| |
رحمك الله يا أبا عون خالد عبدالعزيز أبو رشيد/ الهيئة الملكية بالجبيل
|
|
لا أحد البتة يتمنى بلا أدنى شك أن يكتب معزيا ولكن ما الحيلة؟ وأنتم أدرى بأن الحياة ثوب مستعار، وأنه ليس لأحد منا له فيها قرار، وأن الموت أمر الله تعالى الذي لا يقابل بغير التسليم، ليس بقضائه عدة سوى الصبر والسلوان. بالأمس القريب فقد مركز نعام ومحافظة حوطة بني تميم والحريق معلما عزيزا سخر وقته وجهده في سبيل التعليم ذا الأدب الرفيع والخلق الحسن والتواضع الجم، كما كان له أطيب الأثر في تعليمنا جيلا بعد جيل، وما نذكره اليوم من جهوده وعطاءاته من باب حفظ الفضل والجميل لأهله تحليا بأخلاق الإسلام التي من أعظمها الوفاء للسابقين وتقديرهم والدعاء لهم سيرا على هدى الآية الكريمة {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ } «10» سورة الحشر. لقد توفي المعلم الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العون - رحمه الله - وأسكنه فسيح جناته وهو من مواليد نعام تلقى تعليمه بالكتاتيب والمساجد، ومن أساتذته الشيخ عبدالرحمن بن فارس - رحمه الله-، ثم واصل تعليمه في المدارس الحكومية وعمل معلما بابتدائية نعام عام 1387هـ وفي تعليم الكبار بها، ثم معلما في مدارس الحريق ثم الرياض، وشارك في حملة محو الأمية بالجوف عام 1395هـ وشارك في تعداد السكان والمساكن بمحافظة بيشة عام 1394هـ وبمحافظة الحريق 1413هـ لقد كان - رحمه الله - من الذين ضربوا بسهم وافر في التعليم مستخدما شتى الوسائل التعليمية القديمة المأخوذة من البيئة التي قام بتوظيفها في العملية التعليمية، فأثرت في نفوس طلابه ورسخت في عقولهم وتناقلها الصغير والكبير، وكان صاحب قلم وأسلوب رائع وخط جميل جعل منه مقصدا لكبار السن في كتابة وثائقهم المهمة، كما كان- رحمه الله- محبا للعمل يحرص على إتقانه ومتابعته أيا كان هذا العمل الذي يقوم به، كما كان ينبوعا من اللطف والبشاشة والابتسامة المشرقة ملتزما بالشيم الكريمة والسجايا الرفيعة والأخلاق الفاضلة مكتنزا بحب التعليم زاخرا بالحكم والتجارب. ومما يثلج الصدر ذكره الحسن بين الناس وسمعته الطيبة فقد بكاه زملاؤه وأصدقاؤه وطلابه وجيرانه وهم يدعون الله له بالمغفرة والرحمة ولذويه بالصبر والسلوان.
|
|
|
| |
|