أعترف وبكل فخر بانني جبان وافتقر إلى الجرأة وتخونني الشجاعة والاقدام ان افعل ما أظن انني أكسب من ورائه حزمة من الضوء لا تلبث ان تنطفئ وتبقى نارها متقدة حية تتلظى في قلب وروح ووجدان من كان هدفا لقلمي، برغم ان عملا كهذا حري بلفت الانتباه والاهتمام والشهرة والتصفيق من الذين يعجبهم ان تظل نار القلوب مشتعلة تأكل الأخضر واليابس.
في نظر البعض فعل كهذا - بغض النظر عن مصداقيته - نجاح واثارة وصنعة محترف لا يقدر عليها إلا الأفذاذ ممن اوتى الموهبة الرائدة ويعرف كيف يستنبط ما يريد من حيث لا يعلم المراد اسقاطه كيف تم الوصول إلى معلومات - ان صحت - لم تكن معروفة إلا على نطاق ضيق، وان كان من كتب عنه ما كتب خفيفاً تحركه نسمة الهواء ثار وصال وجعل من لم يعلم عن الكتابة عنه يعلم من خلال ردة الفعل غير المحسوبة، مع أنه لو ترك الأمر لمر بسلام.
بعض الطيبين وأصحاب النوايا الحسنة يقعون في منزلق المجاملة والظنون البيضاء ليفاجأوا عند جلوسهم أمام مضيفهم في لقاء مسموع أو مرئي ان الشخص المقابل برغم ظهوره بمظهر الصديق الطيب إلا أنه ينقلب إلى وحش كاسر يسحق الضيف بلا رحمة ولا ترو ولا حساب لما يمكن ان يسببه لضيفه من كوارث هو في غنى عنها من خلال أسئلة خاصة لا تعني الجمهور بقدر ما تحدث من بلبلة وظنون سيئة، أما من يدعى بالضيف فلا حول له ولا قوة وهو أمام الجمهور وعلى الهواء والصواعق تتوالى عليه، فإن كان ذكيا فطنا أجاب بما لا يدينه ولا يحتسب عليه تهربا من الاجابة.
هذا النوع من الاستضافات المبيتة السوء وقصد الاسقاط يتبجح أصحابها بانهم قبل الظهور على الهواء يزرعون الطمأنينة في نفوس ضيوفهم وربما اتفقوا معهم على نوعية الطرح واستبعاد نوع معين من الأسئلة التي تثير وتوغر الصدور وتذكي الفتن وتبحث في أشياء ربما طواها النسيان، وبمجرد اثارتها تتجدد وتعود فتية تحرق الأخضر واليابس.
يقال ان احد عشاق الأضواء يحترق شوقا لمثل هذه اللقاءات التافهة وان كانت تتحدث عن خصوصياته واسراره، ومثل هذا لا مانع لديه من الاساءة اليه في سبيل الأضواء وان كانت تلك الممارسات توجه اليه على مرأى ومسمع من الناس في الطريق العام.
وقفة
يقول الشاعر: