تأتي الندوة العلمية لتاريخ الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - ضمن منظومة الندوات العلمية الجادة التي تقدمها دارة الملك عبدالعزيز بما تضطلع به من مسؤوليات تجاه تاريخنا الوطني، وتهدف الندوة إلى رصد المعلومات العلمية عن تاريخ الملك سعود رحمه الله، وذلك بهدف توثيق سيرته وشمائله وجهوده التاريخية وإنجازاته خلال فترة حكمه، وتلك الندوات التي تقوم بها الدارة حالياً ومستقبلاً تحظى بالرعاية الكريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، وهو لا يألو جهداً - حفظه الله - في رعاية أعمال الدارة وأنشطتها ودعم مساعيها في سبيل خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية، وتوثيق سير حكامها وأعلامها قديماً وحديثاً وذلك بالجهود الجبارة التي يقوم بها الدكتور فهد عبدالله السماري أمين عام دارة الملك عبدالعزيز في التخطيط والتنظيم والتنفيذ الرائع لتلك الندوات وما يصاحبها من مطبوعات هي في غاية الدقة العلمية وجمال الإخراج، ويتعدى ذلك بالتواصل الأخوي المستمر مع الباحثين وذوي الاهتمامات في الشأن المحلي والخارجي لتراثنا الجميل.
وسيصاحب هذه الندوة الاحتفال بالإصدار المصور الذي يتناول سيرة الملك سعود والمعرض المصور كذلك الذي دعا إليه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة. وقد أبانت صاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز أن حفل الكتاب المصور والمعرض يمثلان صوراً تاريخية نادرة لجلالة الملك سعود رحمه الله، ومن هذا المنطلق، فقد قمت بتزويد الدارة بصورة نادرة قبل خمسين عاماً تمثل الاحتفاء بالملك سعود - رحمه الله - بمسيرة طلابية في المدرسة السعودية بالدلم (ابن عباس حالياً) بمحافظة الخرج، ويحملون لافتة كتب عليها: (المدرسة السعودية بالدلم تحيي وترحب بعاهل الجزيرة وفخر العروبة الملك سعود المعظم وذلك بتاريخ 1378هـ) عند افتتاحه مبنى المدرسة الذي أقيم على حسابه، ولا يزال حتى اليوم يؤدي دورة كمبنى مدرسي. ويجدر أن أشير هنا إلى الحفاوة التي لقيها الملك سعود - رحمه الله - إبان زياراته لمناطق المملكة من أبناء الشعب، ومن تلك المناطق التي زارها الملك سعود في عام 1378هـ مدينة الدلم بالخرج، حيث أقيم احتفال كبير ألقيت فيه الكلمات الترحيبية والقصائد التي لم تنشر من قبل وتم رصدها في كتاب الدلم في مائة عام، ومن تلك القصائد اخترت قصيدتين؛ إحداهما للشيخ عيسى بن عبدالعزيز الصيرامي التي مطلعها:
حييت حييت عد الوبل والديم |
وعد رمل اللوى والنبت والأكم |
والعز فأل لكم بالنصر مبتسم |
واسلم ودم ما بدى ليل ولاح ضيا |
نفديك بالنفس والأولاد والحشم |
بدر علينا بدا بالسعد مطلعه |
أزال عنا ظلام النحس والقتم |
أضاءت الخرج بالأنوار زاهرة |
لما قدمتم فخص النور للدلم |
ألبستها حلة زادت على القيم |
فكيف لا تزدهي بالفخر قائلة |
هل من مضاه لها في الفخر فليقم |
ملك تفرع من صيد الملوك وهم |
آل سعود حماة الدين والحرم |
والقصيدة الثانية قالها الأستاذ الشاعر عبدالرحمن أحمد العميري ومطلعها:
قدمت فكل الناس قد عمها البشرى |
ملكت قلوب الشعب بالعدل والعطا |
فها هي بأسمى حبكم دائماً أسرى |
تحمدل حيناً ثم تشكر تارةً |
وتذكر مولاها الذي أوجب الذكرى |
على منه بالعفو نحو مليكها |
فجاء (سعود) مد ربي له العمرا |
وغيث لشعب يمطر الوبل والدرا |
ففي كل صقع في البلاد مدارس |
لتنتج جيلاً عالماً يشبه البدرا |
كذا المرضى الفتاك أبعدته جهرا |
وأنت إمام للمسلمين لهم فخرا |
بذا يشهد الأقصى وطيبة والصفا |
وأم القرى والحجر والكعبة الغرا |
ففي الحرم المكي شيدت صرحه |
كذا النبوي كل الجهود منحته |
فسجلها التاريخ بالنور أسطرا |
ودمت لهم غيثاً ودمت لهم فخرا |
تربع على عرش القلوب تحوطكم |
عناية رب الكون نزجي لك الشكرا |
وفي الختام أتقدم بالشكر الجزيل لدارة الملك عبدالعزيز ممثلة في أمينها العام والرجال الجادين معه على الجهود المتميزة في السعي الحثيث لرصد تاريخنا الوطني بشتى أشكاله سواء الوثائقية أو التاريخية وغيرها وذلك بدعم وتوجيه من قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظهما الله وسدد خطى الباحثين الذين يرصدون تاريخنا المشرف في أبهى حلل.
والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
|