| |
صبراً يا شيخ عبدالرحمن السويح ناصر بن إبراهيم العريج
|
|
في مساء يوم الأربعاء 1-11-1427هـ وأثناء خروجي من مكتب الصحيفة بحوطة سدير متوجهاً إلى حي أم عنيق لفت انتباهي وشد نظري جموع من البشر عند بوابة مستشفى حوطة سدير فتساءلت بيني وبين نفسي: ما الخطب؟ ثم استوقفت سيارتي لأستفسر من أحدهم (عسى ما شر) ما هذه الجموع؟. فقال لي وبنبرة حزينة: إنه حادث مروري مروِّع أفجع الجميع فقد راح ضحيته شاب واثنان من إخوانه.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} سألت مَنْ هم فقال: إنهم أبناء الشيخ الفاضل عبدالرحمن السويح (عبدالله وعبدالسلام، وعبداللطيف) رحمهم الله جميعاً رحمة واسعة، وعند ذلك عرفت سر هذا التجمع الكبير إنها أولاً محبة الجميع لبعضهم وثانياً لمحبة الكثيرين في حوطة سدير وخارجها للشيخ الكريم الصابر على المصيبة الحامد لله في كل حال: عبدالرحمن بن عبدالعزيز السويح الذي تلقى الخبر بقلب ملؤه الإيمان وقد أمَّ الشيخ السويح الصلاة على أبنائه الثلاثة.. ولن أبالغ أحبتي القراء فلقد شهد الصلاةَ على أبناء السويح جموعٌ امتلأت بهم المصليات الأمامية والخلفية والساحة الكبيرة المكشوفة في المسجد في مشهد يندر أن يُشاهد في جامع الشفاء بحوطة سدير، كذلك تكرر هذا الجمع الغفير عند التشييع للجنائز في مقبرة روضة سدير. رحم الله عبدالله وإخوانه عبداللطيف وعبدالسلام رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته.. فلقد عرفت في عبدالله ذلك الشاب الخلوق الملتزم البشوش الذي ينوب عن والده في إمامة المصلين في جامع الشفا.. عرفته متصفاً بصفات والده الحميدة فصبراً أقولها للشيخ عبدالرحمن السويح مدير مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في حوطة سدير وإمام وخطيب جامع الشفاء بحوطة سدير.. صبراً أبا عبدالله فلقد ودعت وودعت الجموع أبناءك بالدعاء لهم.. وهناك في القبور ما يؤنس وحشتهم إنه كتاب الله الذي حرصت على تحفيظهم إياه.. وصبراً أقولها للمربية الفاضلة زوجة الشيخ الفاضل عبدالرحمن السويح (أم عبدالله) واحتسبي أجر الصبر في فقدهم.. صبراً آل سويح في روضة سدير وفي حوطة سدير وخارجها. رحم الله عبدالله وعبدالسلام وعبداللطيف وأسكنهم فسيح جناته وألهم والديهم وذويهم الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
مدير مكتب صحيفة الجزيرةبحوطة سدير
|
|
|
| |
|