| |
هذرلوجيا (مزاينات) ومزايدات سليمان الفليح
|
|
منذ مدة ليست بالبعيدة كتب الزميل المبدع جميل الذيابي في جريدة الحياة مقالة يُحذّر فيها من (مغبّة) استمرار (مزاين) الإبل للقبائل - كل قبيلة على حدة - وأعقبه بمدة ليست بالبعيدة أيضاً الزميل القاص عبدالحفيظ الشمري بمقالة نُشرت في جريدتنا هذه لا تبتعد كثيراً عن محتوى مقالة الذيابي، وهما كلاهما أي الزميلين الذيابي والشمري من أبناء القبائل. وها أنذا الآخر أدلي بدلوي في هذا الموضوع وأنا من أبناء القبائل أيضاً لذا (أقول وعمر القارئ يطول): إن بروز هذه الظاهرة بالرغم من أنها تبدو للوهلة الأولى ظاهرة بريئة تُشجع تربية الإبل وتخلق نوعاً من التنافس الشريف بين مقتني الإبل من أبناء القبيلة الواحدة وهي بالإضافة إلى ذلك تدعو للاعتناء بهذا الكائن الصحراوي العجيب الذي لا يلائم أي كائن سواه التعايش في مناخ الصحراء وقد ذكره قرآننا الكريم كآية تُضرب في بديع صنع الخالق في الآية الكريمة {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ}، كما أنها صديقة الإنسان العربي ومصدر عيشه بالإضافة إلى صديقتها النخلة التي كما قرأت مؤخراً بأن ثمة مشروعاً سعودياً مع منظمة (الفاو) بهذا الخصوص ينص على الاستفادة من خبرات المنظمة لإنجاز 14 مشروعاً إنمائياً تُنفذ خلال العام القادم تتعلق بتربية الإبل والخيول الأصيلة وتصدير منُتجات النخيل. وقد وقَّعت المملكة على هذا المشروع في روما ويستمر حتى عام (2011) ميلادية، أقول ما علينا من ذلك كله ف(الدولة أبخص) بمشاريعها ولكن الذي علينا الآن هو أن نُحذِّر من نمو (القبلية الضيقة) على حساب المواطنة الشاملة وخصوصاً في عقول الناشئة لأننا أصبحنا نلحظ من خلال متابعتنا للفضائيات الجديدة المخصصة للأدب الشعبي التي زادت على سبع محطات تقريباً أن الشباب أصبحوا يرسلون (مسجات) يثيرون من خلالها النعرات القبلية ويزايدون على غيرهم من أبناء القبائل الأخرى، بل يتلفظون بألفاظ نابية تحط من قيمة الآخرين ولكوني كنت أحد المهتمين بدراسة الشعر الشعبي منذ السبعينيات إلى اليوم وكنت أفرح كثيراً لانتفاء اللهجات القبلية لأن الشعراء بفعل الثقافة والوعي قد توصلوا إلى لهجة مشتركة مهما كانت انتماءاتهم الإقليمية ولكنني لاحظت في السنوات القليلة الماضية بروز شعراء (مبدعين صغار) يتعمدون كتابة الشعر بلهجة القبيلة وهذه (ردّة) إبداعية ولغوية أيضاً إلى حضن القبيلة؛ واليوم إذ تتضافر (القنوات الشعبية والنكوص الشبابي إلى القبيلة وبروز المزاينات القبلية) الخاصة بكل قبيلة، فإننا نُحذِّر من (تَجَذُّرِ) القبلية في ذوات الجيل الجديد. ولأننا نعرف عدم القدرة على رقابة تلك القنوات المشرعة لأصوات الشباب الذين لا يمكن السيطرة على ما ينتجون أيضاً، إلا أننا ندعو إلى إلغاء المزاينات القبلية أو على الأقل إدماجها في مهرجان (أم رقيبة) السنوي وذلك أضعف الإيمان.
|
|
|
| |
|