصالحون) قال: (نعم! إذا كثر الخبث).

أما الشيخ عصام الشايع رئيس هيئة (العزيزية) فيقول: هذه التقنية كغيرها من التقنيات التي دخلت علينا كشبكة المعلومات والقنوات الفضائية وغيرها من حيث ترشيدها واستصلاحها فأبرز وأهم أمر في ذلك هو مزاحمة الشر الذي يعرض فيها، فيمكن نشر ملفات ومقاطع فيديو فيها وعظ ونفع للناس لكي تزاحم هذا الغثاء الذي يبثه أصحاب المآرب السيئة. ومما يعين على ترشيدها وإصلاحها تبصير الناس وتوعيتهم بخطرها على الكبار والصغار من الجنسين وحثهم على حسن استخدامها والانتفاع بها وشكر الله تعالى عليها حتى لا تكون وبالاً عليهم، ويبين أساليب الانتفاع بها وطرق ذلك. وقبل كل هذا وبعده غرس محبة الله تعالى وتعظيمه وإجلاله في نفوس الناس بجميع بقاعهم وكذا مراقبة الله تعالى وخشيته في السر والعلن لتكون حصنا واقيا لهم من شر هذه التقنية ومما سيأتي بعدها من شرور هذه التقنيات.

(*) إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر




نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved