| |
رياضة المشي: فائدة ومتعة
|
|
أدرك العرب منذ القدم فوائد رياضة المشي فاعتنوا بها ممارسة وتشجيعاً، وساعدهم على ذلك طبيعة أرضهم الجغرافية وأحوالهم الجوية، إذ تعتبر رياضة المشي رياضة سهلة وبسيطة، يقدر عليها الصغير والكبير، السليم والسقيم، المعافى والمريض، وهي بحد ذاتها ممتعة ومسلية، خاصة إذا اختار ممارسها الوقت والمكان المناسبين. وقد حفل تاريخنا وسيرة نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- بمواقف وقصص تؤكد ممارستهم لتلك الرياضة والاعتناء بها. فوائد رياضة المشي رياضة المشي رياضة متعددة الفوائد الصحية لجميع من يمارسها، ومن أهم فوائدها ما يلي: - تعوّد البدن على الخفة والنشاط وتجعله قابلاً للغذاء، كما تساعد على عملية الهدم والاحتراق، مما يقي الإنسان الإصابة بداء السمنة وتساعد المصابين بها على التخلص منها. - تنشط ضربات القلب والدورة الدموية، وتعطي الجسم مزيداً من الحيوية والنشاط، وتخلص الأعضاء الباطنية ومراكز الأعصاب من الاحتقانات الدموية التي قد تؤدي إلى بطء حركة الأعضاء أو تعطلها، فيصاب الجسم بالخمول والكسل ويكون أكثر تعرضاً للإصابة بالأمراض. - تزيد من قوة الرئتين واتساعهما، فيصل الدم بمقدار أكبر للأوعية الدموية، وهي وقاية - بإذن الله - من الذبحة الصدرية. - تعمل على تسخين الأعضاء وتحلل الفضلات وإذابتها وإخراجها من منافذها. - تزيد من المهارات الحركية والنشاط العضلي، وكذلك من التوافق العصبي العضلي العام، كما تزيد من قدرة الجسم على الانتباه الذهني والنشاط في العمل. - تساعد على تأخير أعراض الشيخوخة عند الذين يمارسونها بصفة مستمرة. - وفقاً لدراسة جديدة نشرتها مجلة (علوم الروماتيزم) المتخصصة، أكد أطباء جراحة العظام أن رياضة المشي خير وسيلة لتخفيف الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل العظمي الذي يصيب الركبة. - تساعد هذه الرياضة على الشعور بالراحة والسعادة، إذ تعدل الحالة النفسية والمزاج إلى الحالة الإيجابية. - تعالج عسر الهضم والإمساك المزمن، إضافة لتخفيف الغازات والشعور بالانتفاخ والغثيان. توجيهات لممارسة رياضة المشي قبل وأثناء ممارسة أي رياضة ولتحقيق نتائجها الإيجابية لا بد من الالتزام بقواعدها وتوجيهات المتخصصين فيها، وفيما يتعلق برياضة المشي هناك بعض التوجيهات الضرورية، هي: - اختيار الوقت والمكان المناسبين لممارسة هذه الرياضة، ومن أنسب أوقاتها بعد صلاة الفجر أو الصباح الباكر، أو قبل غروب الشمس، ولا بأس من ممارستها ليلاً بشرط أن يكون المكان مضاءً وبعيداً عن كثرة حركة السيارات. - المرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، عندما يكون معك رفيق أو رفقاء يمارسون هذه الرياضة ستكون أكثر حماساً وأكثر متعة ولكن يجب عدم التراخي في المشي أثناء الأحاديث الجانبية. - يجب أن يكون الظهر قبل واثناء المشيء مستقيماً والبطن إلى الداخل، والرأس مرفوعاً والكتفان إلى الوراء. وعندما تمشي يجب أن تحرك مفصلك جيداً وتوسع من خطواتك. - في بداية ممارسة هذه الرياضة لتكن مسافة السير بسيطة ولمدة قصيرة، كأن تكون عشر دقائق مثلاً، ومن بعدها تكون زيادة المسافة والمدة يوماً فيوم حتى تتعود ويتعود جسمك عليها. - لا تشغل بالك كثيراً بموضوع السرعة في المشي، بل ركّز على أن يكون مشيك مريحاً. - تأكد أن باستطاعتك الكلام أثناء المشي، فإن لم تستطع فاعلم أنك تسير بسرعة أنت في حاجة إلى تخفيفها. - لا تلق بالاً لأولئك المثبطين لك أثناء ممارسة رياضة المشي إما بالغمز أو اللمز أو النظرات، أو قول أحدهم: أوصلك. أخطاء في ممارسة رياضة المشي لا بد من التنبيه على بعض أهم الأخطاء التي تحدث من بعض من يمارسون هذه الرياضة، ومن تلك الأخطاء ما يلي: - المشي على الأمشاط بدلاً من المشي على القدم كاملاً. - المشي بخطوات بطيئة جداً أو التوقف أثناء المشي الذي لا يعمل على إثارة القلب فسيولوجياً. - المشي وارتداء الملابس الثقيلة والداكنة وخاصة في فصل الصيف. تغطية الأنف والفم أثناء المشي. - المشي مع تحريك الجذع جانباً أو المشي واتجاه المشطين للخارج بدلاً من الأمام. - سحب القدمين على الأرض أثناء المشي. - تناول الأغذية الخفيفة أثناء المشي. المأمول من الجهات ذات العلاقة إن رياضة المشي لا تتطلب تجهيزات أو تكاليف مادية باهظة الثمن تثقل كاهل الجهات الحكومية أو التجارية، ويمكن أن تسهم تلك الجهات بجهود قليلة في جعل هذه الرياضة ممكنة، بل وممتعة ومرغوبة لدى أفراد المجتمع، ومن ذلك: - إنشاء الميادين الخاصة بممارسة هذه الرياضة، مع مراعاة أن يكون هناك ميادين للنساء وأخرى للرجال. - أن تفتح الأندية الرياضية ملاعبها وميادينها للجميع لممارسة هذه الرياضة، وبالطريقة التي تضمن سلامة تلك المنشآت. - أن تراعي البلديات وأمانات المدن أثناء تصميم المدن والمخططات التجارية أو السكنية وجود طرق مناسبة للمشاة. - أن تخصص الجهات الإعلامية والتربوية والتعليمية برامج توعوية وتثقيفية بالرياضة عموماً وممارسة هذه الرياضة خصوصاً. أخيراً: إن من أهم الأمور في هذه الرياضة المفيدة والممتعة أن يتعود عليها الإنسان، ويجعل له برنامجا يوميا أو شبه يومي أو أسبوعي بدون انقطاع، ومما يمكن استغلال الوقت به خلال المشي قراءة القرآن ومراجعته وذكر الله تعالى أو مناقشة موضوعات مهمة مع الرفقاء في المشي، وبذا نحقق عدداً من مبادئنا الرياضية مثل: كلما كان جسمك سليماً كان عقلك أكثر سلامة، وتربية العقول والقلوب ملازمة لتربية الأبدان، وكذلك النمو الفكري والثقافي للرياضيين، وجرب من اليوم أن تمارس هذه الرياضة وأنا على يقين أنك إذا قمت بممارستها باتباع ما سبق ستكون مدمناً عليها، ويا حبذا هذا الإدمان.
حمد بن عبدالله القميزي
gomaiziy@hotmail.com |
|
|
| |
|