| |
متطرفون.. بلا وسطية محمد يحيى القحطاني
|
|
واقع مؤلم ما حدث ليلة أمس الأول، وأنا أشهد ما فعله مجموعة ممن أخذوا على عاتقهم ذبح هذا الوطن وكتم أنفاسه بكل ما استطاعوا من فوضى وإقصاء ومحاولة لزجّ النور في عتمة الظلام. حضرت مساء أمس الأول مسرحية (وسطي بلا وسطية) وشهدت ما يندى له الجبين من البعض، وهم يعتلون خشبة المسرح، ويصرخون بأعلى أصواتهم: أن أوقفوا العرض!!.. والتفت لي بعضهم وصابني من كلامهم ما أرادوا بأني مروّج للفساد، وكأن بيني وبينهم من يعلم السر، حين وصفوني بما يخرجني من الملّة، وسأكون خصمهم يوم لا ينفعهم شيء مما اقترفوه، بل وحاولوا الاشتباك معي لولا أن لطف ربكم. هؤلاء سوّلت لهم أنفسهم شراً في وطن آمن تحكمه دولة تعرف الحق من الباطل وهاجوا وماجوا وكأنهم دون رقيب سيأخذ بحق الوطن ويقتص منهم كما فعل مع سابقيهم، وقد حاولوا التخريب وكأنهم يعرفون الحق، ونحن غافلون عنه، وأخذوا عهداً مع أنفسهم والشيطان بزجر الباحثين عن فرصة للثقافة والأمل والفن الجميل. كنت شاهداً على موقف ابتعد بنا كثيراً عن منطق الحضارية.. وأنا والجميع نشاهد ما قام به هؤلاء من إثبات أن البعض لديهم مأزق ما من النظرة الصحيحة للوسطية التي نحروها ليلة أمس الأول. ما حدث ليلة أمس الأول سابقة هي الأولى بأن يتم إيقاف عرض مسرحي بعد افتعال هرج ومرج وتخريب وتكسير وتهليل في غير محلّه، ولن يفوتني أن أشيد برجال الأمن الذين كانوا في مستوى المسؤولية حيث شعروا ومنذ الوهلة الأولى بخطورة تفاقم الوضع وضبط المخربين والتحفُّظ عليهم ووصول قوات تعزيز في وقت قياسي.. وأتمنى صادقاً أن ينال جميع من قاموا بهذه الغوغائية جزاءهم كي يعتبر غيرهم في وطن له مؤسساته الأمنية التي تحمي ثقافته ومثقفيه وفنانيه، ولا مجال للفوضى فيه. للأسف هؤلاء أشعروني بالخجل مما قاموا به، وهم ينساقون لبعض رؤوسهم المدبرة التي تديرهم في مواقعهم المتطرفة، وتذكي نار الفتنة فقد كفّروا ورموا بكل ما طابَ لألسنتهم في كيلٍ لأقذع الشتائم والتّهم لمجموعة من أبناء الوطن خدموا مجتمعهم بفكرهم وقلمهم وفنهم، فيما تفرّغ البعض للتخريب وترويع الآمنين ولعن الفن والثقافة وأهلهما وسبّهم.
fm248@hotmail.com |
|
|
| |
|