| |
الأسعار متدنية والجودة أيضاً خدعة الـ 10 ريالات تصطاد الزبائن
|
|
* الأحساء - زهير بن جمعة الغزال: تواصل محلات (كل شيء بعشرة ريالات) انتشارها بشكل محموم بعد أن لاقت قبولاً لدى المستهلكين إلا أنه يلاحظ أن هذه العبارة أصبحت وسيلة لاغراء المستهلك للإقبال على هذه المحلات ليفاجأ بعد ذلك بأنه يجد القليل الذي يباع بهذه القيمة وما تبقى يصل سعره إلى المئات ويحدث ذلك دون وضوح أية ضوابط أو اتخاذ أية إجراءات لتنظيم هذه المحلات وعدم استغلال المستهلكين أو استدراجهم. (الجزيرة) حاورت المستهلكين والمستثمرين في هذه المحلات للوقوف على آرائهم حولها. يقول محمد بن علي الملا: إن عمله في محلات كل شيء بعشرة ريالات هو بمثابة نقل تجربته من جدة إلى الدمام والأحساء. ويؤكد أن تجربته كانت ولا تزال ناجحة ولكن بمستوى اقل نسبياً بسبب زيادة عدد المحلات وحدة المنافسة فيما بينهما. وأشار إلى أن هذه المحلات في الوقت الحاضر لا تعمل إلا في الإجازات ونهاية الشهر أما بقية الأيام فالكثير من الزبائن يأتون إلى المحلات من أجل المشاهدة فقط ولا يشترون إلا إذا كانت الزيارة متزامنة مع موعد صرف الراتب الشهري. ويضيف أن العديد من المحلات يحاول تقديم مغريات للزبائن كالتخفيضات أو الهدايا أو المسابقات. ويؤكد أنها نجحت ولا تزال تحقق بعض النجاحات من خلال قدرتها على توفير بعض السلع الموسمية التي يرتفع الطلب عليها خلال شهر أو شهرين من السنة مثل مستلزمات الدراسة وحاجات شهر رمضان المبارك. ويذكر الملا أن وضع السوق في الوقت الحاضر لا يبشر بمستقبل جيد لهذه المحلات وهو ما يجعل بعضها يغلق أبوابه أو يغير نشاطه. أما عدنان الشيخ صالح فيقول: هذه المحلات تعود إلى ما قبل عشر سنوات وبدا أنها تمثل تطويراً في الأسلوب التجاري بتوفير مستلزمات المستهلك بأسعار معقولة. ويعتقد عدنان أن المنافسة بين تجار التجزئة هي التي أفرزت هذا النوع من الخدمة، فصاحب المحل متعدد الأسعار قد لا يقنع بربح أقل من خمسة ريالات في السلعة الواحدة بينما يقتنع أصحاب محلات (كل شيء بعشرة) بريالين ربحاً في السلعة مع تعويض الفارق من خلال زيادة كمية المبيعات. وفي بعض الأحيان لا يزيد ربح المحل في السلعة على ريال واحد فقط. ويشير إلى أنها تضم تشكيلة واسعة من السلع التي يطلبها ويحتاجها المستهلك باستمرار كالأدوات المنزلية والمنظفات لذلك فهي تحظى بإقبال مستمر خصوصاً في أيام الإجازات الأسبوعية كيومي الخميس والجمعة وهذا ما يجعل أصحاب هذه المحلات يقنعون بربح قليل وبيع سلع أكثر. ويضيف أن هذه المحلات تواجه في الوقت الحاضر تحدياً في تلبية طلبات المستهلك لذلك تجدها تقوم بجلب كل ما هو جديد في الأسواق وزبائنها متعددون ففي محافظة الأحساء مثلاً يأتي الزبائن من الرياض والبحرين وقطر والكويت بالإضافة إلى مدن المملكة وقرى المحافظة. ويعتقد علي بن عبد الله البحراني أن السعي لتحقيق المزيد من الأرباح هو دافع الكثيرين لافتتاح (كل شيء بعشرة ريالات) لأن حركة البيع في هذه المحلات تعتبر أفضل من المحلات الأخرى. ويشير إلى أنها أشبه بالأسواق المركزية من ناحية تقديمها سلعاً متنوعة لذلك لا تجد في هذه المحلات موقعاً للملابس أو الأحذية الراقية وإذا وجدت فإنها لا تباع بعشرة ريالات وإنما بأكثر من ذلك بكثير. وأوضح أن من مميزات هذه المحلات أيضاً أنها سلع تم تجميعها واعدادها ليكون سعرها عشرة ريالات. ويحدث أن تباع عدة قطع مجمعة مع بعضها مثل جمع أكثر من نوع من الملاعق والسكاكين في قطعة واحدة وتباع بعشرة ريالات فهذه الطريقة بمثابة بيع بالجملة. ويرى أن المشكلة التي تواجه أصحاب هذه المحلات أنهم لا يتمكنون من توفير جميع السلع خاصة تلك التي يتطلب عرضها أن تباع بأكثر من عشرة ريالات فلا بد من وجود جناح خاص بسلع تباع بأكثر من عشرة ريالات. ومن أبرز مشكلات أصحاب المحلات في الوقت الحاضر. يقول حسين بن رضا الطرفي إننا نواجه حالياً مشكلة ضعف الحركة مقارنة بسنوات مضت وذلك لكثرة المحلات التي زادت في محافظة الأحساء وحدها على 60 محلاً كبيراً إضافة إلى المحلات الصغيرة التي من زيادة عددها يعجز الإنسان عن حصرها كما انه تدور بينهم منافسة لكسب الزبائن عن طريق تخفيض الأسعار حتى أن بعضهم بات سيبيع سلعاً بسعر التكلفة على أقل الربح من سلع أخرى وبعض السلع لا تحقق سوى ربح قليل. ومما أسهم في تعقيد هذه المشكلة ان هناك بعض المحلات مملوكة لسعوديين بالاسم فقط بينما ملاكها الحقيقيون من جنسيات أخرى وتحاول هذه المحلات منافسة المحلات الكبيرة عن طريق ترويج سلع متواضعة الجودة بأسعار رخيصة. أما المواطنون فقد تفاوتت رؤيتهم لهذه المحلات فالبعض يرى أنها تقدم سلعاً رخيصة وجيدة بينما يرى آخرون أنها محلات تقدم سلعاً رخيصة لكن جودتها اقل وأن أسعارها لا تختلف عن أسعار المحلات الأخرى وأن (كل شيء بعشرة ريالات) مجرد شعار لجذب الزبائن فقط لا غير. ويقول رائد بن علي المزيدي: لا أذهب إلى محلات كل شيء بعشرة إلا قليلاً لقناعتي بعدم احتوائها سلعاً جيدة. أما أحمد بن عبد الحميد الملا أحمد فيقول: هذه المحلات لا تخرج عن كونها مجمعاً للسلع ولا أجد فارقاً بينها وبين اية بقالة أخرى في السوق. ويقول أحمد بن عبد الكريم الحداد: هذا النوع من المحلات يتميز باحتوائه على معظم الاحتياجات المنزلية مما يوفر وقت المستهلك حيث يمكنني من خلال زيارة واحدة شراء كل احتياجات المنزل لشهر كامل من مواد النظافة وأكياس البلاستيك وما اشبه ذلك. ويشير إلى ان بعض هذه المحلات تمارس الغش التجاري المتمثل في أن بعض السلع المباعة بعشرة ريالات يمكن الحصول عليها في محلات أخرى بنصف السعر أو أقل بقليل فضلاً عن أن الكثير من المحلات تبيع السلع ذات الجودة المتواضعة بأسعار رخيصة. ويدعو أبو مناهل إلى أن يكون اسم المحل منسجماً مع نشاطه وعمله لا أن يكون اسم المحل (كل شيء بعشرة) ويبيع سلعاً بمائة أو مائتين. ويقول أحمد بن عبد الحميد الطرفي: أذهب إلى هذه المحلات لاعتقادي بأنني سأجد سلعاً أرخص أو لوجود سلع يتم شراؤها على فترات متباعدة مثل أكياس البلاستيك والقصدير والكاسات الزجاجية. وأرى أن البضائع الموجودة في هذه المحلات أرخص بسبب نقص الجودة عنها في المحلات الأخرى. أما جاسم الحسن فيقول: ان هذه المحلات لا تركز على جودة السلعة قدر تركيزها على رخص السعر لذلك يرى أنها أضرت بالمحلات التي تعرض سلعاً رفيعة المستوى. ويضيف ان مثل هذه المحلات تفتقر إلى التنظيم حيث نجد بعضها تعيش حالة من الفوضى التي ترهق المشتري. هذا فضلاً عن أنها تجبر المستهلك، على شراء سلع لا يرغب في شرائها فإذا ما أراد شراء معجون أسنان مثلاً تعرض عليه شراء (فرشاة) قد لا يكون في حاجة إليها.
|
|
|
| |
|