في أول زيارة لها للمملكة واجتماعها بالسديري
السلطات السعودية تسمح ل (هيئة حقوق الإنسان الأمريكية) بزيارة السجون والتقاء المسؤولين

* الرياض - حسين فقيه:
أكدت هيئة حقوق الإنسان الأمريكية (هيومن رايتس ووتش) أن السلطات السعودية سمحت لها بزيارة سجون المملكة والإصلاحيات وعدد من الجهات الحكومية كوزارة الداخلية والخارجية.. وعدد من المسؤولين السعوديين للمباحثة في حقوق الإنسان بكل شفافية ووضوح.
وفي إطار قضية المعتقلين السعوديين بجوانتانامو أكدت (هيومن رايتس وونش) بأنهم يقومون بمتابعة أوضاع المعتقلين من خلال حضورهم لبعض المحاكمات وإصرارهم على أن تسير المحاكمة بشكل أفضل ولم يسمح لهم بمقابلة المعتقلين.
مشيرين إلى أنهم يحاولون الدفع بقضايا المعتقلين إلى المحاكمة أو إطلاق سراحهم وعدم اعتقالهم دون محاكمة، وموضحين بأن إذا تم إحالة المعتقلين إلى المحاكمة فإنه حتما سوف يتم تبرئتهم وهذا ما لا تريده الحكومة الأمريكية حيث إنه لا توجد تهم قضائية عليهم، مشيرين إلى أن المحاكمة الحالية سرية (الأدلة السرية) مؤكدين سعيهم للمحاكمة العسكرية التي تعد أفضل بكثير من المحاكمات الحالية وذلك لوجود المحامين واستجواب الشهود.
جاء ذلك عقب استقبال معالي رئيس هيئة حقوق الإنسان بالمملكة الشيخ تركي بن خالد السديري لهم صباح أمس بمقر الهيئة في أول زيارة لهم للمملكة حيث تمت مناقشة العديد من المواضيع الداخلية والخارجية بحقوق الإنسان كمعتقلي جوانتانامو وقضية حميدان التركي.
كما قامت (هيومن رايتس ووتش) بشرح عمل الهيئة والتعريف بها حيث أشارت إلى أنها منظمة دولية لمراقبة حقوق الإنسان تتخذ من أمريكا مقراً لها مع استقلالية تامة عن الحكومة الأمريكية وهم دائماً ما يسلطون الضوء على حقوق الإنسان في دول العالم إضافة إلى المعتقلين وما يتعرضون له من تعذيب.
وتشير هيئة حقوق الإنسان الأمريكية إلى الدور الذي قامت به في العراق وأفغانستان وفلسطين وجميع مناطق الشرق الأوسط حيث كان لهم مؤخراً عضو في لبنان لمتابعة الجرائم الإسرائيلية، مع تركيزهم من خلال اجتماعاتهم مع الكونجرس الأمريكي على قضية المعتقلين بجوانتانامو حيث نجحوا في إصدار من الكونجرس بمنع التعذيب، مؤكدين نجاحهم في الإفراج عن بعض المعتقلين.. وأن إدارة الرئيس الأمريكي لم تسمح لهم بمقابلة المعتقلين حتى نهاية الحرب على الإرهاب وتسمية المعتقلين (بالمحاربين).
ويذكر وفد الهيئة أن الكونجرس أصدر قراراً بطلب تحويل المحاكمات العسكرية إلى محاكمة مدنية. ويؤكد الوفد بأنهم يتخذون من أمريكا مقراً لهم ولكنهم لا يتلقون مساعدات من الدولة ويقومون بانتقاد الحكومة الأمريكية كدولة.
وشارك في الاجتماع وكيل أهالي المعتقلين السعوديين في جوانتانامو المحامي كاتب الشمري وممثلو الأسر وبعض أهالي المعتقلين حيث قاموا بتسليط الضوء على ما يتعرض له المعتقلين من تعذيب وإهانة وظروف اعتقالهم حيث تم تسليم بعض المواطنين السعوديين بباكستان للإدارة الأمريكية في أفغانستان، كما تم عرض عدد من رسائل المعتقلين أمام وفد هيئة حقوق الإنسان الأمريكية التي توضح صعوبة الوضع للمعتقلين من تعذيب وإهانة للقرآن الكريم وإطلاق غازات حارقة وإطلاق نار على المعتقلين حيث تشير الرسائل إلى إصابة أفغاني بـ12 طلقة عند محاولته حماية القرآن الكريم.. مع إضراب السجناء الدائم وواسع النطاق.
وطالب أهالي المعتقلين ووكلاء الأسر بالاهتمام بقضايا المعتقلين ومتابعتها حتى الإفراج عنهم. ويؤكد وكيل أهالي المعتقلين بجوانتانامو كاتب الشمري أن هذا الاجتماع ضروري لما للمنظمة من دور هام من الناحية الإنسانية على المستوى الدولي خصوصاً وأنها تملك الكثير من أدوات الضغط أمام الرأي العام الدولي والأمريكي، وأن الاجتماع يعبر عن اهتمام هيئة حقوق الإنسان بالمملكة ببذل المساعي لإنهاء هذه المأساة الإنسانية.