Al Jazirah NewsPaper Wednesday  29/11/2006G Issue 12480محليــاتالاربعاء 08 ذو القعدة 1427 هـ  29 نوفمبر2006 م   العدد  12480
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

ضمن فعاليات الحملة الإعلامية للتوعية بأهمية عمل المرأة
منى الغريبي: على المرأة السعودية تجاوز طفولتها الفكرية!

* الرياض - الجزيرة:
ضمن سلسلة فعاليات الحملة الإعلامية لدعم أهمية عمل المرأة السعودية نفَّذ مركز المرأة السعودية الإعلامي مساء الأحد الماضي محاضرة تثقيفية حول (اتجاه الفتيات السعوديات نحو قيم التحديث)، قدمتها منى الغريبي في مركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة، استعرضت فيها القيم المستحدثة من إيقاع العصر الحديث، وتأثر المرأة السعودية فيها ودلالات ذلك، إضافة لتقديم ناهد باشطح رئيسة مركز المرأة السعودية الإعلامي لعرضٍ ضمَّ أهم نتائج الورش الفكرية وأطروحات الندوة الكبرى التي أقيمت في وقت سابق برعاية الأميرة عادلة بنت عبدالله آل سعود حول عمل المرأة السعودية وإسهاماتها في التنمية.
ولقد دُشِّنتْ المحاضرة بكلمة لناهد باشطح رحبت فيها بالحضور الذي تنوّع بين طالبات الجامعات وموظفات القطاع العام والخاص، قدمت بعدها عرضاً لنتائج ورشة العمل الفكرية للدكتورة فوزية البكر والتي كانت بعنوان (ثقافة العمل لدى المرأة السعودية)، إضافة لنتائج ورشة ماجدة الحربي حول (الثقافة الحقوقية للأخطاء الوظيفية لدى الفتيات السعوديات)، عرجت من بعده على أهم ما طُرح في الندوة الكبرى التي شاركت فيها نخبة من الأكاديميات السعوديات اللاتي عرضن عدداً من الرؤى والتجارب المتنوعة للمرأة في قطاع العمل المحلي. بعد ذلك سلَّطت باشطح الضوء على دور المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في توظيف وتعليم الفتيات السعوديات. ومن ثم قدمت المحاضرة منى الغريبي والتي استعرضت ورقة عمل مميزة استندت فيها على عدد من الدراسات والبحوث الحديثة أكدت فيها على اتجاه دول العالم كافة نحو تطوير العنصر البشري لإثراء المجتمعات، والتعويل بالتالي على نهضة كبيرة للدول الغنية بالموارد الطبيعية في حال تكاتف ثرواتها مع الطاقات البشرية العاملة، كمثل حالة بلادنا تحديداً.
ومن ثَمَّ قدمت الغريبي رؤيتها حول أهم المؤثرات على قيم الفتيات السعوديات اليوم، وعلى سبيل المثال أثر الحياة المادية على الحياة الاجتماعية خاصة ودلالات ذلك. وتحديداً القيم التي تنقسم في أساسها لقيم محورية أصيلة، وقيم الجانبية الهامشية، والتي يسهل إحداث تغيير فيها، إذ عادة - كما وضحت - يكتفي الفرد بالقيم الخاصة به في حال كانت مُشيعة، أما في حال كان الأمر نقيض ذلك فإنه يسعى للبحث عن غيرها. ونجد تحديداً أن أكثر القيم عرضة للتغيير هي قيم الشباب كونهم أكثر فئة تبحث عن التجديد.
ومن ناحية أخرى عرضتْ الغريبي دراسة مسحية لـ310 مبحوثة تراوحت أعمارهن بين الـ18-35 عاماً كونهن أكثر فئات المجتمع تفاعلاً مثّلن عينات من طالبات الجامعة وربات المنازل والموظفات، بإجراءات منهجية تعدُّ من أهم قضايا التحديث، حاولت فيها - أي الدراسة - الكشف عن أبرز ملامح التغيير، والتي تمثلت في تصور الفتاة لذاتها، والقيم التي تصور الفرد عبر العالم المحيط فيه، وما إلى ذلك.
كذلك أكَّدتْ الغريبي في ثنايا طرحها على أن علاقة القيم بالآخرين تتمثل بثلاث محاور هي المشاركة، والمواطنة، والاستهلاك. ولقد أثبتت الدراسات علاقة مباشرة بين العمل بصفة خاصة والتحديث، ومن ثم العلاقة بين التحديث وجودة العمل نفسه. إلا أنه وللأسف سبق وارتبط عمل المرأة بمفاهيم خاطئة ربطت بينه وبين صراع الأدوار مع الرجل، والتفكك الأسري، وانحرافات الشباب مما أعاق تطوير وضعها. فعلى سبيل المثال كانت المرأة تعمل مع الرجل منذ زمن بعيد بطريقة مقبولة، ثم انقلبت الصورة بنظرة مشوهة، إضافة إلى وجود القيود الاجتماعية حول عمل المرأة، وافتقار النظام التربوي لفهم قيم العمل، وانعدام جو المنافسة، إلى جانب فرض بعض الشروط القانونية التي تحول دون عملها في مواقع معينة كليةً.
كذلك ركزت ورقة الغريبي على ضرورة دعم الأعمال التطوعية لما فيها من جوانب اجتماعية تخلق روح المواطنة، وتفجر الطاقات الإبداعية، وتعزز الثقة بالنفس. وأكدت على ضرورة تجاوز الطفولة الفكرية التي أعاقت المرأة السعودية، وقادتها إلى الاتكالية، وزعزعت ثقتها بقدراتها.
ومن ثم فُتح المجال للمداخلات، والتي تنوعت في الطرح ونوعية التساؤلات، ففي مداخلة لإحدى منسوبات دار الأركان العقارية عرضت فيها نجاح التجربة النسائية السعودية في المجال العقاري، خاصة لظروف المجال الصعبة، وقد قاد نجاح التجربة لافتتاح عدد من الفروع النسائية التي نافست الفروع الرجالية رغم الفارق العددي بين موظفي كل منهما.
كما وجهت خريجة من إحدى الكليات تساؤلاً ألى منى الغريبي حول المجالات التي يمكن للمرأة الولوج إليها غير الطب والتدريس، وعن دور المرأة تحديداً في تكوين المجتمع الحديث. فأوضحت بأن المجال فُتح للنساء كمندوبات للمبيعات، والاستقبال، والعقارات، صناعة المجوهرات، وهندسة الديكور، والسفر والسياحة... مما يثبت تفتّح أفق مجالات العمل للمرأة. إلى جانب أن المرأة منذ القدم كانت تهز العالم بيد، وتهز مهد طفلها باليد الأخرى، إلا أنه يجب التأكيد على عدم الخلط بين مفهوم التحديث والتحرر، فالأول يعتمد على الإبقاء على القيم القديمة وتحديثها، أما التحرر فهو تغيير القيم القديمة على أساس إلغائها.
وفي مداخلة أخرى سألت إحدى الحاضرات عن كيفية تجاوز التعارض بين القيم الاجتماعية والشرعية من جهة والاتجاه للتحديث من جهة أخرى، فأكدت الغريبي أن هذه القيم لا تتعارض بقدر ما يرتبط الأمر بسوء فهم بين العلاقات، إضافة لسوء التطبيق.
من ناحية أخرى وجّهت إحدى الحاضرات (تعمل في القطاع الأكاديمي) اعتراضها على نقطة أشارت لها منى حول الفهم الخاطئ في المجتمع تجاه العمل اليدوي، حيث إن الفكرة - على حد قول المداخلة - صُححت بعد احتفاء الأميرة عادلة بنت عبدالله بالحرفيات في الجنادرية، وغيرها من المناسبات، فالمجتمع لم يعد عاملاً ضاغطاً وممانعاً بقدر ما الأمر مرهون برفض الأشخاص أنفسهم، وازدواجيتهم.
كما وجهت إحدى الحاضرات تساؤلها لباشطح حول تغييب الإعلام للأدوار الجديدة التي انخرطت المرأة فيها كالتعاون مع الجهة القضائية في المحاكم، وما إلى ذلك، فجاء ردها أن الأمر منوط بعدم وجود استراتيجية واضحة لدعم عمل المرأة، فلو توفر لدينا جمعيات نسائية تتبنى ذلك لسهل تسليط الضوء، فخطورة الإعلام تتمثل في القدرة على بث الرسائل الضمنية، إلا أن تعذر وجود الحرفية الصحفية، والدراسة الأكاديمية للإعلام تعيق توظيف هذه الرسالة بصورة كاملة إيجابية.
كما عرضت الأستاذة إيمان (إحدى الصحفيات الحاضرات) رؤيتها حول مشاركة المرأة في التنمية من أن الأمر منوط بالإعداد الجيد للفتيات، والمجتمع ككل، مما يفشل المبادرات العشوائية من باب قلة الوعي.
رنا الربيعة (خريجة أحياء) وضّحت إحباطها بعد تجربتها في التوسع في مجال البحث والتوعية في محاولة لتجاوز محدودية عملها في قطاع التعليم، حيث رغبت في التوسع في البحث والتوعية عن متلازمة التوحد بإيعاز من اهتمامها الشخصي، فوجدت العوائق تتكاتف ضدها، والتعامل غير الجدي مع توجهها، حتى قررت ترك عملها والبقاء في المنزل. وقد فنّدت ناهد باشطح ما قالته الربيعة من أن طريق النجاح محفوف بالصعوبات الكبيرة، خاصة في ظل عدم تفهم الأشخاص من حولنا كما نأمل، إلا أنه يجب الوعي بمحفزات النجاح والمثابرة لتحقيق الأهداف التي يُسعى إليها.
وفي سؤال أخير لإحدى الحاضرات تساءلت فيه عن سبب ربط البعض للتأخر في التنمية بعمل المرأة، وهل خروجها للعمل سيكون هو المقياس لتطور التنمية. فأجابتها منى بأن الموضوع ليس قاصراً على أسباب التأخر بعمل المرأة، بقدر ما هو رغبة في تسليط الضوء على دور المرأة تحديداً من باب مؤازرة الحملة الإعلامية لمركز المرأة السعودية الإعلامي للتوعية بأهمية هذا الدور في التنمية. فليس الأمر أننا ندعو لتجاهل المرأة لأدوارها كأم ومربية، لتذهب للهاث باتجاه المال فقط، بل الأمر مستند على حاجة المجتمع لحضورها الفعال في أدوار أخرى لا تتعارض مع ما سبق.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved