| |
فتيات غيورات يقتلن زميلة لهن .. وطفل يقتل ببشاعة طفلاً آخر انتشار ظاهرة العنف بشكل مقزز بين أطفال بلغاريا
|
|
* صوفيا - (د. ب. أ): ابتليت المدارس البلغارية بشكل من العنف الذي يصل أحياناً إلى مستوى من الوحشية ربما يكون مناسباً أكثر لعمل سينمائي مقزز وهابط من النشر على صفحات الجرائد .. (فتيات غيورات يقتلن زميلة لهن .. طفل في التاسعة يقتل ببشاعة طفلاً آخر .. أربعة مراهقين يضربون طفلاً بوحشية .. غائط بشري يلقى في وجه طفلة) .. كل ذلك حوادث نقلتها تقارير إعلامية مؤخراً. ويتفق خبراء على أن العنف المدرسي له جذوره الممتدة في عالم إجرام المراهقين والمعاناة الاقتصادية التي تئن تحت وطأتها غالبية الأُسر البلغارية. تقول الصحفية البارزة ميرولوبا بيناتوفا في فيلم وثائقي مؤثر بث بعد 17 عاماً من سقوط الشيوعية في بلغاريا وأوروبا الشرقية (إنهم أطفال الديمقراطية). ترى الصحفية الكبيرة أن كدّ الوالدين من أجل لقمة العيش وسط فترة انتقالية صعبة جعلهم يتركون الأطفال لشأنهم، ومن ثم لم يتعلم هؤلاء كيف يسيطرون على ما يعتريهم من مشاعر الإحباط والغضب. كما يوافق علماء النفس على أنّ المشاعر العدوانية إنما تنشأ من الضغوط والمشكلات في البيت. أسين (9 سنوات) ضرب طفلاً (8 سنوات) حتى الموت، وترك جثته في مقلب للقمامة في هاسكوفو في الجنوب. أسين أمه عاهرة وأبوه يعمل في تشغيل أجهزة ال دي. جي الموسيقية وهو دائم السفر، ومن ثم فإنّ جدته هي التي تقوم على تربيته. أثناء المحاكمة أبلغ أسين (وحش هاسكوفو) - كما أطلقت عليه الصحف - القضاة أنه قام قبل عامين بضرب طفلة صغيرة. وقد نجت الطفلة كيكا بأعجوبة من الموت بعد إصابتها بجروح خطيرة في الرأس. لكن الأطفال الذين يمارسون العنف لا يدركون في الغالب أنهم يرتكبون جرماً، حسبما يقول بويكو جانشفسكي رئيس قسم علم النفس بجامعة صوفيا. المدارس في حالة يرثى لها، فهي عاجزة عن التصدي أو التعامل مع الأطفال الذين يمارسون العنف. والقانون لا يتضمّن عقوبة السجن بحق القتلة من القاصرين ولا بحق ذويهم. يريد والدا الطفل الذي قتله أسين - وهما مسلمان - أن يأخذا القانون في أيديهم وأن يقتصا لابنهما. يقول والد مراد (القتل بالقتل). وقد طال العنف كافة المدارس حتى الشهير منها مثل مدرسة (جيرمان جرامر اسكول) في بورجاس المطلة على البحر الأسود. هناك أفرغ تلميذ دلواً مليئاً بالغائط البشري على رأس زميلته في الفصل. وقد تم تصوير هذا الهجوم المشين وهو يبث الآن على شبكة الإنترنت. يقول وزير التعليم دانيل فاكلاف (العنف ليس ذاتي المنشأ .. إنّه يشاهد ويقلد)، مشيراً إلى أعمال العنف التي ترتكب في عالم الإجرام السري القوي في بلغاريا والتي تتصدر الأخبار بشكل يومي. ويحذر الخبراء أيضاً من خطورة أفلام السينما وألعاب الكمبيوتر العنيفة وأثرها على الأطفال وما يمارسونه من عنف.
|
|
|
| |
|