| |
الأحلام تتحقق بالفعل
|
|
(ماركوس) رجل بارع في مجال الحاسوب في منتصف الثلاثينيات من العمر، كان يسعى لتحديد أولوياته، كان قد عمل مستشاراً في عدد من الشركات العالية التقنية في سويسرا، وقد حظي بشهرة واسعة واحترام لقدراته في حل مشكلات الحاسوب المعقدة. كانت مشكلته الأساسية هي أنه كان يعمل بكد لساعات طويلة مما حد من استمتاعه بحياته الاجتماعية. كان يعرف أن حياته لم تكن مثالية على هذا النحو، لذا قرر أن يشترك في إحدى الدورات التدريبية لكي يضفي على حياته قدراً من التوازن، وعندما ذهب لحضور الدورة وقع في حب المدربة، مما خلق بداخله شعوراً بالذعر والصراع الداخلي العنيف.. وقرر أن يطبق إحدى المبادئ التي تعلمها في الدورة وهي: (كافح من أجل ما تريد) كوسيلة للتقرب منها ولكن بحرص، مع تجنب الإفصاح لها عن أي شيء. خطط ليعلن رغبته في الزواج منها.. وبعد فترة وجيزة بدأت المدربة تشعر برغبته.. وحين فاتحها في الموضوع وافقت.. لقد جعلته هذه النتيجة غير المتوقعة يرى واقعاً مختلفاً لم يشعر به من قبل.. بل لم يكن يحلم حتى به.. فعلى الرغم من الحزن الذي خيم على تاريخه كان سعيداً جداً كما لم يشعر طوال عمره الذي يتجاوز الخامسة والثلاثين. وكما يشعر النائم الحالم أنه قد انتقل إلى واقع يفوق مستوى الواقع الذي يعيشه انتقل (ماركوس) إلى مستوى آخر.. مستوى فاق الحياة العادية.. تحول إلى شخص ذي حس متقد بالمثالية في كل شيء. خلّف سخريته وراءه ومضى في حياته.. لم يعد ينظر إلى نفسه بوصفه شخصاً غير قادر على استشعار السعادة ولكنه أدرك أن السعادة هي إحدى الخيارات المتاحة أمامه
|
|
|
| |
|