اطلعت على الحوار المبكي مع الشيخ محمد عطا مغسل الموتى الذي نشر في هذه الجريدة يوم الجمعة الموافق 3 من ذي القعدة 1427هـ، حيث كان حواراً ذا عبرة وموعظة لأولي الألباب، وقف على مشاهد ومواقف لاخوان لنا انتقلوا إلى الدار الآخرة، داهمهم الموت وهم في غفلة منه، ألهتهم وشغلتهم هذه الحياة الدنيا حتى قضوا نحبهم، فهذا مات من حادث مروري شنيع وما أكثره في هذا الزمن، وهذا مات وهو على فراشه قرير العين بنومه وهذا وهذا.. الخ.
قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} فالموت هو نهاية كل حي وهو أول مرحلة من مراحل الآخرة، كتبه الله - جل وعلا - على جميع الخلائق (والموت كأس وكل الناس تشربه)، لله ما أعظم الموت وسكراته التي هي أشد على النفس من غمسها في قدر شديد الحرارة وبالغ في الغليان، الموت مصيبة عظمى، وطامة كبرى وصِبرة طعمها شديد المرارة ذاقها من ذاقها وستذوقها كل نفس لا محالة، يقول الله سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}. فوالله لو تفكرنا حق التفكر فيما نحن متجهون إليه لما شغلتنا هذه الدنيا الفانية عن الدار الباقية، وعبدنا الله حق عبادته وهجرنا الذنوب والمعاصي، وصفت قلوبنا وتركنا حب الدنيا والتفاخر بها، إنك مهما جمعت من مال فإنك سوف تتركه ومهما بلغ بك العمر فإنه لا مفر لك من الموت.
كل ابن اثنى وإن طالت سلامته |
كم فقدنا من قريب كان بيننا يضحك مسروراً، وكم شيعنا من جنازة في مثواها الأخير، فالله المستعان، وعليه التكلان.
عبد الله بن غازي الحنيني
|