| |
المخدرات ودورها في تدمير الأفراد والأمم والمجتمعات عبدالله بن حمد الحقيل
|
|
في بلادنا جهود بارزة وأعمال مخلصة واهتمام جاد نحو التوعية بأضرار المخدرات، ولقد ظهر هذا الأمر واضحاً وجلياً، ولذلك كله فهو عمل وإنجاز طيب يستحق الشكر لما للتوعية من دور حيوي ووظيفة هامة في هذا المجتمع المسلم الذي قام على هدي من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وجدير بالاهتمام وسيكون له مردود هام بإدراك خطورة مشكلة المخدرات التي اجتمعت على مقاومتها الدول والأمم كافة. ولقد كرم الله الإنسان ورفع مكانته ووصفه بالكمال والفضل والخلق والعقل وهو أعز ما امتاز به الإنسان على غيره من المخلوقات. ولقد قامت الرسالات التي أنزلها الله تعالى على رسله بمكافحة الفساد والدعوة إلى الفضيلة والحق والخير وإصلاح الخلق والسلوك والتمسك بالقيم والمثل.. ولقد حرم الإسلام الخمر والمخدرات تحريماً قاطعاً صريحاً بقوله تعالى {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ..} وإلى قوله تعالى {..فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}، (سورة المائدة الآية 90 ، 91). ومن يقرأ البحوث الطبية والدراسات العلمية يدرك مساوئ المخدرات وأضرارها وما تتركه من عواقب وخيمة صحياً واقتصادياً وعقلياً وكذا لما لها من تأثير على خلايا الأعصاب والمخ بحيث يظل متعاطيها مسلوب الإرادة والذاكرة والخلق.. ومن يقرأ الإحصائيات لضحاياها يدرك آثارها السلبية ونتائجها المدمرة. وإن هذه البلاد التي كرمها الله بالإسلام ما زالت ملتزمة بالقيم والمثل الكريمة رغم حرص أعداء الإسلام على نشر بذور الشر ومنها المخدرات بقصد تفتيت أواصر الدين والخلق والتراحم والتعاون والمروءة.. وما زال وباء المخدرات يشغل الكثير من دول العالم، فهي من المشكلات التي تواجه الأمم على اختلاف أنظمتها منذ القدم. فتاريخها منذ أربعة آلاف سنة.. حيث استعملها السومريون وأعطوها اسم (متعة الحياة) وقام بعدهم الأوروبيون بزراعتها. وإن الجهود الجادة والحازمة التي نلمسها اليوم من المسؤولين في بلادنا سوف يكون لها أثر وإيجابية في محاصرة هذا الوباء.. ومن هنا فإن الواجب على كل فرد وأسرة بذل الجهد في التوعية والتحذير والنصح والإرشاد.. وأن تتضافر الجهود في كل ميدان في شرح أضرار المخدرات وتوضيح مساوئها، حيث تدفع صاحبها إلى الرذيلة والشر وتذهب العقل وتفتك بالبدن وتؤدي إلى الانهيار له ولأسرته وتدفع إلى الجريمة ثم السجن والجنون.. وجدير بالشباب وهو قلب الأمة النابض وذخرة المستقبل ومحط الآمال أن يحارب المخدرات ويدرك خطورتها على الفرد والأسرة والمجتمع.. وأن تتركز الجهود وتتضافر القوى لمحاربة هذا الوباء. إن الشرق والغرب وكل بلاد العالم اليوم تحارب هذا الوباء من خلال قنوات متعددة ومنطلقات متنوعة.. ونحن كأمة مسلمة نحاربها لما لها من أضرار وفساد، فعلينا جميعاً أن نساند الجهات المختصة التي تبذل جهوداً مشكورة في هذا المجال وفي حمل لواء التوعية بأسلوب ومنطق وحكمة ووعي.. فمتى امتلأت النفوس بالوعي والتقوى والتوجيه السديد صارت محصنة ضد وباء المخدرات.. الذي هو هلاك ودمار وتفكك أسر. إن المجتمع بكامله مطالب بالإسهام والمشاركة في مكافحة المخدرات كما أن على المؤسسات التربوية والفكرية والعلمية أن تضاعف الجهد نحو التوعية على أسس وقواعد علمية تخاطب العقل والضمير والفكر.. للنجاة من هذا الوباء والقضاء عليه. على الجميع واجب التعاون والإسهام والمشاركة في درء هذا الوباء والخطر عن أمتنا ومجتمعنا وشبابنا امتثالاً لتعاليم شريعتنا الإسلامية حتى تصفو الحياة وتستقيم ويعمها الخير والنقاء والصفاء والفضيلة والوقوف بحزم وصلابة وقوة أمام هذا الطاعون المدمر ومكافحته ومحاربته فلا للمخدرات التي يرفضها الإسلام ويأباها الإيمان والفطرة والنفوس الكريمة. سدد الله الخطى وحقق الآمال وهو الهادي إلى سواء السبيل.
|
|
|
| |
|