| |
نورة.. وجمعية الجنوب النسائية وشموخ يطاول الأفق فوزية ناصر النعيم / عنيزة
|
|
حينما تقف جمعية الجنوب النسائية شامخة.. فلا عجب.. خلفها (نورة بنت محمد بن سعود) رئيسة الجمعية).. وحينما تغادر (نورة) وتظل عينها المحبة للنجاحات ترقب عن كثب وتتابع.. وتظل جمعية الجنوب كما هي في شموخها وهيبتها رغم رحيل (نورة).. فذاك يعني.. أن نورة حينما رحلت تركت خلفها (نورات كثر).. وهذه صفات القائد الناجح الذي إن ترك مكانه لأي ظرف ظل مكانه منارة إشعاع.. تحية ملء الأكف.. لنورة أبها.. ونوارة القصيم!! أسعدتني الأستاذة منى البريك الأمين العام لجمعية الجنوب النسائية بورقة عمل قدمتها كمشاركة في المؤتمر الدولي عن السياحة والحرف اليدوية في الدول الإسلامية بمدينة الرياض في أواخر شهر شوال.. وعلمت يقينا أن مثل هذه النجاحات لا تأتي صدفة.. وأن خلفها عقل مدبر.. ومدبر عاقل.. لقد كانت هذه الورقة ثرية بكل ماهو ثري.. وحيث إن لمنطقة عسير طابعاً مميزاً وفريداً فقد جعلت جمعية الجنوب النسائية الخيرية بأبها من هذا التراث محوراً لاهتمامها ونشاطها.. ولعل جمعية الجنوب التي تأسست عام 1402هـ لا تستهدف الربح مثل بقية المؤسسات غير الحكومية.. فهي تهدف إلى المساهمة في رفع المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والصحي للمرأة السعودية بعسير وتقدم خدماتها من خلال مساعدات مالية وعينية إلى المحتاجين وكفل الأيتام ورعاية المعاقين.. وهذا كله بحد ذاته عمل إنساني نبيل، ولا يحتاج إلى تلميح تتفرع من الجمعية العديد من اللجان.. من ضمنها اللجنة الفنية التي كان لها السبق في الاهتمام بالحرف التقليدية بالمنطقة، وبما أن منطقة عسير من المناطق الغنية بالحرف التقليدية في المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى طبيعتها الخلابة التي حباها الله فجعلها من أشهر المناطق السياحية بالمملكة.. ولقد وثقت هذه المعلومة ورقة العمل الرائعة التي قدمتها الأستاذة منى البريك في المؤتمر الدولي للسياحة والحرف اليدوية التي ألقت الضوء على أهم الحرف والصناعات التقليدية في منطقة عسير وهي: 1- صناعة النجارة.. مثل صناعة الأبواب الكبيرة والصغيرة. 2- صناعة الأسلحة البيضاء.. مثل السيوف والخناجر. 3- صناعة المنتجات الخوصية.. مثل المطارح - الجوتة.. الحصير.. الزنابيل. 4- صناعة المنتجات الجلدية.. تعد من أهم المنتجات الحرفية التي تشتهر بها المنطقة لارتباطها بالعديد من الاستخدامات في الحياة اليومية ومن أشهرها.. الأحذية والحقائب وقرب الماء.. الأعمدة.. والأحزمة بأنواعها. 5- صناعة المنتجات الفخارية.. تتعدد أشكالها مثل الزير والبرمة وأحواض النباتات. 6- صناعة المنتجات الخشبية.. ويقوم الحرفيون في منطقة عسير بصناعة المنتجات الخشبية بصورة متكاملة مع صناعة الحدادة والحديد والجلد ومن أشهرها الصناديق الخشبية. 7- صناعة الغزل ونسيج الصوف.. الفرايق.. وتعرف في المناطق الأخرى باسم السدو يقومون بنسج الصوف الذي يتم الحصول عليه من الخامات المحلية بعد القيام بعملية الجز، ثم التنظيف والقيام بغزلها بواسطة المغزل، ثم استخدامها في منتجات النسيج. 8- صناعة المنتجات الفضية.. مثل الحلي النسائية بأشكالها المختلفة. 9- صناعة الملابس الرجالية والنسائية.. مثل الثوب العسيري، ولقد كان لجمعية الجنوب تجربة رائعة في الحفاظ على الموروث وإحيائه وتطويره لأن الحفاظ على التراث السعودي في منطقة عسير والمناطق المحيطة بها يحميها من الانقراض ويقوم بتطويرها.. ومن أهم المراحل التي قامت بها الجمعية لتحقيق هذا الهدف. 1- مرحلة التجميع: تمت من خلال القيام بجولات ميدانية من قبل العضوات لجمع التراث من أصحاب الحرف وتعريفهم بأهميته وأهمية اقتنائه، وكان ذلك في عام 1403هـ. 2- إقامة متحف: يضم التراث القديم ابتداء من ديكور المبني الذي قامت به إحدى الحرفيات المتقنات لعمل القط، بالإضافة إلى المعروضات كالحلي والملابس والأواني. 3- إقامة مشغل للثوب العسيري: وذلك من خلال الإنفاق مع إحدى الحرفيات المتقنات لعمل الثوب العسيري للعمل براتب داخل مبنى الجمعية وتوفير الأدوات اللازمة لها. 4- مرحلة نشر التراث: وذلك من خلال إقامة معارض مختلفة والحفلات بالإضافة إلى مشاركة الجنادرية والمواسم الثقافية التي أسهمت بشكل مباشر في تقنين الموروث السعيري وحفظه من الاندثار. 5- تقديم برنامج تعريفي للتراث خلال المعارض المقامة عن المأكولات الشعبية ومسمياتها. 6- مرحلة إحياء وتطوير التراث، وذلك من خلال: تقديم أشكال مختلفة من الملابس ذات الطابع العسيري وتطوير المفارش وبعض مستلزمات المنزل من المفروشات بالفنون العسيرية وإنتاج مخدات مطرزة برسمات وتصميمات مستوحاة من نفس طابع المنطقة، وعمل دفاتر بفهارس للهاتف بمقاسات وبطراز عسيري وصنع علب مناديل مع السلات بمقاس عسيري تحمل تراث المنطقة وعمل الطرح والمريشة وعرائس الاطفال، والإشراف على تصنيع الحلي الفضية الخاصة بالمنطقة بعد تطويرها.. إقامة دورة لتطوير التراث للسيدات. ولقد نفذت الجمعية العديد من المشاريع التطويرية للحرف التقليدية بمنطقة عسير، وتهدف إلى إحياء التراث والمحافظة عليه ونشره وتأهيل السيدات على إتقان الحرف اليدوية.. ولقد جاءت فكرة هذا المشروع امتداداً لتجربة الجمعية بدعم ومساعدة بعض السيدات لممارسة بعض المهارات التي تركز في البداية على صناعة الثوب العسيري.. كما يهدف هذا المشروع إلى إيجاد حلول لارتفاع نسبة البطالة بين النساء، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف أقامت الجمعية العديد من الدورات التدريبية للنساء والفتيات بالمنطقة، كما ترتب الجمعية لإقامة العديد من هذه الدورات التي تسهم بشكل مباشر في صقل الموهوبين وتطوير المهارة.. ولقد خرجت ورقة العمل التي قدمتها الجمعية بمؤتمر السياحة بالعديد من التوصيات أهمها: 1- وضع ميزانية خاصة من الهيئة العليا للسياحة للجهات المهتمة بالحرف التقليدية لتطويرها ونشرها. 2- تعاون الغرف التجارية الصناعية مع الجهات المهتمة بالحرف التقليدية للتسويق منتجات الحرفيات على المستوى المحلي والدولي. 3- إقامة مسابقة سنوية بين الجهات المهتمة بهذه الحرف على مستوى المملكة. 4- إنشاء هيئة لإحياء التراث منبثقة من الهيئة العليا للسياحة على مستوى المملكة. ولاشك أن هذه الورقة التي عرضت تجربة عسير في الحفاظ على موروثهم الشعبي لها دور فاعل في تعريف المجتمع بأهمية التراث والحفاظ عليه والمساهمة في تطويره، كما أن التوصيات جاءت لتساند تجربة جميع الجمعيات في هذا المجال وتفتح لهم الآفاق بمستقبل رائع للموروث السعودي الجميل بكل أشكاله وأوطانه.
|
|
|
| |
|